الفراولة المعلقة.. تجربة فريدة ورهان للمستقبل بغزة

الفراولة المعلقة تظهر في داخل صومعة المزارع أيم أبو صبح، وهي صور أخذت من زوايا متعددة.
الفراولة المعلقة تظهر في داخل دفيئة المزارع أيمن أبو صبح في بيت لاهيا بغزة (الجزيرة)

أحمد فياض-غزة

تحولت أول دفيئة مزروعة بالفراولة المعلقة ببلدة بيت لاهيا شمال غزة إلى محط أنظار الكثير من الغزيين ليس لتذوق طعمها المتميز وشراء بعض من ثمارها فحسب، بل للاطلاع على أول تجربة فريدة من نوعها أيضا.

ويبدو مالك المزرعة أيمن أبو صبح –المكنى بأبي الفراولة لشدة ولعه بزراعتها- مزهوا بمحصوله الجديد وما حققه من نتائج مبهرة بعد انتقاله من الزراعة التقليدية إلى الزراعة المعلقة، وإنتاجه محصولا يحظى بإقبال كبير.

ويُزرع محصول الفراولة المعلقة داخل صومعات زراعية وفي أحواض ضيقة ومعلقة في داخلها تربة عضوية منتجة من مخلفات زراعية، وتروى بطريقة التنقيط وباستخدام مياه الأمطار المجمعة من سطح الصومعات والمياه الجوفية.

ورغم إعاقة الاحتلال الإسرائيلي وصول بعض من المواد الخام اللازمة لهذه التجربة من الزراعة، وتأخر نضوج المحصول المعلق نتيجة لذلك، فإن نجاحها فتح الباب أمام المزارعين الغزيين على نوع جديد من الزراعة سيكون له كبير الأثر في علاج العديد من الإشكاليات المرتبطة بالواقع الزراعي المتردي في القطاع.

‪أيمن أبو صبح: إنتاج الفراولة المعلقة يزيد أربعة أضعاف عن مثيلتها الأرضية‬ (الجزيرة)
‪أيمن أبو صبح: إنتاج الفراولة المعلقة يزيد أربعة أضعاف عن مثيلتها الأرضية‬ (الجزيرة)

الفائدة الأعم
ويقول أبو صبح للجزيرة نت إن إنتاج محصول من الفراولة المعلقة يفوق بأكثر من أربعة أضعاف إنتاج نظيره في الزراعة التقليدية، مما سيشكل دفعة قوية لكثير من المزارعين للتحول إلى هذا النوع من الزراعة.

وإذا كان مزارعو التوت الأرضي ينصب اهتمامهم على وفرة المحصول وجودته، فإن الفائدة الأعم تكمن فيما ستوفره الزراعة المعلقة من حلول خَلاقة لشح المياه والإفراط في استخدام المبيدات الحشرية، وقلة مساحات الأراضي الزراعية بالقطاع. وهو ما سيقود إلى توفير منتج عالي الجودة وخال من متبقيات المبيدات والأسمدة الزراعية.

ويؤكد مدير الجمعية التعاونية الزراعية ببلدة بيت لاهيا محمد غبن أنه رغم ارتفاع قيمة تكاليف التجهيزات والمعدات الأساسية اللازمة لمشروع زراعة الفراولة المعلقة، فإنه يبقى مجديا اقتصاديا للمزارعين أكثر من الزراعة التقليدية.

وبحسب غبن، فإن الزراعة المعلقة تعود بالنفع على المزارعين من حيث توفير الأيدي العاملة والحد من استخدام المبيدات وغيرها، لأن معظم المصروفات هي تكاليف ثابتة يستفيد منها المزارعون لسنوات طويلة.

ثمار الفراولة المعلقة في الدفيئة تتميز بوفرتها وجودتها العالية (الجزيرة)
ثمار الفراولة المعلقة في الدفيئة تتميز بوفرتها وجودتها العالية (الجزيرة)

رهان الكم والكيف
ويشتكي مسؤول الجمعية الزراعية في حديثه للجزيرة نت من الكثير من المعيقات التي تحول دون الإسراع في تطوير فكرة الزراعة المعلقة كمنع الاحتلال السماح بدخول الحديد المخصص للصوامع، وبعض الأنظمة المخصصة لقياس درجات الرطوبة ونسبة التسميد داخل الصومعة، وغيرها من المستلزمات.

ويتوقع مسؤول اتحاد لجان العمل الزراعي جميل البع المشرف على تنفيذ تجربة زراعة الفراولة المعلقة أن تساهم تجربة هذه الزراعة في المحافظة على البيئة والحد من استنزاف مخزون المياه الجوفية العذبة عبر توفير ما نسبته 80% من مياه الري مقارنة مع المستخدمة في الحقل المفتوح.

ويحظى نجاح تجربة الفراولة المعلقة، وفقا لما يؤكده المختص الزراعي للجزيرة نت، باهتمام عدد من المؤسسات الدولية والأهلية المعنية بتعميم الفكرة على نطاق أوسع، لتشمل محصولات زراعية أخرى يعاني مزارعوها صعوبة في إنتاجها بسبب ذيوع انتشار الآفات الزراعية وغيرها من الإشكاليات المركبة التي يعاني منها مزارعو القطاع.

المصدر : الجزيرة + وكالات