المسلمون مطالبون بالمشاركة سياسيا بعد هجوم أورلاندو

Police and media surround the scene at Pulse Nightclub in Orlando, Florida, USA, 14 June 2016. At least 49 people were killed and 53 were injured in a shooting attack in the early hours of 12 June. The shooter, Omar Mateen, 29, a US citizen of Afghan descent, was killed in an exchange of fire with police after taking hostages at the club.
هجوم أورلاندو أدى إلى مقتل 49 شخصا وجرح عشرات آخرين (الأوروبية)

ناصر الحسيني-واشنطن

يبدو أن الجميع في أميركا تعلم الدرس، فقد كان معتادا بعد كل هجوم مسلح يتهم فيه مسلمون أن ترتفع أصوات تطالب بالانتقام وتطفو اللغة العنصرية وتنتشر حالات الاعتداء على المسلمين الأميركيين.
 
لكن بعد هجوم أورلاندو بولاية فلوريدا (جنوب شرقي أميركا) الذي نفذه المسلم عمر متين، طالب مسؤولو التحقيقات في الهجوم بعدم التعرض للمسلمين، لهذا غابت هذه المرة لغة التهديد والوعيد ضد مسلمي أميركا، خاصة أولئك الذين يعيشون بولاية فلوريدا وقد أظهروا قدرا كبيرا من التعاطف مع ضحايا الهجوم.

ورغم ذلك يخشى المسلمون الأميركيون من استهدافهم سياسيا، ويرى أحد القادة المسلمين الأميركيين أن من شأن الحادث أن يعزز موقف المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب الذي حذر في كثير من خطاباته من المسلمين، حتى إنه طالب بمنعهم من دخول أميركا ومراقبة المساجد.

لكن الرئيس الأميركي باراك أوباما والمرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون رفضا الزج بالمسلمين، معتبرين أن الحادثة معزولة ولا تعبر عن مسلمي أميركا.

وتعليقا على ذلك اعتبر مدير المجلس الأميركي للمنظمات الإسلامية أسامة جمال أن تداعيات هجوم أورلاندو ستكون "هائلة" على المسلمين إن لم يبادروا إلى العمل السياسي المحلي.

وقال للجزيرة نت إنه يتعين على مسلمي أميركا من الآن حسن التعامل مع تداعيات الهجوم والتواصل مع جميع الأطياف الأميركية، معتبرا أن المشكلة  في الأسلحة النارية المتوفرة بكثرة في البلاد.

هجوم أورلاندو من شأنه أن يعزز موقف ترامب الذي يناهض المسلمين (الأوروبية)
هجوم أورلاندو من شأنه أن يعزز موقف ترامب الذي يناهض المسلمين (الأوروبية)

وأكد جمال على ضرورة الانتظار حتى تنتهي التحقيقات ويخرج تقرير واضح حول هجوم أورلاندو الذي أدى لقتل 49 شخصا وجرح عشرات آخرين.

ولاحظ المراقبون أن مسلمي أورلاندو حيث وقع الهجوم لم يختفوا من الأماكن العامة ولم يخشوا من استهدافهم، بل شاركوا في تقديم العون للمنظمات المحلية وأعربوا عن دعمهم لأهالي الضحايا، وشاركوا بالتبرع بالدم للجرحى.

واعتبرت الشابة المسلمة سوسن عيشون أنه "ليس كافيا أن يندد بعض الساسة بالتمييز ضدنا، بل يجب على سلطات التحقيقات الفدرالية (إف بي آي) أن تقدم الحماية للمسلمين الأميركيين، خاصة بعد التغطية الإعلامية لوسائل الإعلام الأميركية التي تسعى لتشويه صورة الإسلام".

وقالت في حديث للجزيرة نت إن أكثر ما تتخوف منه هو مهاجمة المساجد أو مساكن المسلمين، مشيرة إلى أنها سمعت بأذنيها تعليقات كثيرة بعيد هجوم أورلاندو من نحو "أنتم من دون قلب أو رحمة".

المصدر : الجزيرة