صفقة التبادل بين لبنان والنصرة.. من الرابح؟

إتمام صفقة تبادل الأسرى برعاية قطرية بين لبنان وجبهـة النصرة
16 جنديا لبنانيا أطلقت جبهة النصرة سراحهم مقابل 13 سجينا بينهم خمس نساء

طويت صفحة الجنود اللبنانيين الـ16 الأسرى لدى جبهة النصرة بالإفراج عنهم مقابل 13 سجينا في السجون اللبنانية بينهم خمس نساء، بعد مفاوضات مضنية استمرت نحو عام وأربعة أشهر.

الصفقة التي تمت بوساطة قطرية، بُثت تفاصيل تنفيذها على الهواء مباشرة في إشارة إلى أهمية الصورة التي أرادت الجبهة إرسالها إلى العالم.

هذا الملف الذي انطلقت شرارته في الثاني من أغسطس/آب 2014 مع اعتقال الجيش اللبناني قائد فصيل مسلح بايع تنظيم الدولة الإسلامية اسمه عماد جمعة، حيث فجر اعتقال الرجل مواجهات عنيفة استمرت ستة أيام وأسفرت عن مقتل وجرح العشرات من الجيش اللبناني، وأسر 35 جنديا توزعوا بين تنظيم الدولة الإسلامية وجبهة النصرة.

ذوو العسكريين اللبنانيين الأسرى يرقصون في بيروت احتفالا بالإفراج عن أبنائهم (أسوشيتد برس)
ذوو العسكريين اللبنانيين الأسرى يرقصون في بيروت احتفالا بالإفراج عن أبنائهم (أسوشيتد برس)

مفاوضات ماراثونية
ومرت هذه المفاوضات الماراثونية التي استمرت نحو 16 شهرا بين الجانبين بعقبات كثيرة، ميدانية وسياسية ولوجستية، كما سمحت جبهة النصرة لذوي العسكريين بزيارتهم في مناسبات عدة، وكان الأهالي يلتقون بأمير الجبهة في القلمون أبو مالك التلي، الذي كان يفند هذه العقبات ويحمّل حزب الله والحكومة اللبنانية مسؤولية عدم إنجاز الصفقة.

ويرى مراقبون أن الطرفين -الحكومة اللبنانية وجبهة النصرة- خرجا فائزين من هذه الصفقة التي شملت أيضا:

  • فتح ممر إنساني دائم وآمن بين مخيم اللاجئين السوريين في جرود عرسال والبلدة.
  • تأمين المواد الغذائية بشكل شهري للاجئين.
  • تجهيز مستشفى البلدة وتأمين المواد الطبية.
  • نقل الجرحى إلى مستشفيات داخل الأراضي اللبنانية.
  • إعلان وادي حميد في جرود بلدة عرسال، منطقة آمنة للمدنيين.

واللافت أن جميع السجناء الذين أفرج عنهم طالبوا ببقائهم في الأراضي اللبنانية، وستتم تسوية أوضاعهم القانونية، والسماح لمن يريد السفر إلى الخارج، وهذا كان مطلب سجى الدليمي طليقة زعيم تنظيم الدولة التي قالت للجزيرة عقب الإفراج عنها إنها تريد السفر إلى تركيا بعد الانتهاء من إنجاز أوراقها.

سجى الدليمي زوجة البغدادي السابقة بعد الإفراج عنها (الجزيرة)
سجى الدليمي زوجة البغدادي السابقة بعد الإفراج عنها (الجزيرة)

مكاسب الجانبين

ولكن ما المكاسب التي حققها كل من جبهة النصرة والحكومة اللبنانية من هذه الصفقة؟

  • جبهة النصرة حققت مكاسب معنوية كبيرة وفازت بمعركة الصورة.
  • نزعت عنها صفة الإرهاب، وقدمت أوراق اعتمادها كطرف سياسي رئيسي في مستقبل سوريا.
  • برهنت عن مصداقية وقوة، أنها تستطيع محاورة دول وإنجاز صفقات والالتزام بكلمتها.
  • أكدت أنها تختلف عن تنظيم الدولة بحسن معاملتها للأسرى -كما أقر الجنود أنفسهم- وإعادتهم بسلام إلى عائلاتهم بعدما وافقت الحكومة اللبنانية على شروطها.
  •  أكدت أنها فصيل يقاتل في المعارك ويفاوض في السياسة.
  • فرضت شروطها على الدولة اللبنانية وأجبرتها على التطبيع أمنيا معها.
  • برهنت أنها ملتزمة إنسانيا وإغاثيا كما عسكريا مع بيئتها الحاضنة.

على الجانب اللبناني:

  • أحدثت هذه الصفقة ثغرة في جدار الأزمة السياسية التي شلت جميع المؤسسات.
  • تفتح هذه الصفقة الباب أمام الحكومة اللبنانية لعقد صفقة مع تنظيم الدولة الذي يحتجز تسعة عسكريين.
  • الانفراج السياسي والأمني في بلدة عرسال اللبنانية.
  • هذا الملف كان محل إجماع من جميع الفرقاء اللبنانيين بمن فيهم حزب الله.
  • أكدت الدولة أنها لم تترك جنودها أسرى لدى جبهة النصرة، ودفعت ثمنا للإفراج عنهم.
  • إنجاز الصفقة قد ينعكس إيجابا على باقي الملفات السياسية والأمنية في لبنان، خصوصا بعد الحديث عن تسوية في ملف رئاسة الجمهورية.
المصدر : الجزيرة