إسرائيل تتهم الشيخ صلاح بإشعال أحداث الأقصى

الاحتفال بمعانقة الشيخ رائد صلاح الحرية بعد أن قضى تسعة أشهر بسجون الاحتلال الإسرائيلية، كانون الثاني/يناير 2017، أم الفحم.
من الاحتفال في يناير/كانون الثاني 2017 بالإفراج عن الشيخ صلاح بعد أن قضى تسعة أشهر بسجون الاحتلال (الجزيرة-أرشيف)

محمد محسن وتد-أم الفحم

حمّل وزراء بالحكومة الإسرائيلية رئيس الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر الشيخ رائد صلاح مسؤولية الأحداث التي تشهدها الأراضي الفلسطينية المحتلة، واتهموه بالوقوف وراء إشعال "انتفاضة الأقصى" وطالبوا باعتقاله إداريا، كما دعوا إلى إبعاده للبنان أو قطاع غزة.
 
يأتي هذا التحريض الإسرائيلي على الشيخ صلاح في ظل الأزمة الداخلية التي تواجهها المؤسسة الإسرائيلية بعد أن رضخت الخميس لمطالب عشرات الآلاف من الفلسطينيين المرابطين في محيط المسجد الأقصى وأزالت البوابات الإلكترونية وفتحت لهم أبوابه.
 
وكشف وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان النقاب عن مناقشة المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية أثناء جلساته هذا الأسبوع إمكانية إبعاد الشيخ صلاح عن البلاد أو اعتقاله إداريا وفرض الإقامة الجبرية عليه، بزعم دوره بالتحريض من خلال مواقفه وتصريحاته بأن "الأقصى في خطر".
 
وانضم إلى ليبرمان وزراء الأمن الداخلي جلعاد إردان والإسكان يؤاف غالانت والاستخبارات يسرائيل كاتس، الذين طالبوا الأجهزة الأمنية باعتقال المزيد من قيادات الحركة الإسلامية التي حظرتها إسرائيل في أكتوبر/تشرين الأول 2015، وأغلقت العشرات من مؤسساتها بذريعة دعمها لما وصفوه بـ"الإرهاب"، وذلك لدورها بالدعوات للنفير للقدس ونصرة الأقصى.
‪الشيخ صلاح حذر من محاولات اغتياله في ظل حملة التحريض‬ (الجزيرة)
‪الشيخ صلاح حذر من محاولات اغتياله في ظل حملة التحريض‬ (الجزيرة)

اعتقال وإبعاد
وفي محاولة لتنفيس غضب الشارع الإسرائيلي الذي انتقد قرار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بإزالة البوابات الإلكترونية وتفكيك الكاميرات من أبواب المسجد الأقصى وإعادة الوضع بساحات الحرم إلى ما كان عليه قبل أسبوعين، تعالت أصوات التحريض الحكومية على فلسطينيي 48، والتي تناغمت مع تهديدات الجماعات اليهودية التي دعت إلى اغتيال الشيخ صلاح.

وزعم ليبرمان بوجود تحريض داخلي ممنهج على إسرائيل من قبل القيادات العربية، وعلى رأسهم الشيخ صلاح الذي حمله مسؤولية الأحداث والتصعيد بالأقصى، معتبرا أنه يشكل خطرا وتهديدا لإسرائيل أكثر من حركتي المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي والسلطة الفلسطينية، مؤكدا أنه يدرس الحثيثات القانونية التي تمهد لاعتقاله إداريا أو وضعه تحت الإقامة الجبرية.

في المقابل، تمادى الوزير إردان في تحريضه على صلاح وحمله مسؤولية الاشتباك الذي وقع بساحات الحرم القدسي الشريف قبل أسبوعين، بزعم أن المنفذين الثلاثة من عائلة جبارين هم من المقربين من الحركة الإسلامية التي تم حظرها.

كما دعا وزير الاستخبارات إلى إبعاد الشيخ صلاح عن البلاد، وبحث إمكانية طرده إلى قطاع غزة أو لبنان، وأتى ذلك بالتزامن مع قرار وزير الداخلية آريه درعي بتمديد أمر منع السفر الصادر بحق الشيخ صلاح لمدة عام إضافي، بذريعة أن سفره يمكن أن يشكل خطرا على أمن إسرائيل.

إسرائيل تشن حملة تحريض ضد الشيخ صلاح بتهمة مسؤوليته عن أحداث الأقصى (الجزيرة)
إسرائيل تشن حملة تحريض ضد الشيخ صلاح بتهمة مسؤوليته عن أحداث الأقصى (الجزيرة)

عمق الأزمة
من جانبه، فند رئيس الحركة الإسلامية الشيخ رائد صلاح المزاعم الإسرائيلية، مؤكدا أنها تعكس عمق الأزمة التي تعيشها المؤسسة الإسرائيلية وتسعى لتصديرها للداخل الفلسطيني وقياداته، وشدد على ثباته بمواقفه وتمسكه بقناعاته من أجل نصرة القدس والأقصى.

وحذر الشيخ صلاح في حديثه للجزيرة نت من تهديدات الجماعات اليهودية والدعوات للاعتداء عليه واغتياله، خاصة أنه تم قبل أيام ملاحقة مجموعة من المستوطنين تسللوا لبلده أم الفحم ورصدوا تحركاته وصوروا منزله.

وحمّل رئيس الحركة الإسلامية الوزراء بالحكومة الإسرائيلية مسؤولية تعرضه لأي استهداف أو محاولة التعرض له من قبل الجماعات اليهودية التي تمادت بالتحريض عليه وهددت باستهدافه جسديا، وذلك في أعقاب حملة التحريض ضده من قبل شخصيات بالمؤسسة الإسرائيلية.

يذكر أنه منذ عام 2007 حتى يومنا هذا تبعد السلطات الإسرائيلية الشيخ صلاح عن الأقصى وتمنعه من دخول القدس المحتلة، فيما تفرض عليه ومنذ عام 2013 الإقامة الجبرية ومنع مغادرة البلاد بموجب أوامر الطوارئ الانتدابية للعام 1948، كما تعرض عدة مرات للاعتقال والسجن لفترات طويلة.

المصدر : الجزيرة