"جول" السيسي.. عيد لنتنياهو
السيسي يبرر فضيحة الغاز بأنه"سجل جول جامد جدا": هذا بالضبط منطق "الخورتية" الذين يحولون الوطن إلى بوتيك لتجارة الممنوعات وعندهم دم الشهيد أرخص من لتر الغاز. https://t.co/apNEUfrB0u
— wael kandil (@waiel65) February 21, 2018
غير أن مؤيدين للسيسي ذهبوا للتأكيد أن الرئيس المصري حقق ضربة اقتصادية هامة "انتصرت" فيها مصر على تركيا التي قالوا إنها كانت تسعى للهيمنة على غاز شرق المتوسط.
اشاعة التعاون مع اسرائيل كانت فاول و ضربة جزاء في عهد الرئيس محمد مرسي و الان السيسي بلحه العبيط بيقول انه جاب جول جامد جدا بالتجارة مع اسرائيل
ده مش رئيس جمهورية ده عربجي
لا يحترم نفسه
لا يحترم سنه
لا يحترم الجيش الي هو جاي منه pic.twitter.com/zt1mYlcTVJ— عمرو عبد الهادي (@amrelhady4000) February 21, 2018
وبالبحث عن أوجه الشبه والاختلاف بين الفيديوهين اللذين علق فيهما نتنياهو والسيسي، تجد أنهما عبّرا بذات البهجة والفرح، واعتبر كل منهما أنه حقق انتصارا لبلاده، على الرغم من أن مصر هي التي ستدفع لإسرائيل 15 مليار دولار على مدى عشر سنوات.
صفقة تاريخية
كما أنهما اتفقا على وصف الصفقة بأنها انتصار، فالسيسي اعتبرها "جوون" كما جاءت حرفيا على لسانه، في حين وصف نتنياهو يوم توقيعها بأنه "عيد" لإسرائيل، وقال إنها صفقة تاريخية "ستدخل المليارات إلى خزينة الدولة.. هذه الأموال ستصرف لاحقا على التعليم والخدمات الصحية والرفاهية".
أرحب باتفاقية تصدير الغاز الإسرائيلي إلى مصر. هذه هي اتفاقية تاريخية ستدخل المليارات إلى خزينة الدولة. هذه الأموال ستصرف لاحقا على التعليم والخدمات الصحية والرفاهية لمصلحة المواطنين.
مخطط الغاز يعزز أمننا واقتصادنا وعلاقاتنا الإقليمية ومواطنينا. هذا هو يوم عيد! pic.twitter.com/CRq5rQFv5B
— بنيامين نتنياهو (@Israelipm_ar) February 19, 2018
لكن ما بدا مختلفا أن حديث نتنياهو كان أكثر وضوحا بمنح الاتفاقية جرعة سياسية بعد أن خصها بتعليق خاص عبر فيديو بثه عبر حساباته على موقعي التواصل الاجتماعي فيسبوك وتويتر.
أما السيسي فقد بدا متناقضا في تعليقه أمس الأربعاء أثناء افتتاحه مشاريع استثمارية، فعند حديثه عن الاتفاقية تحدث أولا عن أنها بين شركات خاصة مصرية وإسرائيلية، لكنه ختم حديثه باعتبارها انتصارا لمصر، بعد أن تحدث بشكل واضح عن منافسة بين بلاده وتركيا على تسييل الغاز المستخرج من البحر المتوسط وإعادة تصديره.
وقصة تركيا حضرت بشكل لافت في الإعلام المصري الذي اعتاد تأييد السيسي في كل قراراته واعتبارها انتصارات غير مسبوقة للبلاد، حيث استدعى هؤلاء العداء للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ولم يعرضوا بأي شكل ابتهاج نتنياهو وإسرائيل بالصفقة.
بكاء أردوغان
وتحدث الإعلامي عمرو أديب على قناة "أون تي.في" أن الصفقة كانت بمثابة "قلم" (صفعة) على وجه الرئيس التركي، وأكمل أحمد موسى المشهد على قناة "صدى البلد" بحديثه أن أردوغان "بكى" ليلة توقيع الاتفاقية بين مصر وإسرائيل.
ترامب لما اخد ٤٥٠ مليار ورجع وقال احضرت لكم مئات المليارات من الدولارات ..و نتنياهو لما اخد ١٥ مليار قال إسرائيل اليوم في عيد …. والسيسي بيقولك احنا #جبنا_جول يااام نيازي افرحي ياااام نيازى ب #جون_السيسي 😀😃😃 pic.twitter.com/BKCDtsoQOk
— taha Hussein (@tahaHus31754353) February 21, 2018
واللافت أن التصفيق كان يملأ القاعة التي كان الرئيس المصري يتحدث فيها، ويستشهد بعدد من الحضور الذين اكتفوا بهز رؤوسهم، لا سيما عندما ابتسم بشكل لافت وهو يدعو المصريين إلى التركيز جيدا على السعر الذي اشترت به مصر الغاز من إسرائيل.
صدق السيسي لما قال احنا #جبنا_جول .
لأن هذه الاتفاقية لا تمثل الإ انتصار للصهاينه واعتراف بهم وبدولتهم من أكبر وأهم دولة عربية😡#جون_السيسى— Šârâ🎵 (@Dar3amia) February 21, 2018
وفي المنطق الاقتصادي ذاته، تنقل صحيفة "رأي اليوم" عن عبد الصمد العوضي الخبير الكويتي في مجال النفط والغاز ومندوب بلاده الأسبق في منظمة أوبك، أن "الجانب الأهم في هذه الصفقة أن مصر ستساعد إسرائيل على التخلص من فائض الغاز الطبيعي لديها لأنها تواجه صعوبات سياسية واقتصادية في تصديره لأوروبا".
وقال إن أي أنبوب غاز إسرائيلي لأوروبا سيحتاج بناؤه إلى ثماني سنوات، وسيبلغ طوله 2200 كلم، وسيكلف قرابة سبعة مليارات دولار، بالمقارنة مع نصف مليار دولار تكلفة خط الأنابيب إلى مصر.
رجل إسرائيل بالمنطقة
ولا يرى الكاتب والمحلل السياسي المصري سليم عزوز تناقضا بين فرحة السيسي "بالجول" الذي قال إن القاهرة سجلته، وفرحة نتنياهو "بعيد إسرائيل" في تعليقه على صفقة توريد الغاز إلى مصر.
وقال للجزيرة نت إن "السيسي يتعامل على أنه مندوب إسرائيل في المنطقة، ويقدم نفسه للرأي العام العالمي على أنه رجل إسرائيل الذي يتفوق على حسني مبارك الذي كان محللون إسرائيليون يصفونه بالكنز الإستراتيجي لبلادهم".
وأضاف عزوز أن السيسي كان يقصد أنه سجل "جول في تركيا"، وفسر حديثه هذا الإعلاميون الذين اعتدوا التطبيل لكل قراراته، في محاولة لتسويق "الاتفاقية الفضيحة" واعتبارها إنجازا اقتصاديا لمصر، رغم أنها تمت بأعلى بكثير من السعر العالمي للغاز.
لجان السيسي
واعتبر عزوز أن استدعاء تركيا في الصفقة جاء "للهروب من جريمة خدمة إسرائيل واقتصادها"، مشيرا إلى أن الحسابات التي تحاول إظهار التأييد للصفقة ليست لمواطنين مصريين، وإنما للجان إلكترونية تابعة للسيسي، كما قال.
كما يشير المحلل السياسي إلى أن الرئيس المصري "يهرب نحو الخارج" من أزماته ورعبه من الداخل المصري، على حد قوله.
#جون_السيسي في نفسه كان بالرأس لان بورصة اسرائيل قفزت قيمتها ١٩%
سبحان الله كل حبة رمل في الارض بتفضح هذا السيسي و كذبه و الاعيبة و الاعيب الصهاينة المصريين من حوله#جبنا_جول pic.twitter.com/3S6LU4Qvvv— د.فضيلة ندير (@fadela1977) February 21, 2018
وقال إن "السيسي الذي نكل بالمصريين ودمر معيشتهم، وسجن قادة أحزابهم، وقائد الأركان السابق خوفا من انتخابات نزيهة ولو نسبيا قد تعرّي شعبيته التي يعرف أنها في الحضيض، يحتاج اليوم إلى أميركا التي لا يسمع منها نقدا، ويمر إليها عبر رهن نفسه أكثر لإسرائيل".
وبين منطق "الجول" الذي تحدث به السيسي، و"العيد" وفق منطق نتنياهو، تبدو إسرائيل المتهمة بسرقة الغاز الفلسطيني واللبناني هي المستفيد الأكبر، في حين ينشغل المصريون بانتصارات عبر تويتر وشاشات التلفزيون يستدعون فيها عدوا جديدا اسمه تركيا.