حفتر يبحث في موسكو عن دعم عسكري وسياسي
رانيا دريدي-موسكو
وفي محادثات استمرت ساعات خلف الأبواب المغلقة مع وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، قال اللواء المتقاعد إنه قدم مجموعة من المطالب التي يحتاج إليها في المرحلة الراهنة لمواجهة ما وصفه بالإرهاب.
وأضاف أنه على وشك القضاء على هذه الجرثومة التي أصيبت بها البلاد، على حد تعبيره، في حين حافظت موسكو على أن تكون تصريحاتها منضبطة في هذا الشأن، واكتفى وزير خارجيتها سيرغي لافروف أثناء استقباله لحفتر بالتركيز على سوء الوضع في ليبيا على كل المستويات.
توريد الأسلحة
تحاول موسكو في المسألة الليبية أن تعلن دوما التزامها بالقيود التي فرضتها الأمم المتحدة على طرابلس، ورفضها لتوريد الأسلحة لليبيا قبل رفع هذه القيود أو التخفيف منها، لكن في هذه المرة لم تصدر أي تصريحات من المسؤولين بهذا الخصوص.
على أن خبراء في الشؤون العسكرية يرون أن بإمكان موسكو الالتفاف على القيود الأممية وتزويد قوات حفتر بالأسلحة.
في هذا الإطار، قال رئيس تحرير مجلة "تصدير الأسلحة" الروسية أندريه فرولوف إن موسكو لا تستطيع توقيع عقود جديدة لتوريد الأسلحة إلى ليبيا في ظل القيود الأممية، لكنها نظريا تستطيع إتمام تنفيذ العقود التي وقعتها في عهد الرئيس المخلوع معمر القذافي، حسب قوله.
ورغم إجماع الخبراء الروس على اهتمام موسكو بدعم حفتر في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية على الأراضي الليبية، فإنهم يستبعدون إمكان التدخل العسكري الروسي في ليبيا على غرار سوريا.
من جهة أخرى لفت رئيس قسم السياسة العسكرية والاقتصادية في المعهد الروسي للدراسات الاستراتيجية إيفان كونوفوالوف الانتباه إلى تزامن لقاءات حفتر مع المسؤولين الروس مع ظهور أنباء عن إمكان عودة روسيا إلى إقامة قاعدة عسكرية لها في منطقة سيدي براني في شمال غربي مصر، وهو ما نفاه الجانب المصري.
وهنا يقول كونوفالوف "إنهم في الشرق الأوسط دائما ينفون كل شيء"، لكن يمكن من قاعدة سيدي براني -عند الضرورة- تقديم المساعدة المطلوبة لحفتر، وتزويده بالأسلحة في تلك المناطق عبر الحدود المصرية.
دعم سياسي
ولا يقل الجانب السياسي في زيارة خليفة حفتر لموسكو أهمية، نظرا للرمزية التي تحملها، حسب العديد من الخبراء، إذ إنه الشخص الأول بعد القذافي الذي يقوم بزيارات من هذا القبيل إلى العاصمة موسكو.
ونظرا للانقسامات السياسية الداخلية في ليبيا وعدم امتلاك حفتر للدعم السياسي المرجو داخليا وخارجيا، فهو يحاول بمساعدة موسكو أن يحظى ببعض الدعم على الصعيد الدولي.
وأشار الخبير في مركز الشراكة بين الحضارات والدراسات الدولية يوري زينين إلى أن حفتر يبحث عن تأييد سياسي من موسكو حتى تدعم محاولاته أمام المجتمع الدولي في تسوية الأزمة في البلاد، بينما تبدو موسكو مهتمة بعلاقات شراكة مع ليبيا وقوى موالية لها في دعم ما يسمى بحربها على الإرهاب في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.