يوم الأرض.. أسقط مشروع تهويد الجليل

الصورة تاريخية وهي الذكرى الألوى ليوم الأرض (1977)
فلسطينيو 48 يحيون عام 1977 الذكرى الأولى لأحداث يوم الأرض (الجزيرة)

 
تعود جذور أحداث يوم الأرض إلى شهر فبراير/شباط 1976 عندما اتخذت الحكومة الإسرائيلية التي كان يرأسها إسحق رابين ويشغل منصب وزير الأمن فيها شمعون بيريز قرارا بمصادرة 21 ألف دونم من أراضي يملكها مواطنون عرب في الجليل لإقامة عدة مدن يهودية في المنطقة تضم أغلبية سكانية عربية، وسمت حكومة رابين مشروعها "مشروع تطوير الجليل".

وتقع الأراضي المستهدفة بالمشروع الاستيطاني ضمن النطاق الجغرافي لقرى سخنين وعرابة ودير حنا وعرب السواعد، حيث كان الحاكم العسكري الإسرائيلي قد أقام منطقة عسكرية مغلقة سماها "منطقة 9" لم يكن بإمكان أصحابها من المزارعين دخولها إلا بتصريح من الحاكم العسكري يجدد كل ثلاثة أشهر.

في أعقاب قرار المصادرة اجتمعت لجنة الدفاع عن الأراضي التي كانت قد تشكلت عام 1975 برئاسة القس شحادة شحادة لبحث سبل التصدي لقرار المصادرة، وخرجت بقرار بإعلان إضراب شامل لمدة يوم في الثلاثين من مارس/آذار بين أواسط فلسطينيي عام 1948.

غير أن السلطات الإسرائيلية بدأت العمل لإجهاض الإضراب عبر تحريض رؤساء المجالس المحلية العرب الموالين لها، وكان معظمهم أعضاء في حزب العمل.

وفي الاجتماع الذي عقده رؤساء المجالس المحلية للقرى والبلدات العربية في الداخل لبحث الموضوع صوت هؤلاء لصالح إلغاء الإضراب، في حين صوت 11 رئيس بلدية ومجلس محلي لصالح دعمه.

توفيق زياد
وبين هؤلاء رؤساء بلديات أكبر المدن العربية (الناصرة-توفيق زياد) و(أم الفحم-هاشم محاميد) إضافة إلى رؤساء مجالس يافة الناصرة وسخنين وعرابة والرامة والرينة والمغار وكفر مندا ودبورية وطرعان، وبدأ هؤلاء حملة تحريض منظم على الإضراب.

النصب التذكاري للشهداء الستة في مدينة سخنين (الجزيرة)
النصب التذكاري للشهداء الستة في مدينة سخنين (الجزيرة)

وسرعان ما تحول الأمر إلى صراع إرادات بين فلسطينيي 1948 وحكومة إسحق رابين، فقد اتخذ رابين وبيريز قرارا بحظر التجول في تلك المناطق في ذات التاريخ الذي حدده القادة للإضراب، وأرسلا وحدات من الجيش والشرطة مع أوامر باستخدام الرصاص الحي لقمع تحرك الفلسطينيين الذي بدأ مساء الـ29 من مارس/آذار.

وبدأت الحملة الإسرائيلية باستهداف مظاهرة خرجت في قرية دير حنا ثم انتقلت القوة المهاجمة إلى مظاهرة أخرى في قرية عرابة المجاورة، حيث استخدم الرصاص الحي إلى جانب القنابل المدمعة فسقط الشاب خير ياسين ليكون أول شهداء يوم الأرض.

الشهيد الثاني
وفي صباح اليوم التالي لم يمنع القمع وحظر التجول الفلسطينيين من الخروج للتظاهر في بلدة كفر كنا، حيث سقط الشهيد الثاني محسن طه برصاصة في الرأس، وعند خروج أهالي سخنين في مظاهرتهم واجههم الجنود ورجال الشرطة بالرصاص فسقط ثلاثة شهداء، هم خديجة شواهنة ورجا ريا وخضر خلايلة.

قوبلت هبة فلسطينيي 1948 في يوم الأرض -وهو الأول على هذا المستوى منذ عام 1948- بتضامن من قبل فلسطينيي الشتات في الضفة الغربية ولبنان وأماكن أخرى، حيث أعلن يوم الثلاثين من مارس/آذار يوما للإضراب العام، ومنذ ذلك التاريخ بات هذا اليوم أيقونة لكفاح الفلسطينيين ضد سياسة التهويد يحتفى به داخل فلسطين وخارجها.

أما في إسرائيل فقد فوجئت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية بحجم الجرأة التي أبداها الفلسطينيون في مواجهة الشرطة والجيش مستخدمين قنابل المولوتوف والحجارة والإطارات المحترقة، وعبرت عن ذلك الشهادات التي أدلى بها الجنود المشاركون بقمع الانتفاضة للصحف الإسرائيلية.

المصدر : مواقع إلكترونية