عواطفنا ليست معكم.. الشتائم باستقبال رهائن اليابان المحررين

Japanese journalist Jumpei Yasuda, who was held hostage by Islamist militants for 40 months, arrives at the airport in Narita, Japan, in this photo taken by Kyodo October 25, 2018. Kyodo via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS IMAGE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. JAPAN OUT. NO COMMERCIAL OR EDITORIAL SALES IN JAPAN. MANDATORY CREDIT: KYODO
ياسودا عاد أمس لليابان بعد 40 شهرا في احتجاز خاطفيه بسوريا (رويترز)

كغيره من الصحفيين اليابانيين الذين احتجزوا رهائن، يواجه جومباي ياسودا انتقادات وشتائم من بعض مواطنيه الذين يرون أن خطفه في سوريا نجم عن خطأ يتحمل مسؤوليته بالكامل.

وكتب بعض مستخدمي الإنترنت أنه "لا يراعي مواطني بلاده ويخل بقيم بالمجتمع، و"قام عن عمد بالتوجه إلى سوريا بينما منعت الحكومة ذلك".

ووجهت انتقادات لوالديه اللذين كانا يردان على الأسئلة أمام منزلهما. وعلق أحد المواطنين "إذا كانوا نزيهين فليبدؤوا بالاعتذار" على القلق والمتاعب التي سببوها للمجتمع.

وهذا ما فعله الصحفي أمام كاميرا شبكة "إن إتش كي" وفي رسالة تلتها زوجته عند وصوله مساء الخميس.

ويرى الذين ينتقدون الصحفي أنه إذا كان هو وغيره قد خطفوا فهذا خطأ ارتكبوه هم أنفسهم ولا يحق لهم المطالبة بعد ذلك بمساعدة الدولة لإنقاذهم من ورطتهم، معتبرين أن هؤلاء الرهائن عملوا بدافع الأنانية وعليهم "تحمل المسؤولية شخصيا".

وقال أستاذ الفلسفة في جامعة صوفيا في طوكيو توشيرو تيرادا "إنها عقلية جزء من المجتمع الياباني".

وأوضح تيرادا أن "عبارة "جيكو سيكينين" (مسؤولية شخصية) تستخدم في اليابان للقول إن الشخص المستهدف "يستحق" ما حدث له لأنه لم يتبع التعليمات".

وأضاف "في الواقع المسؤولية الشخصية تتطابق مع الحرية الشخصية، وهذا ما يصعب على اليابانيين تفهمه".

وكتب تيرادا مقالا بعنوان "نظرية المسؤولية الشخصية" بعد العودة الصعبة لثلاثة رهائن يابانيين احتجزوا في العراق في 2004.

وقال تيرادا إنهم "استقبلوا في المطار بلافتات كتب عليها "إنه خطأ ارتكبتموه". هنا أيضا وجهت انتقادات حادة".

بطاقات شتائم
وفي 2004، تسلم الرهينة الياباني نورياكا إيماي بطاقات دونت عليها شتائم عرضها في  تقرير لاحقا. وقد كتب عليها "لتمت!" و"تستحق ذلك" و"غبي"،. وأضاف أن "التأنيب استمر على الإنترنت عشر سنوات".
 
وعلى شبكة "أبيما تي في"، عبر إيماي عن أسفه لأنه "منذ هذه القضية لا تستخدم عبارة مسؤولية شخصية إلا للتقليل من شأن شخص ما".

في 2004 عبرت الحكومة عن انتقادات حادة لما وصفته بالشبان اللامسؤولين"، مؤيدة بذلك الصحف اليمينية، لكن السلطات ووسائل الإعلام تجنبت هذه المرة انتقاد ياسودا. 

‪زوجة ياسودا تحدثت للصحفيين واعتذرت عن القلق الذي سببه للمجتمع الياباني‬ (رويترز)
‪زوجة ياسودا تحدثت للصحفيين واعتذرت عن القلق الذي سببه للمجتمع الياباني‬ (رويترز)

وشكك معارضو ياسودا أيضا بهويته اليابانية بسبب تسجيل فيديو بثه خاطفوه في أغسطس/آب الماضي حيث ظهر الرهينة تحت تهديد سلاح وهو يتحدث باليابانية لكنه قال إن اسمه هو "عمر" وإنه "كوري جنوبي". لأن خاطفيه منعوه على ما يبدو من كشف هويته الحقيقية.
 
الدول الخطيرة
وهذه التصريحات غذت الكراهية ضده، وقال البعض "هذا الرجل ليس يابانيا". ووُصف ياسودا أيضا بأنه "رهينة محترف" لأنه احتجز من قبل في العراق في 2004.

وكتب العديد من مستخدمي الإنترنت المجهولين "إنه يتعمد الذهاب إلى الدول الخطيرة بينما منعت الحكومة نفسها ذلك". وهو نفسه احتج على حسابه على موقع تويتر لأن السلطات تحاول منعه من السفر.

وقال تيرادا "ستحدث مشكلة كبيرة" إذا منعت الحكومة الصحفيين من التحقيق في الدول التي يتعرضون فيها للخطر.

من جهته قال الكاتب الصحفي تورو تاماكاوا "بالنسبة لياسودا يجب أن ترفض فكرة أنه "خطأ ارتكبه" بشكل صارم. إنه صحفي والصحفي عمله هو الدفاع عن الديمقراطية".

وأضاف "نحتاج إلى أشخاص يجازفون بحياتهم لنجلب المعلومات من الميدان"، موضحا أن "ديمقراطيات كبرى أخرى تدافع عن مثل هؤلاء الأشخاص وتستقبلهم كأبطال عند عودتهم".

من جانبه قال الصحفي السوري المقيم في اليابان نجيب الخش "من المهم جدا أن يذهب صحفيون إلى سوريا. بالتأكيد إنها مسؤوليتهم الشخصية وهم لا يقولون عكس ذلك، لكن يجب الدفاع عنهم وهذا التأنيب لياسودا يجب أن تدينه الصحافة اليابانية أيضا، وإلا فستكون الصحافة في خطر".

المصدر : الفرنسية