"وادي مكة".. استثمار في التقنية

يعد "وادي مكة" نموذجا جديدا لاستثمار الجامعات السعودية في التقنية والابتكار والتوجه نحو اقتصاد المعرفة، بعد أن احتضنت ابتكارات تقنية وحولتها إلى منتج تجاري يباع في الأسواق.

فخلال ستة أعوام استطاعت شركة "وادي مكة" للتقنية التي أطلقتها جامعة أم القرى إنشاء منصة تستثمر في الأفكار وتبتكر منتجات جديدة، من خلال مركز الابتكار لتحويل الأفكار إلى منتجات ذات جدوى اقتصادية، إضافة إلى إقامة مصنع لتصميم النماذج الأولية للمنتجات، وصندوق لرأس المال الذي يستثمر في الشركات الجديدة.

وقد جمعت جامعة أم القرى في مكة المكرمة خلاصة مبتكريها في هذا الوادي، الذين تحولت البحوث العلمية على أيديهم إلى منتج حقيقي، فتصنع النماذج الأولى للمبتكرات الجديدة من خلال آلات تنتج رقائق إلكترونية وطابعات ثلاثية الأبعاد.

وقدم أنس باسلامة –أحد المدعومين من وادي مكة- أبحاثا في نظام الملاحة الداخلية ومعرفة مكان الشخص في المناطق المغلقة مثل المولات والحرم والمطارات والمناطق الكبيرة.

وبعد أن أوجد باسلامة الفكرة احتضنها "وادي مكة"، وقدم له الدعم وساعده في تأسيس شركة ناشئة تقوم بهذا العمل.

وقد طبقت التقنية وركبت في الدور الأول من الحرم المكي الشريف ‏كمرحلة أولى وقابلة للتوسع في المراحل الأخرى. كما تساهم هذه التقنية في بث إشارات تستقبل ‏بأجهزة ذكية ‏لتحديد أماكن المستخدمين داخل ‏المنشآت المغلقة.

وينشغل الباحثون في وادي مكة بابتكار تطبيقات ومنتجات تقنية تتواءم مع احتياجات موسمي الحج والعمرة، وقد أصبح بعضها يستعمل في إدارة الجموع والتحكم في الحركة المرورية داخل المشاعر المقدسة، إضافة إلى تقنيات المدن الذكية والرعاية الطبية.

ويوضح مدير العلاقات العامة والإعلام في وادي مكة ماجد يحيى أنهم استطاعوا توفير أكثر من مئة وظيفة للشباب‏ في قطاعات تقنية وإدارية وغيرها، ‏إضافة إلى إيجاد بيئة جاذبة للمستثمرين ‏وتعزيز الثقة بالاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن الشركات الناشئة استطاعت استقطاب عدد من المستثمرين سواء من السعودية أو من دول خليجية أخرى.

ومن "وادي مكة"، تعيد الجامعة تعريف نفسها من منشأة تعليمية إلى حاضنة للإبداع والابتكار ومحرك لعجلة الاقتصاد المعرفي، وهو مفهوم متداول حديثا في المؤسسات التعليمية السعودية.

المصدر : الجزيرة