قرية طانا بفلسطين.. إرادة التعلم رغم الهدم

أربعة طلبة بقرية شمالي نابلس يتلقون دراستهم بعد أن تعرضت مدرستهم الوحيدة للهدم من آليات عسكرية إسرائيلية، بزعم البناء بدون ترخيص.
أربعة طلاب يواصلون الدراسة في المسجد القديم بعد أن هدم الاحتلال مدرستهم(الأناضول)

في مسجد قديم أو "بيت الشيخ" كما يطلق عليه سكان قرية طانا شرقي نابلس شمالي الضفة الغربية، يتلقى أربعة طلاب دروسهم بعد أن تعرضت مدرستهم الوحيدة للهدم من آليات عسكرية إسرائيلية بزعم البناء دون ترخيص.

و"بيت الشيخ" مسجد يعود بناؤه لمئات السنين وفق السكان، وهو مشيد من الحجارة القديمة والطين، تحول إلى مدرسة فلسطينيين بعد هدم مدرستهم الوحيدة الشهر الماضي.

وتقول أميرة نصاصرة (عشرة أعوام) وهي طالبة بمدرسة طانا، إن الاحتلال تركهم دون مدرسة وهي تريد أن تصبح معلمة رياضيات وتتمنى أن تتاح لهم مدرسة يتوفر فيها كل الإمكانيات والوسائل التعليمية كبقية المدارس، ويكون فيها ساحات وملاعب.

وتتلقى أميرة دروسها مع ثلاثة طلاب هم أشقاؤها في بيت الشيخ، بعد انتقال غالبية زملائها في المدرسة المهدومة إلى مدارس في بلدات مجاورة.

ظروف العمل
وتصف فاتن نصاصرة، إحدى المعلمات بالمدرسة المهدومة، ظروف عملها قائلة "نعمل في ظروف غير طبيعية، لا يوجد ما يشير إلى وجود مدرسة هنا، فالمسجد القديم يفتقر إلى المقومات الأساسية للدراسة، من سبورة وفصول ووسائل تعليمية، أو حتى دورات مياه، أو ملاعب".

‪أنقاض المدرسة الوحيدة بقرية طانا التي هدمها الاحتلال ثلاث مرات في شهرين‬ (وكالة الأناضول)
‪أنقاض المدرسة الوحيدة بقرية طانا التي هدمها الاحتلال ثلاث مرات في شهرين‬ (وكالة الأناضول)

وتضيف المعلمة أن المسجد المدرسة يضم أربعة طلاب كل منهم يمثل مرحلة صفية مختلفة، ويُقسم المعلم وقته بينهم ويعلمهم كافة الدروس. وتقول فاتن إنه بعد هدم المدرسة بات المسجد المكان الوحيد للدراسة، مشيرة إلى أن الزمان عاد بهم إلى عهد الكتاتيب.

قرية مجاورة
وبسبب اشتغال أهالي الطلاب الأربعة بتربية الماشية فقد كان من الصعب عليهم نقل أولادهم يوميا إلى مدارس في قرى مجاورة، إذ تبعد طانا عن أقرب قرية بمسافة ثمانية كيلومترات، وهي قرية بيت فوريك، وتربطها بين القريتين طرق ترابية يصعب سلوكها بالمركبات.

وقبل هدم المدرسة، كان يتابع فيها الدراسة ثلاثون طالبا وفق إفادات واصف حنيني (ستون عاما) وهو أحد سكان قرية طانا الواقعة على السفوح الغربية لغور الأردن.

ويضيف حنيني شارحا معاناة السكان لوفد أجنبي أن إسرائيل تسعى إلى تهجير أهالي القرية من أجل السيطرة على الأراضي لصالح مستوطنة ميخوراه المقامة على أراض قريبة كان يملكها أجداد سكان طانا.

ويستخدم الاحتلال في مسعاه عدة وسائل منها هدم الخيام والبيوت ومصادرة الأغنام وممتلكات السكان، ويشير الرجل الستيني إلى أن قوات الاحتلال هدمت مدرسة القرية ثلاث مرات بين فبراير/شباط ومارس/آذار الماضيين.

المصدر : وكالة الأناضول