مقدسيون: لا نريد من السلطة مالا
أسيل جندي-القدس المحتلة
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أقر أول أمس الثلاثاء مبلغ 25 مليون دولار لدعم القدس، منها 15 مليونا لصالح قطاع الإسكان وترميم البيوت في المدينة.
وأجمعت ردود الفعل الأولى لمعظم أهالي المدينة حول قرار القيادة الفلسطينية على المراهنة على عدم وصول المبالغ المرصودة لمستحقيها. وفي سوق خان الزيت، اختصر صاحب أحد المحال التجارية رده على القرار قائلا "نحن لا نريد محمود عباس رئيسا لنا فكيف نرضى بمساعداته المالية؟".
أما التاجر المقدسي "م. أ" فاستبعد وصول المساعدات، وقال "سمعت عن الكثير من المنح والمساعدات ولم أتلق شيئا منها يوما، ودعم صمودنا يتمثل بالتواجد البشري في الأسواق للتبضع من حوانيتنا وشراء المأكولات من مطاعمنا في ظل خنق القدس وتردد أهالي المدينة أنفسهم في النزول للأسواق".
من جهته، يصف التاجر أيمن دويك وضع التجار الحالي في أسواق البلدة القديمة التي يعمل بها منذ ربع قرن، بأنها "كالذي يحتضر ويلتقط الشهيق الأخير في حياته".
ويضيف أن السلطة الفلسطينية "لم تول القدس اهتماما منذ قيامها"، ولا يحق لها الآن "ركوب الموجة لإيهام الجميع أن القدس على رأس أولوياتها"، مضيفا أنه تلقى منذ نحو عام منحة مالية تركية بقيمة ثلاثة آلاف دولار فقط من بين عشرات المنح التي تم الحديث عنها لتجار البلدة القديمة على مدار الأعوام السابقة.
غياب مقصود
وقرب باب السلسلة -أحد أبواب المسجد الأقصى– يجلس عماد أبو خديجة في حانوته يتابع أحداث القدس المتسارعة منذ 14 يوما، ومن بينها تفاصيل القرار الرئاسي الخاص بدعم المدينة المقدسة.
وحول هذا القرار يقول "نحن بحاجة لإسنادنا معنويا في معركتنا الحالية مع الاحتلال، لا نريد مالا من السلطة وأنا أعتبره محرما على بيتي لأنه فاسد، والرئيس محمود عباس لا يمثل إلا نفسه. مسلمو القدس ومسيحيوها متحدون في الدفاع عن المقدسات ولا يريدون مساندة من أحد".
وأضاف "كنا نطالب بتحرير فلسطين ثم بإزالة الحواجز وفتح الطرق فتخفيض الضرائب، وها نحن نطالب بحق العبادة في المسجد الأقصى، وربما سنتوسل مستقبلا للسماح لنا بأداء صلاة الظهر أو العصر في رحابه.. هذا ما أوصلتنا له السلطة الفلسطينية".
وتحدث الشاب المقدسي عزت النتشة عن غياب السلطة الفلسطينية التام عن المشكلات التي يواجهها الشباب المقدسي، وأبرزها مشكلة السكن التي باتت تؤرق كل مقبل على الزواج في ظل عدم توفر مساحات للبناء، ومحاولة خلق بيئة طاردة تهدف لنزوح أكبر عدد من الأزواج الشابة للسكن خلف الجدار.
وعن تجربته الشخصية، قال النتشة "بعدما عشت فترة طويلة مع زوجتي وأبنائي الثلاثة في غرفة واحدة داخل منزل العائلة، اضطررت قبل عامين لشراء منزل في منطقة ج، لكنني رغم التكاليف الباهظة التي أنفقتها أنتظر هدمه في كل لحظة بأمر من بلدية الاحتلال".
ورغم كل هذه الصعوبات، يرفض النتشة تلقي أية مساعدة تعرض عليه من السلطة الفلسطينية، مؤكدا أن المقدسيين يدافعون حاليا عن شرف وكرامة الأمة الإسلامية بأكملها ولا ينتظرون مكافأة على ذلك، وما يحتاجونه هو قيادة تدعم صمودهم بموقف مشرف لا مخجل، بحسب تعبيره.