السعوديون في تويتر.. لا صوت يعلو فوق صوت "التخوين"

السعوديون وتويتر
سهام التخوين في تويتر طالت شخصيات موالية للنظام السعودي (الجزيرة نت)
الجزيرة نت-الدوحة
 
بينما تتعرض حكومة السعودية لضغوط دولية جراء قيامها بقتل الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده بإسطنبول، يخوض السعوديون في ما بينهم معركة أخرى في ساحة تويتر عنوانها الأبرز "التخوين" لكل من له رأي مخالف لما يطرحه "الذباب الإلكتروني" المسيّر لتلميع صورة الحكومة.

كثر هم ضحايا هذا التخوين، لكن اللافت أنهم ليسوا من المعارضين للسياسة السعودية، بل من الموالين لها والمدافعين عنها، غير أنهم كانت لهم بعض الآراء المختلفة في إدارة معركتهم التي يظنون أنهم مستهدفون فيها على الصعيد الإعلامي ووسائل التواصل الاجتماعي.

آخر ضحايا هذا "التخوين" الكاتب الصحفي والمندوب الدائم السابق للسعودية في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) زياد الدريّس، الذي كتب مقالا لم ينشر إلا نحو ساعة واحدة فقط على حساب صحيفة الحياة بموقع تويتر، ثم حذف، غير أن "الذباب الإلكتروني" كان مستيقظا حينها، وهاجم المقال، بل ودشن مباشرة وسم "#الدريس_يسيء_لمغردي_الوطن".

وكان الدريس كتب في مقاله -الذي لم ينشر في النسخة الورقية للصحيفة- "… وقد ابتليت بلادي الحبيبة، السعودية، بأن بعض الذين يدافعون عنها، (خصوصًا ممن يسمى الذباب الإلكتروني في موقع تويتر)، هم على مستوى من البذاءة والسوقية، لا تليق ببلاد الحرمين الشريفين".

لم تشفع قامة الدريس وتمثيله بلاده سنين طويلة، إلى جانب خدمته في السلك التعليمي؛ في تجنيبه تهمة الخيانة، فالوسم الذي وجد طريقه سريعا لقائمة الأكثر تفاعلا طالب فيه مغردون بمحاسبته ومنعه من الكتابة، معتبرين أنه يتماهى مع ما تروجه وسائل إعلام معادية لهم من وجهة نظرهم.

إلى جانب الدريس، أصابت سهام التخوين المذيع السعودي في قناة سكاي نيوز عربية معاذ قطب حين هاجم في تغريدة قائلا "انحطاط #الوطنجي_الكلب يدفعه لموجة جديدة من التخوين لمواطن لم يقل شيئا يسيء فيه للقيادة، بل حريص على صورتها، الإصرار على السب والشتم وتشويه صورتنا كسعوديين سيعود علينا بالضرر…".

أطلق بعدها الذباب الإلكتروني وسم "#قطب_يسيء_للشعب_السعودي"، وتراجع تحت وطأته المذيع الشاب، ومحا تغريدته تلك وتغريدات أخرى، من بينها تغريدات عبّر فيها عن حبه لتركيا. وأضاف تغريدات يعتذر فيها عن سوء الفهم الذي صاحب تغريداته، مؤكدا ولاءه وإخلاصه لوطنه وقيادته التي وصفها بالحكيمة.

موجة التخوين التي تجتاح السعوديين في تويتر لم تقتصر على الذباب الإلكتروني، بل انجرت وراءها نخب سعودية، فقال رئيس مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني عبد الله الفوزان إن التخوين حق مشروع، مضيفا في برنامج على قناة روتانا خليجية أنه من حق أي إنسان أن يخوّن أي أحد لا يدافع عن الوطن".

انتشار مقطع الفيديو على تويتر جعل الكاتب الصحفي السعودي المقرب من دوائر صنع القرار عبد الرحمن الراشد يعلق على الفوزان كاتبا "ياستار، التقصير خيانة!"

كما تساءل الأستاذ الجامعي السابق علي التواتي القرشي على تويتر "هل نصبنا محاكم تفتيش".

وقال المغرد خالد العثمان إن الحكم بالخيانة حق أصيل للدولة وحدها وعبر حكم قضائي مكتمل الجوانب، رافضا أن يُباح التخوين بين الناس.

كما علق الصحفي السعودي عضوان الأحمري قائلا "في أزمة مقتل خاشقجي، ظهرت فئتان: فئة توزّع صكوك الوطنية وتسحبها ممن لا يوافق هواها، وأخرى تحتقر الأولى وتهاجمها بداعٍ أنها قلقة على مستقبل الوطن، وأن الفئة الأولى مخادعة للقيادة ومضللة لها. كلتا الفئتين تنهشان في جسد الوطن باسم الخوف على الوطن".

المصدر : الجزيرة + مواقع التواصل الاجتماعي