الجرب بالسعودية.. السلطات تهوّن والمخاوف تتصاعد
وقالت وزارة الصحة السعودية في تغريدة في الثامن من الشهر الحالي إن حالات الاشتباه في الإصابة بمرض الجرب في منطقة مكة المكرمة انخفضت إلى 80% في الأيام الثلاثة الماضية، وذكرت إمارة منطقة مكة في حسابها الرسمي الأربعاء أن جميع الحالات المصابة بالجرب شفيت.
وكانت الوزارة قالت في 7 أبريل/نيسان الحالي إن عدد الحالات المسجلة التي تمت معالجتها جميعا في مكة المكرمة بلغ 2156 حالة، من بينهم 1774 حالة في المدارس حتى يوم السادس من الشهر نفسه.
مصادر المعلومات
ونبهت الوزارة إلى أن "جميع ما يتم تداوله من أرقام إصابات بمرض الجرب والتفشيات خارج مكة غير صحيح، ما لم يكون من مصدر رسمي"، وأضاف أن عدد المصابين بالجرب بدأ في التراجع حسب الرصد اليومي.
وسبق لوزارة التعليم أن قالت في وقت سابق إنه لن يجري تقديم للاختبارات النهائية في المدارس لأن الوضع مطمئن، وذلك ردا على المخاوف بشأن مرض الجرب.
والملاحظ أن السلطات الصحية السعودية كثفت في الأيام القليلة الماضية من حملتها عبر حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي لبث رسائل طمأنة للرأي العام بأن الجرب مرض بسيط وعلاجه سهل وفعال بنسبة 100%، فضلا عن بث إنفوغرافات عن المرض وطرق الإصابة به وانتقاله بين البشر ووسائل الوقاية منه.
وتعكس هذه الكثافة في الحملة التواصلية للسلطات السعودية سعيا لتهدئة مخاوف المواطنين من تفشي المرض ومواجهة شائعات تتحدث عن سرعة انتشار المرض في مناطق عديدة في البلاد، إذ أصيب عدد من طلاب المدارس في العاصمة الرياض بالمرض بعد أيام من إعلان مئات الحالات المماثلة في محافظات مختلفة.
تغريدة الوزير
وقد نشر وزير الصحة السعودي توفيق الربيعة قبل بضعة ساعات تغريدة قال فيها إن وزارته "مهتمة بعلاج الجرب وإن العلاج متوفر في جميع أنحاء المملكة"، منبها إلى أن "العلاج بسيط ويشفى المريض غالبا في أقل من ١٢ ساعة، وأنه عند علاج الجرب يشفى الإنسان تماما ولا يبقى للمرض أي آثار".
وقد تفاعل عدد كبير من السعوديين مع تغريدة وزير الصحة إيجابا وسلبا، إذ عبر العديد منهم عن مشاكل تواجههم بخصوص الخدمات الصحية المقدمة لتطويق مرض الجرب، ومنها نقص الأدوية في المستوصفات والمستشفيات.
ودعت مغردة وزير الصحة إلى عدم الاغترار بعبارات المديح لوزارته في تعاملها مع مرض الجرب، وقالت إن الوزارة تأخرت في التصدي للمرض، ولم تعتذر للسعوديين على التقصير في مواجهة الجرب.
وأشار بعض رواد التواصل الاجتماعي إلى تعقيدات إدارية يواجهونها في المراكز الصحية تجعلهم لا يستفيدون من خدماتها.
وقال أحد المتفاعلين مع تغريدة وزير الصحة السعودية إن مرض الجرب يوجد في مكة منذ أشهر، ونشر فيديو للطبيب السعودي محمد آل قمبر بث في 5 أبريل/نيسان الحالي، وتوقع فيه الطبيب بلوغ حالات الإصابة ثلاثة آلاف إلى ستة آلاف في مكة وحدها خلال بضعة أسابيع "إذا لم يتم مواجهة المرض بكل شفافية ومسؤولية".
تضارب الوزارتين
وغرد الصحفي بجريدة الرياض السعودية والمهتم بالشؤون الصحية محمد الحيدر قبل ساعات قائلا إن موضوع الجرب يتأرجح بين "تهوين وزير الصحة وتوصيف وزارة التعليم"، إذ قال الوزير الربيعة إن الأمر بسيط والعلاج يتم خلال 12 ساعة، في حين اشتكت وزارة التعليم من أنه "رغم محاولتها الحثيثة للتصدي للداء فإنها واجهت صعوبات في عدم إبلاغ المدارس بنوع الإصابة بالمرض إلا بعد أسبوع".
ونشر الصحفي السعودي محمد الحيدر في حسابه على تويتر تصريحا لرئيس اللجنة الصحية في مجلس الشورى محمد بن حمزة خشيم لصحيفة عكاظ، واستغرب فيه من تضارب عدد المصابين والمعلومات النهائية بشأن مرض الجرب.
وأوضح خشيم أنه أحيانا يقال إن المرض محصور في مكة، ومرة أخرى يقال إنه انتشر في مناطق عدة، مشيرا إلى عدم وجود أرقام دقيقة عن أعداد المصابين بالمرض.
وبخصوص تأثير موسم العمرة في مكة باستمرار تسجيل حالات الجرب، أوردت صحيفة "اليوم" السعودية قبل أيام تصريحا لعبد العزيز أسعد المنهوري وكيل وزارة الحج المساعد أكد فيه أن إعلان تسجيل حالات الجرب بين الطلاب والطالبات في مكة "ليس له تأثير في موسم العمرة، ولم تسجل إصابة لأي من المعتمرين".
وأضاف المسؤول نفسه أن لجان الحج تتابع مع شركات العمرة الحالات المرضية العادية لبعض المعتمرين في المستشفيات، ولم تسجل أي حالة إصابة بالجرب.