المصالحة الفلسطينية.. تساؤلات التوقيت وفرص النجاح

Head of Hamas delegation Saleh Arouri and Fatah leader Azzam Ahmad sign a reconciliation deal in Cairo, Egypt, October 12, 2017. REUTERS/Amr Abdallah Dalsh
رئيس وفد فتح عزام الأحمد (يمين) ورئيس وفد حماس صالح العاروري بعد توقيع اتفاق المصالحة بالقاهرة (رويترز)

تتفاوت التقديرات بشأن نجاح المصالحة الفلسطينية، وتبرز أسئلة بخصوص دوافع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) لقبول شروط لم تقبلها سابقا لإنهاء حالة الانقسام بين الضفة الغربية وقطاع غزة في هذا الوقت تحديدا، وحقيقة الأوضاع الإقليمية والدولية التي حرّكت ملف المصالحة.

ويرى تقدير موقف أصدره المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، أن الخطوة التي أقدمت عليها حماس بحلّ اللجنة الإدارية -التي سبق أن شكلتها لإدارة قطاع غزة- والدفع نحو تسليم السلطة في القطاع إلى حكومة الوفاق الوطني، مقابل رفع الحصار عن غزة والحصول على دعم مالي إقليمي يخفف من ظروف الحصار الصعبة ومعالجة مشكلة 42 ألف موظف عينتهم حماس عقب سيطرتها على القطاع في 14 يونيو/حزيران 2007؛ قد تسمح للحركة بالتخفف من عبء إدارة حياة نحو مليوني فلسطيني في القطاع في أوضاع إقليمية صعبة.

وتصرّ حماس مقابل ذلك على الاحتفاظ بقوتها العسكرية الضاربة بوصفها حركة مقاومة، وهو ما بدأ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في التعبير عن رفضه.

‪المصالحة الفلسطينية تمت برعاية المخابرات المصرية‬  (غيتي)
‪المصالحة الفلسطينية تمت برعاية المخابرات المصرية‬ (غيتي)

ويضيف تقدير الموقف أن "مهمة الاحتفاظ بمشروع المقاومة من دون السلطة هو في حد ذاته مشروع مقاومة غير سهل، على الرغم من قوة حماس العسكرية التي لا يستهان بها ونفوذها الذي حققته في القطاع، وعدم قدرة السلطة الفلسطينية على مواجهتها. فخلافا لحالة حزب الله، تجاور غزة مصر وليس سوريا، ولا يوجد في حالتها من يقوم بدور إيران من دون موافقة مصرية بعد التوصل إلى اتفاق".

ويلفت التقرير إلى أن الاتفاق بين حماس والقيادي المفصول في حركة فتح محمد دحلان جاء في وقت تشتد فيه الضغوط الأميركية والعربية التي تتعرض لها السلطة الفلسطينية، منذ وصول إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى الحكم.

وقد قرأ الرئيس الفلسطيني اتفاق حماس مع دحلان بأنه موجَّه ضده، في ضوء استمرار مساعي الإمارات ومصر -ومن ورائهما إسرائيل- لتقديم دحلان بديلا عنه. لكن في المقابل، سيسعى محمود عباس إلى استغلال تنازل حماس عن السلطة في غزة لتعزيز شرعيته، من خلال عودة القطاع إلى حضن السلطة الفلسطينية وإعادة العمل إلى مؤسساتها، فيها بدلا من ترك تيار دحلان يستعيد مواقعه فيها.

من جهة أخرى، تطرح عودة دحلان للقيام بدور في غزة مدعوما بأجندة مصرية إماراتية إسرائيلية سؤالا كبيرا بخصوص قدرة مشروع حماس ومشروع دحلان على التعايش في ضوء التناقض الشديد بينهما.

ويشير التقرير إلى أن السلطة الفلسطينية تسعى إلى تلمّس موقعها في خريطة القوى الجديدة في غزة، خاصة أن إجراءاتها بحق القطاع وموقفها من الانقسام أعطت المجال لمصر والإمارات للمناورة، ولخصمها اللدود -دحلان- للعودة من بوابة فكّ الحصار عن القطاع، للقيام بالدور المنوط به إقليميا ودوليا على الساحة الفلسطينية.

المصدر : الجزيرة