هل تعود المعارضة السورية إلى جنيف؟

الصورة من جولة المفاوضات السابقة وتضم وفد المعارضة في لقاء مع المبعوث الدولي استافان ديمستورا
جانب من جولة المفاوضات السابقة خلال اجتماع لوفد المعارضة مع المبعوث الدولي ستفان دي ميستورا (الجزيرة-أرشيف)
فادي جابر-غازي عنتاب

هلل كثير من السوريين لتعليق وفد المعارضة السورية مشاركته في مفاوضات جنيف أواخر الشهر الماضي، نتيجة الهجمات الدامية التي شنها النظام السوري وحليفه الروسي على مدن سورية، وعدّها كثيرون حركة سياسية غير مسبوقة للمعارضة تحسب لها رغم الضغوط التي تتعرض لها.

وشاركت المعارضة في الجولات السابقة بوفد نتج كمحصلة لتشكيل الهيئة العليا للمفاوضات إبان اجتماع المعارضة في الرياض نهاية 2015.

ويرى الأمين العام السابق للائتلاف الوطني المعارض يحيى مكتبي أن المعارضة قدمت التنازل الأكبر حين جلست مع وفد النظام بهدف التفاوض.

وأضاف للجزيرة نت أن المعارضة "تريد إيقاف شلال الدم السوري النازف منذ سنوات خمس، إضافة إلى وقف التدمير والتهجير وبدء صفحة جديدة في سوريا بعيدا عن الاستبداد والدكتاتورية"، كما أنها تريد أن تطبق الأمم المتحدة القرارات الصادرة عنها، خاصة القرار 2254، لإلزام النظام وداعميه بالهدنة ووقف الأعمال الإجرامية ضد المدنيين، خاصة في حلب.

مكتبي: الأمم المتحدة عاجزة عن تطبيق قراراتها في سوريا (الجزيرة-أرشيف)
مكتبي: الأمم المتحدة عاجزة عن تطبيق قراراتها في سوريا (الجزيرة-أرشيف)

ورأى مكتبي أن الكرة الآن في ملعب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي، مستطردا "إذا كانت الأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن غير قادرة على إرغام نظام بشار الأسد على إدخال علب الحليب للأطفال في المناطق المحاصرة، فهي أعجز عن إرغامه على الخضوع لمتطلبات الحل السياسي، وعندئذ تصبح المفاوضات عبثية وغير مجدية، وفي ظل هذه الأجواء كان من الطبيعي والمنطقي أن تعلق الهيئة العليا للتفاوض مشاركتها".

تضييع للوقت
إلا أن نظرة غير متفائلة تحيق بالمفاوضات ناجمة عن تحليل منطقي للوقائع على الأرض، تقول إن مفاوضات جنيف لن تأتي بأي نتيجة رغم تعليق المعارضة مشاركتها وما بعد ذلك، فالمفاوضات -وفق الصحفي محمد العبد الله- "عملية أراد منها منظموها الروس والأميركيون كسب الوقت ريثما يقرران الوضع النهائي أو شكل المشهد الأخير للحرب في سوريا".

ويؤكد العبد الله للجزيرة نت أن المشهد السوري الأخير "لم يقر بعد"، وقال إن وفد النظام لمفاوضات جنيف يؤكد "عبثيتها"، حيث لا يمتلك هذا الوفد من الصلاحيات "سوى الشتائم واللغة السفيهة التي يجيدها رئيس الوفد".

وأكد العبد الله أن النظام لو كان جادا لأسند لشخصية أمنية رفيعة ومؤثرة رئاسة الوفد، كما فعل إبان مفاوضاته مع تركيا بشأن مصير عبد الله أوجلان أواخر تسعينيات القرن الماضي. 

العودة للمفاوضات
تتقاطع المعلومات حول إمكانية عودة وفد المعارضة إلى مفاوضات جنيف قريبا؛ فالأمين العام السابق للائتلاف يحيى مكتبي يرى أن المعارضة جاهزة للعودة في حال طبقت الأمم المتحدة قراراتها من الجوانب الإنسانية وتوقفت الخروق.

أما الصحفي محمد العبد الله فيجد في عودتها أمرا واردا جدا، بل وشبه أكيد، خاصة في ظل ضغوط تمارس على وفد الهيئة العليا للمفاوضات من قبل أطراف إقليمية راعية.

الأيام القليلة القادمة كفيلة بتأكيد تلك التوقعات أو نفيها، وربما يتوجب على الهيئة العامة أن تستعد لتوضح لجمهورها -خاصة السوريين الواقعين تحت القصف الروسي السوري- سبب عودتها إلى جنيف.

المصدر : الجزيرة