الكمائن وسيلة المعارضة للمقاومة في حي جوبر

أحد مقاتلي فيلق الرحمن على جبهات حي جوبر الدمشقي
مقاتل من فيلق الرحمن على إحدى جبهات حي جوبر الدمشقي (الجزيرة)
سلافة جبور-دمشق

داخل شبكة طويلة من الأنفاق التي تمتد تحت مواقع تتمركز فيها قوات النظام السوري على أطراف حي جوبر الدمشقي، تمكن مقاتلو "فيلق الرحمن" من زرع كميات من الألغام والمتفجرات كانت كفيلة بنسف المكان بمن يتحصن فيه.

ويظهر مقطع فيديو -نُشر عبر صفحات الفصيل العسكري المعارض على مواقع التواصل- زرع الألغام وتحصينها تحت أحد الأبنية، والتأكد من دخول ووجود عناصر قوات النظام داخل البناء قبل تفجير الكمين الذي أودى بحياة 15 عنصرا منهم.
 
ووفق توصيف الصفحات الرسمية للفيلق "استطاع قادة غرفة العمليات تجهيز عدة كمائن واستدراج قوات الفرقة الرابعة لها بعد معارك كبيرة ورصد لإستراتيجية عمل هذه الفرقة والتي قامت بالتمركز داخل نقاط حفرت فيها بعض الخنادق والدشم لتكون مركز انطلاق جديد لها، إلا أن المحاولة باءت بالفشل مع تفجير النقاط ومقتل من فيها".

ومع دخول المعارك في حي جوبر شهرها الثالث، لم تحقق قوات النظام أي تقدم ملموس، مع ارتفاع خسائرها المادية والبشرية، اعترف بها موالون للنظام، ليتحول الحديث خلال الأيام الأخيرة عن هدنة تعقد برعاية روسية بين طرفي النزاع بالمنطقة، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الروسية مساء الجمعة الماضية.
 
ويعزو ناشطون ومقاتلون داخل حي جوبر قبول كل من النظام والجانب الروسي بالتفاوض الذي كان مرفوضا قبل أشهر إلى صمود المقاتلين، والخسائر الكبيرة التي أوقعوها بصفوف قوات النظام، خاصة خلال الأيام التي سبقت إعلان اتفاق التهدئة، والتي شهدت تنفيذ الكمائن التي راح ضحيتها العشرات من جنود الجيش السوري والتشكيلات الرديفة المقاتلة إلى جانبه بين قتيل وجريح وأسير.

وقال القائد الميداني صدام جوبر للجزيرة إن سياسة الكمائن التي اتبعها فيلق الرحمن "اعتمدت على  تخبط النظام واندفاعه، والتوتر والارتباك لدى مقاتليه، وهو ما كان واضحا عبر حركة آليات النظام ونداءات الاستغاثة التي كانت تطلق من أجهزة اللاسلكي، مما سهل جرهم للكمائن أكثر من مرة رغم زج كامل القوة العسكرية للنظام بأرض المعركة واتباع سياسة القصف الهمجي بكافة أنواع الأسلحة".
 

من جبهات حي جوبر الدمشقي
من جبهات حي جوبر الدمشقي

الهدنة
وأضاف صدام جوبر أن "فشل محاولات الاقتحام اليومية والصمود الأسطوري لمقاتلي فيلق الرحمن ويأس النظام من إمكانية التقدم في الحي دفعت الجانب الروسي للقبول بالهدنة، وهي بمثابة استسلام سياسي".

كما أشار إلى "وجود خلافات داخل دوائر النظام نفسه، ووجود أطراف لم تقبل بالهدنة التي تم التفاوض والاتفاق بشأنها مع الروس بشكل أساسي".

كما أكد التزام مقاتلي المعارضة بالقرارات العسكرية لقيادة الفيلق "رغم ثقتنا بأنه لا ميثاق ولا عهد لدى النظام بالالتزام بالهدنة" فالقصف لم يهدأ حتى اليوم على جوبر وعين ترما وحتى بلدات الغوطة الشرقية رغم توقف الاقتحامات والاشتباكات "وهو ما يجبرنا على البقاء بحالة تأهب دائم لأي محاولات جديدة للاقتحام على كافة المحاور".
 
وفي الأيام التالية لإعلان اتفاق الهدنة، خرج أهالي الغوطة الشرقية ومقاتلو فيلق الرحمن للشوارع محتفلين بالنصر والصمود في وجه الآلة العسكرية الوحشية التابعة للنظام والتي لم تتوقف خلال الأسابيع الثمانية الأخيرة عن قصف جوبر وعين ترما بشكل خاص والغوطة بشكل عام.

ويقول الناشط الإعلامي محمد أبو يمان إنه رغم الفرح بوقف القتال "لا تشعر عشرات العائلات التي لا تزال صامدة داخل حي جوبر بارتياح كبير تجاه هذه الهدنة الهشة".
 
وأشار إلى أن الساعات الأولى شهدت استهداف وسط الحي بالصواريخ والقذائف التي تحمل غازات سامة مما أوقع عدة إصابات بين المدنيين الذين لم يعد لديهم ملجأ يهربون إليه".

المصدر : الجزيرة