مصريون وأجانب يحيون ذكرى 25 يناير بلندن
محمد أمين-لندن
وفي ظل طقس شديد البرودة، انتهت المسيرات بالتجمع أمام مقر السفارة المصرية بلندن، حيث ألقى نشطاء عرب وأجانب كلمات أشادوا فيها بثورة يناير، ونددوا بما وصفوه "الانتكاسة" التي تشهدها مصر منذ الانقلاب العسكري في يوليو/تموز 2013.
وبينما وصف حقوقيون حال الحريات والحقوق في مصر بأنه أسوأ من عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك، بل أسوأ من فترة "الحكم العسكري الأول عام 1952" أشاد نشطاء أجانب عايشوا ميدان التحرير بثورة يناير، التي قالوا إن الجنرالات اغتالوا مرة أخرى حلم الثوار بالحرية عقب الانقلاب العسكري الذي نفذته مؤسسة الجيش في الثالث من يوليو/تموز 2013.
ومن أبرز النشطاء العرب والأجانب الذين حضروا المظاهرة، مها فهمى من شباب ثورة 25 يناير، والناشطة البريطانية جوديث أور، إضافة لأستاذة علم الاجتماع آن إليكساندر، من منظمة "سي أي أي تي" (CAAT) والناشطة السياسية لورا ستيوارت، إضافة لنشطاء عرب وقيادات بالمجلس الثوري المصري المعارض.
وفي كلمتها أمام المتظاهرين، أشادت أور -وهي ناشطة اشتراكية عمالية- بثورة يناير ووصفتها بالثورة الحقيقية.
وقالت أور للجزيرة نت إنها حضرت الثورة في ميدان التحرير وشاهدت بعينها حراك الشباب والشابات وتطلعهم للحرية وقتها، لافتة إلى أن الثورة لم تسجل أي حالة تحرش، على عكس ما جرى لاحقا.
وحول ذكرى الثورة وتمنياتها في هذه المناسبة، قالت أور إنها تتمنى عودة الحياة الديمقراطية لمصر، وإطلاق السجناء ووقف الانتهاكات التي تجري هناك، وأن تعود الثورة لصناعها الشباب عقب اختطافها من قبل النظام العسكري.
وانطلق مئات المتظاهرون من محطة "ماربل آرش" وسط لندن باتجاه السفارة المصرية حيث تجمعوا هناك، ورفعوا شعارات تندد بالانقلاب العسكري، وبالرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، كما رفعوا صورا للرئيس المعزول محمد مرسي.
وفي حديث للجزيرة نت، عبر أمين العلاقات الخارجية في حزب الحرية والعدالة عن ثقته بأن الشعب المصري ما يزال مصرا على استرجاع ما سلبه العسكر منه، واستمرار النضال من أجل استعادة كرامته وحريته والديمقراطية التي حصل عليها عقب الثورة، وأكد محمد سودان أن المصريين الذين ثاروا على دكتاتورية مبارك سيثورون على الانقلاب الذي أرجع البلاد لأوضاع أسوأ مما كانت عليه في عهد مبارك.
وحول طبيعة الوضع في مصر عقب اقتراب الانقلاب العسكري من عامه الثالث، أورد سودان أرقاما تفصيلية حول انتهاكات حقوق الإنسان والاعتقالات، وأشار لوجود أكثر من خمسين ألف معتقل سياسي منهم أول رئيس مدني منتخب بعد الثورة وهو محمد مرسى، والعديد من الوزراء وأعضاء البرلمان والمحامين وأساتذة الجامعات.
وقال سودان إن هناك المئات من حالات الاختفاء القسري، وأكثر من 7500 حالة قتل خارج القانون، و1728 حكما بالإعدام، وتم إعدام سبعة أبرياء بالفعل، فضلا عن قتل 304 أشخاص مع سبق الإصرار والترصد داخل السجون نتيجة الإهمال الطبي.
وفي الشق الاقتصادي، ذكر القيادي بحزب الحرية والعدالة أن الدين الداخلي لمصر بنهاية 2015 تجاوز 2.2 تريليون جنيه مصري، بينما تخطى الدين الخارجي 46 مليار دولار (الدولار يساوي 8.5 جنيهات).
واستشهد بإعلان رئيس الجهاز المركزي للحسابات بأن حجم الفساد فقط عام 2015 تعدى ستمئة مليار جنيه، في وقت بلغ فيه خط الفقر 50% من الشعب المصري.
وبينما توالت الكلمات أمام مقر السفارة المصرية، أدى أطفال وصلات من "أغاني الراب" التي خصصت كلماتها للتنديد بانتهاكات حقوق الإنسان، وعبروا عن رغبتهم برؤية الديمقراطية تعم العالم العربي.
وكانت أبرز الشعارات التي رددت في الشوارع وبين كلمات المتحدثين "شد حيلك يا بلد.. السيسي خرب البلد، الشعب يريد إسقاط النظام، يسقط يسقط حكم العسكر".