هل غزة على أبواب تهدئة طويلة؟

An explosion is seen in the northern Gaza Strip after an Israeli air strike July 13, 2014. Israeli naval commandos clashed with Hamas militants in a raid on the coast of the Gaza Strip on Sunday, in what appeared to be the first ground assault of a six-day Israeli offensive on the territory aimed at stopping Palestinian rocket fire. REUTERS/Ammar Awad (GAZA - Tags: POLITICS CIVIL UNREST)
أحاديث متواترة عن مفاوضات لإبرام تهدئة طويلة الأمد بغزة بعد عام من العدوان الإسرائيلي (رويترز-أرشيف)

عوض الرجوب-رام الله

بينما تؤكد حركة حماس وجود اتصالات لم تفصح عن تفاصليها مع إسرائيل لإبرام تهدئة طويلة الأمد، نفى مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية وجود اتصالات مباشرة أو غير مباشرة مع الحركة بهدف إبرام التهدئة.

ويقول محللان تحدثا للجزيرة نت إن فكرة إنشاء ميناء عائم لم تعد مستبعدة، كما لم يعد رفع الحصار عن القطاع أمرا مستبعدا، وأسهب الاثنان في شرح الانعكاسات السياسية داخليا وخارجيا للمفاوضات "الجادة" وما قد ينتج عنها.

الوزير السابق والقيادي في حركة حماس وصفي قبها يؤكد أن حماس وجدت نفسها مضطرة "لتحمل مسؤولياتها الوطنية والأخلاقية"، موضحا أن القرار جاء بعد سنوات طويلة من الحصار وتقصير السلطة الفلسطينية، واستنفاد كل السبل والوسائل الوطنية والوحدوية، ومنها تشكيل حكومة الوفاق "المنحازة".

وقال وصفي قبها إن حماس استجابت لمساع دولية وعربية وإسلامية بدراسة الإعلان عن تهدئة مقابل رفع الحصار كاملاً وبكل أشكاله، وإنشاء ممر بحري آمن كمنفذ إلى العالم وإنشاء مطار دولي أيضا، مؤكدا مباركة هذه الجهات اللقاءات التي جمعت ممثلين عن الحركة وقيادتها مع مبعوث الرباعية الدولية توني بلير وأسفرت عن "تقدم ملموس".

‪قبها:‬ (الجزيرة)
‪قبها:‬ (الجزيرة)

تغطية على الانقسام
ورأى قبها أن هجوم حركة فتح وقيادات من منظمة التحرير الفلسطينية على حماس "ينم عن تخبط سياسي، ومحاولة للتغطية على دورهم في المؤامرة التي لا زالت تستمر فصولها على قطاع غزة". مجددا التأكيد على أن "حماس لا تسعى لإقامة كيان مستقل أو إمارة في غزة".

ورفض القيادي في حماس الاتهامات للحركة بالسعي للحصول على أي نوع من الاعتراف من قبل الاحتلال، متهما "من يقوم بالتعاون والتنسيق الأمني" بالسعي لتكريس الانقسام.

من جهته، يقول المحلل السياسي خليل شاهين إن خلافات كبيرة لا زالت تعترض مفاوضات التهدئة، "لأن الطرف الإسرائيلي يدرك حاجة حماس لمثل هذا الاتفاق، وما قد يترتب عليه من انفراج في الأوضاع الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في غزة".

وأضاف أن إسرائيل تضع شروطا قاسية على إنشاء ميناء عائم على بعد ثلاثة كيلومترات من قطاع غزة، "رغم أن فيه تراجعا في الموقف الفلسطيني عن صيغة أفضل تمت في اتفاق أوسلو".

ويوضح شاهين، وهو مدير البحوث في المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الإستراتيجية، أن إسرائيل لا تزال تصر على إدخال موضوع الجنود الأسرى ضمن صفقة شاملة، وهو ما ترفضه حماس التي تصر على فصل الملفات.

ويقول شاهين إن الاتصالات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل شكلت فرصة لانفتاح أطراف عربية وإقليمية ودولية على حركة حماس، مؤكدا أنه من السذاجة اليوم الحديث عما يسمى "شروط الرباعية".

أما داخليا، فرجح أن تستفيد حماس من الوضع الراهن في تعزيز موقعها في أي حوار فلسطيني مع حركة فتح.

‪أبو عامر: الاتصالات وصلت مرحلة تبادل المسودات عبر وسطاء‬ (الجزيرة)
‪أبو عامر: الاتصالات وصلت مرحلة تبادل المسودات عبر وسطاء‬ (الجزيرة)

اتصالات جدية
من جهته، يستحضر الكاتب والمحلل المختص في الشأن الإسرائيلي عدنان أبو عامر المثل العربي "لا دخان بلا نار" ليرجح وجود حراك وصفه "بالجدّي" بين حماس وإسرائيل.

ورأى في محاولة إخفاء الاتصالات اعتبارات تخص الطرفين؛ فإسرائيل تريد الضغط على حماس وابتزازها والحفاظ على الائتلاف الحكومي وإبعاد شبهة التنازل لحماس من جهة، وطمأنة حلفائها في المنطقة بأنه لا مفاوضات مع حماس من جهة ثانية.

لكن وفق تقديرات المحلل الفلسطيني فإن الاتصالات بين حماس وإسرائيل وصلت مرحلة تبادل المسودات عبر وسطاء أوروبيين وقطريين وأتراك، بعد أشهر طويلة من محاول استكشاف ما لدى الجانب الآخر من عروض.

ويرى أبو عامر أن السلطة الفلسطينية وحركة فتح ستكونان أكثر الخاسرين في هذه المباحثات، "عندما تجدان نفسيهما خارج اللعبة" مقابل مصلحة لحماس في اتفاق يشكل "استراحة محارب" ومصلحة لإسرائيل في تهدئة الخاصرة الضعيفة المتمثلة في جبهة غزة.

ولفت إلى أن حديث التهدئة يتزامن مع الحديث عن اليوم التالي لرحيل الرئيس محمود عباس، الأمر الذي يثير قلق السلطة من أن تكون هذه المفاوضات مقدمة لتغييبها عن المشهد الفلسطيني.

المصدر : الجزيرة