انتخابات الجزائر.. الموالاة تسيطر والمعارضة تندد بالتزوير

فرز صناديق الاقتراع بالعاصمة الجزائرية
فرز صناديق الاقتراع في الانتخابات البرلمانية بالعاصمة الجزائرية (الجزيرة نت)

عبد الحميد بن محمد-الجزائر

حققت قوى الموالاة في الانتخابات البرلمانية بالجزائر فوزا ساحقا وحصلت على نحو 300 مقعد من جملة 462 مقعدا يتشكل منها المجلس الشعبي الوطني، بينما لم يتجاوز عدد مقاعد قوى المعارضة الإسلامية والعلمانية مجتمعة 82، في حين توزعت البقية على عدد كبير من الأحزاب الصغيرة التي حصل أغلبها على مقعد واحد، فيما نال المستقلون 28 مقعدا.
 
ورغم أن نسبة المشاركة المعلنة 38.25% لم تصل إلى ما سجلته انتخابات 2012 فإن كثيرا من المعارضين اعتبروها مضخمة بالنظر إلى حجم المقاطعة والامتناع الذي اتصفت به عملية الاقتراع، بينما تفادى وزير الداخلية نور الدين بدوي في المؤتمر الصحفي الكشف عن عدد الأصوات الملغاة التي وصفها البعض بأنها الفائز الأول في هذه الانتخابات.
 
ولم تسفر النتائج النهائية عن مفاجآت كبيرة، حيث استمرت سيطرة الموالاة (أهمها حزب جبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطني الديمقراطي) وضعف تمثيل المعارضة ومحدودية حضور الإسلاميين الذين لم يحصلوا مجتمعين على أكثر من 49 مقعدا.
 
أما الحزبان النافذان في منطقة القبائل فلم يحققا الشيء الكثير، فجبهة القوى الاشتراكية نالت 14 مقعدا، والتجمع من أجل الثقافة والديمقراطية حصل على تسعة مقاعد فقط.
عملية فرز الأصوات بإحدى اللجان الانتخابية بالجزائر (رويترز)
عملية فرز الأصوات بإحدى اللجان الانتخابية بالجزائر (رويترز)

وقد شهدت هذه الانتخابات تقدم قوى جديدة، مثل "تجمع أمل الجزائر" الحاصل على 19 مقعدا، والحركة الشعبية الجزائرية التي حصدت 13 مقعدا.

ورغم أن حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم جاء أولا بـ164 مقعدا فقد فقد 57 مقعدا مقارنة بانتخابات 2012 التشريعية، حيث عبر أمينه العام جمال ولد عباس عن فرحته بالنتيجة قائلا "كنت أتمنى تحقيق نتائج أفضل، لكننا سنبقى القوة السياسية الأولى في البلاد".

وبرر هذا التراجع بكثرة الأحزاب التي دخلت البرلمان الجديد التي بلغت 36 حزبا، ما جعل أصوات الناخبين تتشتت، بينما رأى في الحديث عن التزوير مجرد تخاريف، على حد تعبيره.

أما الأمين العام للتجمع الوطني الديمقراطي أحمد أويحيى فبدا مرتاحا جدا للنتائج التي حققها حزبه بحصوله على 97 مقعدا بعدما كان العدد لا يتعدى 68 في البرلمان الماضي، كما نوه بما تحصل عليه حزبه وهنأ "مناضليه" ومن انتخب على قوائمه، قبل أن يجدد التزامه بتنفيذ الوعود التي قطعها خلال الحملة الانتخابية وبتطبيق برنامج رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.

تنديد المعارضة
من جهته، تحدث رئيس حركة مجتمع السلم، التي حازت على 33 مقعدا، عبد الرزاق مقري أن النتائج لا تعبر عن المأمول وعن الإرادة الشعبية، كما تحدث في مؤتمر صحفي عن تسجيل عمليات تزوير بطريقة جديدة، مشيرا إلى تعليمات أعطيت للسطو المباشر على أصوات الناخبين.

كما تعهد مقري بتقديم طعون لدى المجلس الدستوري، لكنه أعرب عن أسفه "لأن الكثير من التجاوزات لا نملك فيها أدلة مادية"، وحسب مقري فإن نسبة المشاركة لم تتعد 25%، وليست 38.25% التي وصفها بـ"المضخمة".

وزير الداخلية نور الدين بدوي يعلن النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية (الجزيرة نت)
وزير الداخلية نور الدين بدوي يعلن النتائج النهائية للانتخابات البرلمانية (الجزيرة نت)

وأشار حزب جبهة القوى الاشتراكية إلى أن النتائج أكدت الوضع الهش الذي تعيش فيه الجزائر أكثر من أي وقت مضى، حيث تعززت مواقع المسؤولين على الأزمة متعددة الأبعاد التي تحياها البلاد.

وأضاف الحزب في بيان أعقب إعلان النتائج أن أول الفائزين في هذه الانتخابات التشريعية هو الامتناع السياسي ثم حزب الأوراق الملغاة.

من جانبه ندد حزب العمال (11 مقعدا) بما سماه الانقلاب على إرادة الشعب معلنا تبرؤه من نتائج الحزب، كما أكد أن نسبة المشاركة قد جرى تضخيمها بدءا من الرابعة عصر يوم الاقتراع "حيث تم ملء صناديق الاقتراع بالأوراق"، مضيفا أن البرلمان الجديد لن يعكس الإرادة الشعبية.

أما محسن بلعباس رئيس التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية فقال إنه رغم التزوير الواسع واقتراع العسكريين والامتناع الكبير والمقاطعة، حصل الحزب على تسعة مقاعد بعدما ترشح في تسع ولايات فقط من 48 ولاية تتكون منها الجزائر.

ودعا حزب الجبهة الوطنية الجزائرية برئاسة موسى تواتي إلى إلغاء نتائج الانتخابات وفتح تحقيق "يقوم أساسا على مطابقة البصمات والتجاوزات"، حسبما جاء في بيان له.

المصدر : الجزيرة