فعاليات متنوعة في الذكرى 14 لرحيله.. أبو عمار الرمز وإن غاب

صورة لابو عمار وهي واحدة من لوحات علقت بوسط المدن الفلسطينية-فلسطين- نابلس- دوار الشهداء وسط المدينة
صورة لعرفات وهي واحدة من لوحات علقت وسط المدن الفلسطينية (الجزيرة نت)

عاطف دغلس-نابلس

 
"أبونا يا ختيار في قلوبنا ذكراك.. صغارنا وكبار ع طول ما ننساك"، بهذه الكلمات يستعد الفنان الفلسطيني علاء رضا لإطلاق أغنيته الجديدة في الذكرى الرابعة عشرة لرحيل القائد الفلسطيني ياسر عرفات (أبو عمار)، بينما اختار آخرون من سياسيين ومثقفين طرقا أخرى للاحتفال بهذه المناسبة.
 
ويعقد الفلسطينيون في مختلف مناطق وجودهم في الداخل والشتات العزم على إحياء ذكرى زعيم لطالما ارتبط اسمه بقضيتهم العادلة، وشكل بكوفيته السمراء وبدلته العسكرية رمزا وطنيا، وإن كانت سياساته محل نقد وخلاف فلسطيني، كما يرى البعض.
 
وبأغنيته التي يعمل على إنتاجها منذ ثلاثة أسابيع، يجمع الفنان علاء رضا بين الألم الذي يعيشه الفلسطينيون سنويا بتذكر زعيمهم -ولا سيما طريقة وفاته- والأمل بالنصر الذي رسمه لهم ونسج خيوطه قبل رحيله بأيام، عندما حاصرته دبابات الاحتلال الإسرائيلي داخل مقره في المقاطعة بمدينة رام الله عام 2004.
‪جدارية لعرفات فوق جدار ملعب بدية نابلس‬ (الجزيرة نت)
‪جدارية لعرفات فوق جدار ملعب بدية نابلس‬ (الجزيرة نت)

يقول رضا إنه دأب هو وفرقته الوطنية على إحياء ذكرى أبو عمار منذ رحيله بمشاركات فنية متنوعة، ويعتبر ذلك جانبا من واجبه تجاه "زعيم خالد لا يزال بشخصيته الكاريزمية حيا في ذاكرة الكل الفلسطيني".

وبين الفن والثقافة والسياسة، يتداول الفلسطينيون فعاليات مختلفة لإحياء ذكرى رحيل أبو عمار، ففي الضفة الغربية أعلن عن العديد من الاحتفالات المركزية والفرعية في مختلف القطاعات شعبيا ورسميا، وحتى صورته لم تزل ترفع في المؤسسات العامة.

على دربه
كما أطلقت دعوات لزيارة المقرات والأماكن التي كان يتنقل بينها الرجل إبان تشكيله خلايا المقاومة في الضفة والدخول إليها سرا عام 1967، كالمغارة في بلدة بيت فوريك وحوش العطعوط بمدينة نابلس، كما أطلقت مسابقات وطنية لحفظ القرآن وأعلنت باسمه جائزة الإنجاز للعام 2018.

وانتشرت صور وملصقات متنوعة على مواقع التواصل الاجتماعي، وأخرى خطها فنانون على جداريات عامة، وخطت شعارات تحيي أفكارا وكلمات كانت تتردد على لسان الرئيس عرفات، بينما انطلقت مسيرات في مناطق الاحتكاك مع الاحتلال.

ولهذه الفعاليات هدفها وأهميتها بالرغم من تفاوتها في الشكل والمضمون، كما يرى عبد الاله الأثيرة القيادي في حركة التحرير الوطني (فتح) وأحد الشخصيات التي رافقت أبو عمار في مسيرته النضالية، إذ يقول: إن إحياءها يكون بتصعيد "المقاومة الشعبية والوحدة الوطنية ورفض الاحتلال".

حضور وخلاف
وعن سرّ الحضور الرمزي لأبو عمار حيا وميتا، يرجع الأثيرة ذلك لرمزيته كثائر فلسطيني حمل الفكر بيد والبندقية باليد الأخرى، وجمع بين الشخصية السياسية الصلبة التي تقارع الاحتلال وبين الإنسان الذي أحب شعبه وتلمس معاناته، وقد رحل وبدلته العسكرية المرقعة لم تزل شاهدة عليه.

وظل أبو عمار بكوفيته السمراء أيقونة للثورة الفلسطينية، وارتبط اسمه محليا وعالمية بها، حتى أن فلسطين كانت تعرف به وليس العكس، ولا سيما أنه عارك ميدان النضال والسياسية معا.

ورغم ذلك، فإن أبو عمار -وفق الكاتب والناقد الفلسطيني عادل الأسطة- كان ولا يزال "موضع خلاف"، بين مؤيد يرى فيه الثائر بكل عنفوانه وبالتالي يُجل تضحياته وخاصة ممن كانوا مقربين منه ويسيرون في فلكه أيضا، وبين من يُحمِّله سبب "ويلات" الفلسطينيين جراء اتفاق أوسلو؛ ويقول الأسطة إن هذا ما ظاهر له من تتبع ظاهرة أبو عمار في الأدب الفلسطيني.

وشكَّل أبو عمار أيضا -وفق الأسطة- جدلا بشخصيته "المتفردة" وليس بسلوكه السياسي فحسب، ولهذا تجد أن من وصفهم بـ"الفتحاويين الجدد" يميلون صوب الرئيس الفلسطيني الحالي محمود عباس بصفته القائد "المثقف وليس القمعي".

ويضيف أن حضور أبو عمار الآن لم يعد يتجاوز بضعة أيام فقط، "هي ذكرى وفاته".

وبين مُشيّع ومترحّم ومطالب بكشف حقيقة وفاة أبو عمار، ضجت منصات التواصل الاجتماعي منذ أول أمس الجمعة بذلك، ورفعت صوره مرفقة بشعارات وطنية جاءت على لسان الراحل، وخاصة ما تعلق منها بتحرير فلسطين وأن القدس عاصمتها الأبدية.

المصدر : الجزيرة