قلق السكان يتزايد.. توقف الدعم يهدد بإغلاق أكبر المستشفيات بإدلب
علاء الدين حمدون-إدلب
بقلق كبير، يتحدث أبو محمد -أحد المرضي الذين يتلقون العلاج بشكل مجاني بمستشفى الأمراض الداخلية التخصصي في إدلب– عن وضعه الصحي بعد توقف الدعم المالي عن المستشفى، الذي يعد الأكبر في إدلب.
يقول أبو محمد -الذي يحتاج لثلاث جلسات أسبوعية لغسيل الكلى- إن المستشفى يقدم العلاج الكامل بشكل مجاني، وليس بمقدوره دفع تكاليف هذا العلاج في أحد المستشفيات الخاصة إن توقف مستشفى الداخلية عن العمل.
وتقول زوجته إن مئات المرضى في المستشفى يعانون الفقر، ويجدون هذا المستشفى الملاذ الوحيد الذي يتلقون فيه العلاج المجاني في إدلب.
تراجع الخدمات
ومثل أبو محمد يبدي آلاف المرضى في محافظة إدلب والأرياف المتصلة شمال سوريا هواجسهم من خطر تراجع الخدمات الطبية، بعد توقف الدعم عن أكبر وأكثر المستشفيات استيعاباً في إدلب.
ويقدم مستشفى الأمراض الداخلية التخصصي في إدلب الخدمات لأكثر من 15 ألف مريض شهرياً، من خلال تسعة تخصصات في الأمراض الباطنية ومركز لغسيل الكلى وقسم كبير للعناية المركزة.
ويعتبر مستشفى الداخلية التخصصي في إدلب مرفقا صحيا أساسيا، ويقدم خدمات طبية شاملة، ويمتلك إمكانيات لا تتوفر بباقي المستشفيات الأقل سعة بالمحافظة.
ويقول مدير المستشفى مأمون الضبع إن غالبية المستشفيات في إدلب مهددة بخطر الإغلاق، أو تحديد خدماتها، مع تعليق الدعم الدولي في عدة جوانب ولأسباب مختلفة.
خطة طوارئ
ووفق مأمون، فإن وقف الدعم عن مستشفى الأمراض الداخلية دخل حيز التنفيذ مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، مشيرا إلى أن الإدارة تحاول -وبالتعاون مع مديرية صحة إدلب- التوصل إلى حل لتجنب اتخاذ قرار الإغلاق، الذي سيحرم آلاف المرضى في إدلب وحماة وحلب من الرعاية الطبية المتخصصة.
وأوضح مدير المستشفى أنهم يعملون الآن بخطة طوارئ، مع تقليص ساعات العمل وعدد الكادر الطبي والإداري كحل مؤقت لحين تأمين الدعم الذي يغطي الكلف التشغيلية للمستشفى.
وأضاف أن توقف الدعم أثّر أيضاً على عملية دفع رواتب الأطباء والممرضين وعمال المستشفى، الأمر الذي أثار مخاوف انتقال الأطباء إلى أماكن أخرى أو التوقف عن العمل بسبب انقطاع الرواتب.
ويعد مستشفى الداخلية التخصصي في إدلب أحد مستشفيات الإحالة الرئيسية في المنطقة بتصنيف منظمة الصحة العالمية، وجل ما يخشاه الأهالي أن يكون إيقاف الدعم عن المستشفى بوابة لتراجع الخدمات الطبية شمال سوريا.