الاحتلال يحرم نصف مرضى غزة من العلاج

غزة/ قطاع غزة/ فلسطين المحتلة/ 29-11-2016/ عدد من المسؤولين في الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، وعدد من المسؤولين في وزارة الصحة الفلسطيينة أثناء استعراض تقرير منظمة الصحة العالمية حول " الحق في الصحة: اجتياز المعيقات للوصول الى الخدمات الصحية في الأراضي المحتلة 2014- 2015.
استعراض تقرير منظمة الصحة العالمية حول "الحق في الصحة" بفلسطين (الجزيرة)

أحمد فياض-غزة

قبل عام تقريبا، أوصدت سلطات الاحتلال الإسرائيلي معبر بيت حانون في وجه مريضة السرطان منار العجلة، وحالت دون تلقيها العلاج في أحد مشافي مدينة القدس المحتلة، ومنذ ذلك الحين لم تترك منار بابا في سبيل وصولها للمشفى إلا وطرقته، ولكن دون جدوى.

خلال هذا العام انضمت منار ومعها تسع نساء أخريات يعانين من ذات المرض إلى إحدى الجمعيات المحلية المهتمة بشؤون مرضى السرطان، وناشدن من خلالها كافة المراكز الحقوقية والمنظمات الدولية، واستغثن بمسؤولين دوليين للضغط على الاحتلال للسماح لهن بالسفر، ولكن هذه المساعي لم تؤت أكلها أيضا.

وتخشى منار وهي أم لطفلين على نفسها من الموت، خصوصا بعد أن ظهرت عليها مؤخرا علامات انتكاسة مرضية أخرى، لافتة إلى أن كل ما تحتاجه حاليا هو تصوير إشعاعي يساعد الأطباء على تحديد طبيعة ونوع العلاج اللازم لحالتها.

وبإدراج منار وغيرها من المرضى من ذوي الأمراض المزمنة والمستعصي علاجها في غزة إلى لغة الأرقام، فإن نسبة المرضى المحرومين من السفر لتلقي العلاج فاقت خلال أكتوبر/تشرين الأول الماضي وحده نسبة الـــ 55%.

‪منار العجلة‬ منار العجلة (الجزيرة)
‪منار العجلة‬ منار العجلة (الجزيرة)

لفت الأنظار
ولعل ما ترتب على هذا المعطي من صور مأسوية، دفع منظمة الصحة العالمية إلى الإعلان عن تقريرها الأخير المتعلق بحق المرضى الفلسطينيين في الوصول إلى الخدمات الفلسطينية خلال العامين المنصرمين لدق ناقوس الخطر، ولفت أنظار المجتمع الدولي إلى عمق المأساة الناجمة عن منع المرضى من العلاج، وفقا لما قاله ممثل المنظمة في فلسطين جيرالد روكنتشاوب.

ويُحمل التقرير السلطات الإسرائيلية مسؤولية تردي الحالة الصحية لكثير من المرضى الفلسطينيين ممن لم يسمح بوصولهم إلى المشافي خارج قطاع غزة، أو ممن امتدت إجراءات سفرهم لتلقي العلاج لمدد طويلة.

ويؤكد مدير مكتب الصحة العالمية بغزة محمود ضاهر أن معطيات التقرير تشير إلى أن
الحالة المتردية فيما يتعلق بمنع المرضى من الوصول للمشافي تشهد كل عام تدهورا أكبر من سابقه.

ووفق حديث ظاهر للجزيرة نت، فإن الاحتلال زاد من رفض وتأخير إصدار تصاريح المرضى من قطاع غزة بشكل ملحوظ خلال السنوات الأربع الأخيرة، مشيرا إلى أن الاحتلال كان يرفض السماح بسفر 10% من المرضى عام 2012، إلا أن هذه النسبة ارتفعت لتشمل أكثر من 44% من المرضى خلال 2016.

‪مدير مكتب الصحة العالمية بغزة محمود ضاهر‬  مدير مكتب الصحة العالمية بغزة محمود ضاهر (الجزيرة)
‪مدير مكتب الصحة العالمية بغزة محمود ضاهر‬  مدير مكتب الصحة العالمية بغزة محمود ضاهر (الجزيرة)

دعوة للتحرك
وينظر وكيل وزارة الصحة بغزة يوسف أبو الريش إلى تقرير المنظمة الدولية على أنه جاء على ذكر الواقع المأسوي للمرضى، ولكنه أهمل الإشارة إلى الحلول، داعيا المؤسسات الدولية إلى سرعة التحرك الفوري والفاعل للضغط على الاحتلال لإنقاذ حياة آلاف المرضى الفلسطينيين المحرمين من تلقي العلاج.

وذكر أن نتائج التقرير تشير إلى أنه بين كل أربعة مرضى يوجد مريض لم يتلق العلاج لحرمانه من السفر. وأضاف في حديثه للجزيرة نت أن هذا ليس وقت الحلول الترقيعية التي تنتهي بنهاية حياة بعض المرضى، وتكبد البعض الآخر للمزيد من الألم والمعاناة.

أما مسؤول ملف التنسيق في وزارة الصحة رفعت محيسن فيؤكد أن سلطات الاحتلال انتهجت منذ مطلع العام الجاري سياسة جديدة تقضي بتقليص منح التصاريح للمرضي بشكل غير مسبوق.

وتوقع محيسن -في كلمة له خلال جلسة الإعلان عن تقرير الصحة العالمية- ازدياد نسبة المرضى الممنوعين من السفر، وذلك لانتهاج السلطات الإسرائيلية معايير سياسية تهدف إلى التضييق على سكان قطاع غزة، استنادا لحجج وذرائع أمنية واهية، على حد وصفه.

المصدر : الجزيرة