المرابطون بالأقصى يواجهون الاقتحامات رغم الملاحقات

المسجد الأقصى مايو 2015 مرابطتان خلال تصديهن لاقتحام المستوطنين بالتكبير
مرابطتان خلال تصديهما لاقتحام المستوطنين المسجد الأقصى (الجزيرة)

أسيل جندي-القدس المحتلة

رغم سلسلة الملاحقات الأمنية لهم ما زال الأقصى وجهة لعشرات المرابطين والمرابطات يوميا، فلم تمنعهم إجراءات الاحتلال التعسفية من إتمام مسيرتهم في حماية المسجد الأقصى المبارك والدفاع عنه.

ويتوجه عشرات المرابطين من الداخل المحتل عام 1948 ومن كافة أحياء مدينة القدس المحتلة للأقصى يوميا، للانضمام إلى حلقات العلم وقراءة القرآن، والتصدي لاقتحامات المستوطنين اليومية للمسجد.

تقول المرابطة هنادي الحلواني إن وجود المرابطين والمرابطات في الأقصى منع الكثير من المخططات التي كان المحتل ينوي تنفيذها في ظل فراغ المسجد بالفترة الصباحية "رباطنا جعل المحتل ينظر لنا بعين الخطر والاحتراز، والملاحقة لم تزد النساء إلا إيمانا وتثبيتا، فنحن نوصل رسالة للمحتل مفادها إذا تم منعنا من دخول المسجد فسنقف على أبوابه مرابطين ليوم الدين".

خير شيمة يتوجه يوميا من عكا إلى المسجد الأقصى للرباط منذ عام ونصف(الجزيرة)
خير شيمة يتوجه يوميا من عكا إلى المسجد الأقصى للرباط منذ عام ونصف(الجزيرة)

 مخططات تهويدية
ويتوجه المرابط خير شيمة من قرية عكر في عكا للمسجد الأقصى يوميا، وعن هذه المهمة يقول "أرابط بالأقصى منذ عام ونصف، ولأن الله اصطفانا للدفاع عن المسجد أشعر بمسؤولية كبيرة تجاهه، فالسلف الصالح ضحى كثيرا في الماضي حتى وصل ديننا وانتشر، لذا علينا أن نراكم على هذه التضحيات وألا نستسلم بمجرد حجز بطاقاتنا الشخصية على الأبواب".

وأضاف شيمة للجزيرة نت "التضييقات التي نتعرض لها كثيرة، وأعتقد أن شرطة الاحتلال بالقدس تدرس ملفاتنا بشكل يومي وعلى مدار الساعة، لأننا نواجه كل يوم إجراء جديدا وخطة عقابية مختلفة".

ويتعرض شيمة للاعتقال بشكل مستمر وعاد للأقصى قبل أيام بعد إبعاده السابع عنه، ويقول "كل المحن التي تواجهنا تتحول لمنحة من الله، وعندما توضع الأصفاد في يدي أشعر براحة وطمأنينة لأنني على يقين بأن الله لن يتركنا، ولن يتخلى عنا لأننا ندافع عن بيته".

هنادي الحلواني: رباطنا جعل المحتل ينظر لنا بعين الخطر والاحتراز(الجزيرة)
هنادي الحلواني: رباطنا جعل المحتل ينظر لنا بعين الخطر والاحتراز(الجزيرة)

ملاحقة وتضييق
وتشير المرابطة خديجة خويص إلى حجم التشديد الذي يتعرض له المرابطون والمرابطات في أيام الأعياد اليهودية، خاصة الدينية منها، حيث يحتشد المستوطنون بأعداد كبيرة على الأبواب ويقتحمون الأقصى بشكل جماعي.

وتقول "تقوم سلطات الاحتلال باحتجاز بطاقاتنا الشخصية وتزيد حالات الاعتقال وأعداد المبعدين عن الأقصى بينما يقل عدد المتواجدين في المسجد ويتم التشديد عليهم من خلال تصوير كل من يقوم بالتكبير من أعلى الرأس إلى أخمص القدمين".

وتابعت قائلة "التضييقات قلصت من الأعداد الكبيرة للمرابطين، ولكن هناك أعداد ثابتة لا تتغير ولا تزيدها الملاحقة إلا ثباتا وإصرارا وحرصا على الدفاع عن المسجد الأقصى".

طه شواهنة: برباطي أشعر بأنني في مهمة جهادية من الطراز الأول(الجزيرة)
طه شواهنة: برباطي أشعر بأنني في مهمة جهادية من الطراز الأول(الجزيرة)

مطاردة وجهاد
من جانبه، قال المرابط طه شواهنة إن المرابطين يعيشون حياة المطاردين منذ إغلاق سلطات الاحتلال المؤسسات التي تعمل على إحياء المسجد الأقصى من خلال مصاطب ومجالس العلم، "الاحتلال حاربنا بكل الوسائل وبدأ بمنعنا من دخول المسجد إلا بعد خروج المقتحمين منه، وصعّد ضدنا إجراءات الاعتقال والإبعاد والتهديد على كافة الصعد".

وأردف قائلا "برباطي أشعر بأنني في مهمة جهادية من الطراز الأول، وأنتظر بزوغ فجر كل يوم بفارغ الصبر كي أتوجه للأقصى وأرابط داخله حتى بات حلمي الوحيد تحرير هذا المسجد من دنس الاحتلال".

وعن مظاهر الاقتحامات الجماعية المنظمة تقول المرابطة فاتنة حسين إن طبيعة المستوطنين الذين يقتحمون المسجد هم الأكثر تطرفا، "ويتعمدون أثناء خروجهم منه ممارسة رقصات تلمودية أمامنا والقيام بأعمال استفزازية".

وتابعت قائلة "تصعّد قوات الاحتلال من إجراءاتها ضدنا في أيام الاقتحامات الكبيرة، حيث تعتدي علينا بالضرب وتعاقبنا بالاعتقال والإبعاد، لكن هذا لا يمنعنا من التكبير والهتاف مع دخول وخروج كل فوج من المقتحمين".

المصدر : الجزيرة