توماس فريدمان: أميركا حائرة في محمد بن سلمان

ARLINGTON, VA - MARCH 22: Crown Prince Of Saudi Arabia Mohammad Bin Salman (R) speaks during a bilateral meeting with U.S. Secretary of Defense Jim Mattis March 22, 2018 at the Pentagon in Arlington, Virginia. Crown Prince Mohammad Bin SalmanÊis on a visit in Washington. Alex Wong/Getty Images/AFP== FOR NEWSPAPERS, INTERNET, TELCOS & TELEVISION USE ONLY ==
ولي العهد السعودي محمد بن سلمان (الفرنسية)

وانتقد فريدمان موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب من القضية ودفاعه عن السلطة السعودية، وقال "كصحفي أميركي -وقبل ذلك كمواطن- أجد نفسي محرجا لرؤية رئيسي دونالد ترامب ووزير خارجيته يتشاركان مع المسؤولين السعوديين في تأليف قصة لاحتواء الموضوع، ولا أعتقد أنهم سينجحون في ذلك".

وأمام تفاعلات القضية وتفاصليها المختلفة، تساءل كاتب المقال: "كيف يتعين على الولايات المتحدة الموازنة بين القيم التي تؤمن بها ومصالحها؟"، قبل أن يضيف أن "الجواب في رأيي هو العودة إلى الأسس".

وقال "أعلم أن أجندة ولي العهد محمد بن سلمان للإصلاح تحتاج وقتا للنجاح، لكن لا أهتم شخصيا إن كان ولي العهد (أم بي أس) بشكل شخصي هو من يحكم السعودية أو أي أحد آخر (كي أف سي، أس أو أس…)"، مشيرا إلى أن مقتل الصحفي السعودي جعل ولي العهد شخصا فاقدا للمصداقية.

وركز المقال على أن الهدف الأساسي للولايات المتحدة هو أن تقوم المملكة العربية السعودية بالإصلاح الذي يشمل الجانبين الديني والمجتمعي، موضحا أن تطبيق ذلك النموذج سيؤثر على بقية بلدان العالم الإسلامي.

صفقتان رهيبتان
ويؤمن فريدمان بأن هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001 هي أسوأ حدث شهدته الولايات المتحدة الأميركية، وقال "يمكن أن نناقش ما هو الرد الأمثل عليها: هل هو العراق وأفغانستان، أو الحرب على الإرهاب"، وأضاف أن بلاده قدمت أرواح الآلاف ونحو تريليوني دولار في محاولة لتحييد خطر التشدد الإسلامي، من القاعدة إلى تنظيم الدولة.

وعن الأسباب التي أدت إلى تلك الهجمات التي شكلت محطة مفصلية في التاريخ الحديث، قال الكاتب "أؤمن بأن جذور هجمات 11 سبتمبر/أيلول تعود في الأساس لصفقتين رهيبتن: الأولى بين آل سعود والمؤسسة الدينية. والثانية بين السعودية وأميركا.

ويمكن اختصارها بالقول "واصلوا إنتاج النفط، احتفظوا بأسعار المحروقات منخفضة، ولا تزعجوا إسرائيل كثيرا، وبإمكانكم أن تفعلوا ما تريدون، انشروا ما تريدون من كراهية في مساجدكم، اطبعوا ما شئتم من نظريات المؤامرات، وعاملوا المرأة بالطريقة التي ترونها".

وكنتيجة لتلك السياسة التي طبقت في السعودية، وقعت هجمات 11 سبتمبر/أيلول، ومنذ ذلك الحين، بدأ انتقاد قادة المملكة لعدم إصلاح المناهج الدينية، بالإضافة إلى بعض المطالب المتعلقة بالتحديث الاقتصادي والاجتماعي، لكن لم يتم أبدا إقحام قادة السعودية في حرب أفكار بالخصوص، بحسب فريدمان.

حكومة ملطخة
ورغم تعريج الكاتب على مشروع محمد بن سلمان الإصلاحي في المملكة، خاصة محاربته التشدد وتعزيز دور المرأة في المجتمع، فإن حكومته ملطخة أيديها بدماء الصحفي جمال خاشقجي.

ويبدو -بحسب الكاتب- أن الكثير من "الحماقات" تصدر حاليا من حكومة محمد بن سلمان؛ مما دعاه إلى التحذير من أن تتحول السعودية إلى دولة كبيرة فاشلة، مشيرا إلى أن أكبر مصدر لتنظيم الدولة الإسلامية هو الشباب السعودي.

وبالإضافة إلى الجانب المظلم في محمد بن سلمان، يتوجس الكاتب أيضا من "أناس في السعودية لا يتكلمون اللغة الإنجليزية، ويكرهون أصحاب الديانات الأخرى، بمن فيهم الأميركيون، وهؤلاء يثنون على مقتل جمال خاشقجي.

وأمام هذا الواقع، تساءل الكاتب: "ما الذي يجب علينا فعله؟" قبل أن يضيف في مقاله: "ليس لدي جواب لذلك، إنها فوضى، ما أعلمه هو أنه يجب أن نجد طريقة لمراقبة ولي العهد السعودي، دون أن نظهر كأننا نهاجم الشعب السعودي، أو أننا نشيع حالة عدم الاستقرار في المملكة".

وشدد الكاتب على ضرورة ضمان إبقاء الإصلاح المجتمعي الديني في المملكة، لأن ذلك مصلحة أميركية خالصة.

المصدر : الصحافة الأميركية