بالضفة الغربية.. "الزحف إلى الجبال رفضا للاستيطان"

الفعالية الفلسطينية حملت عنوان (الزحف للجبال) وانطلقت في بلدة جماعين (الجزيرة)
جانب من فعالية "الزحف للجبال" في بلدة جماعين بمحافظة نابلس في الضفة الغربية (الجزيرة نت)

عاطف دغلس-نابلس

أحيت فعالية "الزحف إلى الجبال رفضا للاستيطان" أمل الفلسطيني عبد اللطيف أسعد (أبو نادر) من جماعين قضاء نابلس شمالي الضفة الغربية، ومنحته حافزا للثبات بأرضه مهما كان الثمن.

وشارك أبو نادر (64 عاما) مع حشد من أهالي بلدته وقيادات وطنية وسياسية فلسطينية في الفعالية التي أطلقت أولى خطواتها ظهر اليوم السبت ببلدة جماعين، وهي الأولى من نوعها شكلا وأسلوبا للتصدي للاستيطان الإسرائيلي ووقف زحف مستوطناته إلى رؤوس وقمم الجبال الفلسطينية.

وقال أبو نادر -في حديثه للجزيرة نت- إنه يملك خمسة دونمات (الدونم يساوي ألف متر مربع) في منطقة جبل الظهر حيث أقيمت الفعالية.

وأشار إلى أن وصول المسؤولين للأرض يعزز أمله بضرورة مساعدتهم في شق الطرق وإيصال الخدمات الأساسية من ماء وكهرباء لأعمارها، خاصة أنها تعد هدفا لأطماع المستوطنين الذين زاروها بحماية جيش الاحتلال مرات عدة.

‪فعالية 
‪فعالية "الزحف للجبال" بنابلس تخللها بناء بيت مسبق الصنع‬ (الجزيرة نت)

مقاطعة ومواجهة
ولجأ الفلسطينيون إلى أشكال من رفض الاستيطان عبر مقاطعة بضائعه، ومواجهة المستوطنين مباشرة، وزرع الأشجار في المناطق المهددة وتعميرها، كما نصبوا خياما وشيدوا قرى مصغرة مثل باب الشمس والمناطير وغيرها.

وسياسيا، مارست القيادة الفلسطينية وفق مسؤول ملف الاستيطان شمالي الضفة الغربية غسان دغلس ضغوطا دولية ومحلية للجم الاستيطان "إلا أن إسرائيل ضربت عرض الحائط بكل ذلك، فكان لا بد من خطوات أكثر فاعلية والهروب إلى الأمام بمواجهة الاستيطان والإسراع بالزحف نحو الجبال".

وتابع أن القرارات الدولية التي انتظرناها طويلا لم تطبق وزادت إسرائيل في تهويد الأرض وتجاوزت مناطق "ج" وهي 64% مما تبقى من مساحة الضفة الغربية، ودفنت اتفاق أوسلو وأصبح خطر الاستيطان يداهم كل منزل فلسطيني.

وأوضح دغلس للجزيرة نت أن هذا النشاط يعد خطوة في سلسلة خطوات لمعظم جبال وتلال محافظة نابلس وباقي مدن الضفة الغربية، وسيتم خلال كل فعالية شق الطرق وبناء البيوت مسبقة الصنع والغرف الزراعية مقدمة للبناء السكني.

وقال إن الهيئات المحلية والمجالس البلدية والقروية ستقدم الدعم للتصدي للاستيطان عبر الوزارات والمؤسسات المسؤولة في السلطة الوطنية الفلسطينية.

الفعالية تخللها بناء غرفة وكرفان للتصدي للاستيطان (الجزيرة)
الفعالية تخللها بناء غرفة وكرفان للتصدي للاستيطان (الجزيرة)

المقاومة الشعبية
وأكدت الناشطة وعضوة القيادة السياسية في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ماجدة المصري أن هذا النشاط جزء أساسي في المقاومة الشعبية التي تضغط على القيادة السياسية لخلق إرادة لديها لدعم المواطن الفلسطيني بكل الطرق.

وقالت إن من المفترض التعامل مع هذه الأرض على أنها فلسطينية محتلة وليس وفق تقسيمات الاحتلال، وبالتالي التسليم بأنها أراض إسرائيلية.

ورأت أن الجهد الأساسي يجب أن يأتي من أصحاب الأرض، وحملت الفصائل الفلسطينية والجهات المسؤولة في الوزارات المعنية مسؤولية دعم المواطن في أرضه "بحيث يتكامل دور المقاومة الشعبية مع دعم الجهات الرسمية".

وطالبت المصري السلطة السياسية بممارسة دورها على الصعد الدولية والتوجه إلى المحكمة الجنائية الدولية لوضع ملف الاستيطان وغيره من جرائم إسرائيل على المحك.

فلسطينيون يدعون للتعامل مع الأرض على أنها فلسطينية محتلة وليس وفق تقسيمات الاحتلال (الجزيرة)
فلسطينيون يدعون للتعامل مع الأرض على أنها فلسطينية محتلة وليس وفق تقسيمات الاحتلال (الجزيرة)

دعم وتقصير
ويعيش المواطنون الفلسطينيون صراعا متواصلا مع الاحتلال ومستوطنيه الذين يحظون بدعم منقطع النظير من حكومتهم مقابل تقصير فلسطيني واضح في دعم المواطن وتثبيته بأرضه.

ويقول رئيس مجلس بلدي جماعين عصام أسعد إن الرسالة الأهم عبر هذه الفعالية هي السير بخطوات عملية تسبق خطوات المستوطنين بالزحف للجبال الفلسطينية واحتلالها، وأكد أن تصنيف الاحتلال لثلثي أراضي جماعين المقدرة بـ28 ألف دونم بأنها مناطق "ج" يبقيها عرضة لأطماع مستوطنيه.

وطالب السلطة الفلسطينية بالموافقة على توسيع مخطط قريتهم الهيكلي لتوسيع البناء فيها، وبين أن هذا مطلب معظم الهيئات المحلية، إضافة لمنح التراخيص اللازمة في كل المناطق وليس بمكان دون آخر، داعيا الجهات المسؤولة للتصدي بحزم لعمليات "البيع المشبوهة للأرض".

المصدر : الجزيرة