أميركا وتنظيم الدولة.. جبهة إلكترونية جديدة

A 3D plastic representation of the Twitter and Youtube logo is seen in front of a displayed ISIS flag in this photo illustration in Zenica, Bosnia and Herzegovina, February 3, 2016. Iraq is trying to persuade satellite firms to halt Internet services in areas under Islamic State's rule, seeking to deal a major blow to the group's potent propaganda machine which relies heavily on social media to inspire its followers to wage jihad. Picture taken February 3, 2016. To match Insight MIDEAST-CRISIS/IRAQ-INTERNET REUTERS/Dado Ruvic
راية تنظيم الدولة مع مجسمات لبعض علامات مواقع التواصل والوسائط الاجتماعية على الإنترنت (رويترز)
محمد العلمي-واشنطن

جاء إعلان واشنطن فتح جبهة جديدة مع تنظيم الدولة الإسلامية عن طريق إعلان حرب إلكترونية عليه، ليوسع رقعة المعركة فتشمل العالم الافتراضي، وذلك لعزله والحد من قدراته في العالم الحقيقي.

وفاجأ كشف النقاب عن هذه الجبهة الإلكترونية الجديدة بعض المراقبين، بسبب الطبيعة السرية للترسانة الإلكترونية الأميركية وطبيعة عملها أيضا.

غير أن واشنطن تعمدت الحديث عن الجبهة الجديدة من أجل قطف الثمار النفسية للإعلان حتى قبل بدء الحرب افتراضيا، وحتى يشعر ناشطو التنظيم أن كل حركاتهم في العالم الافتراضي مراقبة، وأن طرفا ثالثا يقرؤها وقد يتلاعب بها ويحورها بحسب هواه وأهدافه.

مواجهة افتراضية
وتسعى الحرب الجديدة -بالإضافة إلى عرقلة جهود التنظيم وتعامله مع العالم الخارجي والتقليص من قدرته على استقطاب مقاتلين جدد- إلى عرقلة اعتماده المتزايد على الإنترنت في توزيع الأوامر ودفع مرتبات المقاتلين. وأشار أحد المصادر الأميركية إلى أن الهدف الأسمى من الحملة الأميركية هو "عزل التنظيم ماديا وفي العالم الافتراضي".

وكانت القيادة الأميركية للحرب الإلكترونية قد أنشئت في الولاية الأولى للرئيس باراك أوباما، للتصدي أساسا لخصوم إلكترونيين في قائمة محددة تشمل كلا من روسيا والصين وإيران.

ويذكر أن الحرب الإلكترونية تعتمد -كالحروب التقليدية- على مبادئ الهجوم والدفاع والاستغلال، وهذه أول مرة ستعتمد فيها القيادة الأميركية توظيف الآليات الثلاث، لأنها كانت سابقا تتردد في المبادرة بالهجوم خشية العمليات الانتقامية على شبكاتها المتعددة المعرضة للخطر، وهذا ما أكده علنا روبرت وورك نائب وزير الدفاع الأميركي حينما قال "إننا نسقط قنابل إلكترونية".

وكان حساب تويتر التابع للقيادة الوسطى الأميركية التي تتخذ من فلوريدا مقرا مركزيا لها قد تعرض لاختراق من ناشطين مؤيدين لتنظيم الدولة، في سلسلة من الهجمات استهدفت مؤسسات حكومية وإعلامية أظهرت الخطر الإلكتروني الذي يشكله التنظيم.

لكن في المقابل، هناك ردود فعل من بعض وسائط التواصل الاجتماعي ومن مجموعات مجهولة كمجموعة "أنونيموس" التي أعلنت حربا إلكترونية شاملة على التنظيم بعد هجمات باريس.

ترامب يتوعّد
أما متزعم كوكبة الجمهوريين الساعين لخلافة أوباما، دونالد ترامب، فقد توعّد في خطاب له عن سياسته الخارجية بأن أيام تنظيم الدولة معدودة، دون تأكيد ما سيفعله بالتحديد لتحقيق ذلك الهدف.

وأضاف المرشح الجمهوري المحتمل المثير للجدل أن التنظيم يعرف كل شيء نقوم به، "لأننا ننظم مؤتمرا صحفيا للإعلان عنه".

ويتزايد الاتفاق بين متتبعي تطورات المعركة مع التنظيم في واشنطن على أن فشل الإستراتيجية الأميركية ضده حتى الآن لا تعود لكونها تفتقر لجبهة إلكترونية جديدة، وإنما لقرار سياسي جسور ينص على نشر قوات برية على الأرض للقضاء على التنظيم وتحرير الأراضي التي يسيطر عليها.

ويرى هؤلاء أن أي خطوة مادية أو افتراضية تفتقر لعنصر القوات البرية تجعل الرئيس الأميركي يبدو كأنه يدوّر الأزمة إلى أن يرثها من سيخلفه في البيت الأبيض مطلع العام القادم.

المصدر : الجزيرة