ماذا وراء التعديلات الوزارية للنظام السوري؟

Syria's President Bashar al-Assad speaks during an interview with Russian tabloid Komsomolskaya Pravda, in this handout picture provided by SANA on October 14, 2016. SANA/Handout via REUTERS ATTENTION EDITORS - THIS PICTURE WAS PROVIDED BY A THIRD PARTY. REUTERS IS UNABLE TO INDEPENDENTLY VERIFY THE AUTHENTICITY, CONTENT, LOCATION OR DATE OF THIS IMAGE. FOR EDITORIAL USE ONLY.
الأسد أصدر مؤخرا مرسوما بتغيير ثلاثة وزراء (رويترز)

عمرو الحلبي-الجزيرة نت

أصدر رئيس النظام السوري بشار الأسد مؤخرا مرسوما بتعديل وزاري شمل وزارات الدفاع والإعلام والصناعة، وذلك بعد تسعة أشهر من تعديلات أخرى، وقد يكون توقيتها ببداية السنة محاولة لطمأنة أنصار النظام بأن تغييرات جدية ستطرأ على المعيشة والاقتصاد. 

وعيّن المرسوم العماد علي عبد الله أيوب وزيرا للدفاع بدلا من وزير الدفاع السابق العماد فهد جاسم الفريج، كما عيّن عماد عبد الله سارة وزيرا للإعلام بدلا من رامز ترجمان، وعيّن محمد علي يوسف وزيرا للصناعة.

ويرى محللون أن هذه التعديلات كانت متوقّعة، بل مقرّرة منذ أشهر، نظرا لفضائح متعلقة بوزيري الدفاع والإعلام السابقين، وما صحبها من استياء شعبي في الوسط الموالي للنظام، ولعل تأخّرها كان تريّثا من جانب النظام حتى لا يظهر ضعفا أمام استياء الشارع.

‪أنباء عن تورط الفريج بقضايا فساد‬ (الجزيرة)
‪أنباء عن تورط الفريج بقضايا فساد‬ (الجزيرة)

فساد كبير
وفي حديث للجزيرة نت، كشف المحلل السياسي السوري حسين عبد العزيز أن ملفا كبيرا من الفساد تورّط به وزير الدفاع السابق، مؤكدا أن الفريج تلقّى رشى كبيرة من كبار تجار دمشق، وصل بعضها إلى مئة ألف دولار، لقاء تأجيل خدمة أبنائهم الإلزامية في جيش النظام.

لكن مرسوما رئاسيا ألغى عملية التأجيل كليا، مما أثار غضب تجار دمشق وفضح ما قاموا به، كما انعكس هذا الغضب على أبناء الطائفة العلوية الموالية للنظام الذين اشتاطوا غضبا، ففي الوقت الذي كان يقتل فيه أبناؤهم على جبهات القتال مع المعارضة كان أبناء كبار تجار السنة الموالين للنظام يتهرّبون من الخدمة الإلزامية.

وكشف عبد العزيز أن خلافات كبيرة في قضايا عسكرية كانت قائمة بين الفريج وقادة عسكريين إيرانيين، لافتا إلى أن منصب وزير الدفاع منصب شكلي وغير قادر على صنع القرار، ومعتبرا أن تلك الأسباب عجّلت بإقالة الفريج.

خط أحمر
أما وزير الإعلام السابق، فيرى عبد العزيز أن ترجمان ارتكب خطأ كبيرا لا يغتفر بالنسبة للنظام، حيث بتّ ترجمان في قضايا لا يسمح له النظام بالتصرّف فيها، مع أنها من المفترض أن تكون من صلاحياته، فالعاملون في وسائل إعلام النظام يتلقّون القرارات من قبل الأجهزة الأمنية والقيادة القُطرية لحزب البعث.

‪ترجمان أقال مدير التلفزيون دون إذن المخابرات‬ (الجزيرة)
‪ترجمان أقال مدير التلفزيون دون إذن المخابرات‬ (الجزيرة)

وقال المحلل السوري إن ترجمان خالف هذه التعليمات وأقال المدير العام لهيئة التلفزيون عماد سارة من دون الرجوع للقيادة القُطرية أو الفروع الأمنية، وكان هذا تجاوزا للخط الأحمر فأقيل بموجبه ترجمان في الوقت المناسب.

من جهة أخرى، رأى المحلل السياسي ياسر بدوي أن وزير الإعلام الجديد لعب دورا مهما منذ بداية الثورة في تضليل الرأي العام والفبركات الإعلامية، كما أنه رجل المخابرات السورية المخلص والمطيع، على حد قوله.

ويرى كثير من السوريين أن التعديلات الحكومية لا تقدّم ولا تؤخّر شيئا، فحكومة النظام لا قرار لها فعليا أمام قرارات قادة الجيش والشبيحة والإيرانيين، الذين باتوا يتحكّمون بشتّى مفاصل الحياة في سوريا.

المصدر : الجزيرة