أجيال فلسطينية تتوارث الأرض والاحتلال يفترسها

عوض الرجوب-الخليل

قبل نحو ثلاثة عقود حصل الفلسطيني موسى مخامرة من بلدة يطا جنوب الضفة الغربية على عشرات دونمات الأراضي التي آلت إليه من والده وأجداده الذين حافظوا عليها وفلحوها كابرا عن كابر، واجتهد موسى في غرس الزيتون ورعاية أرضه, لكن يد الاحتلال كانت لها بالمرصاد.

فوجئ مخامرة، أسوة بعشرات العائلات الفلسطينية جنوب الخليل، قبل أيام بأن كروم اللوز والزيتون والزراعة الحقلية التي يمتلكونها باتت قيد المصادرة من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي, ويحظر فيها البناء والتعمير والاستصلاح.

وأوضح مخامرة -خلال مرافقته مراسل الجزيرة نت داخل أراضيه المصادرة- أنه اكتشف قرار الاحتلال بمصادرة أرضه لدى مراجعة المجلس المحلي الجهات المعنية في السلطة الفلسطينية والإدارة المدنية للاحتلال في مناطق الضفة بهدف توسيع الخريطة الهيكلية للقرية.

مخامرة تعهد بمقاومة قرار مصادرة أرضه عبر كل القنوات المتاحة (الجزيرة نت)
مخامرة تعهد بمقاومة قرار مصادرة أرضه عبر كل القنوات المتاحة (الجزيرة نت)

قانون الاحتلال

ويشير إلى ملاحقات سابقة تعرض لها حيث هدم الاحتلال منزلا وبئرا لتجميع مياه الشتاء بحجة عدم الحصول على ترخيص. لكنه مع ذلك يتعهد بمواصلة رعاية أرضه ومقاومة قرار المصادرة بما هو متاح، من خلال القنوات القانونية في محاكم الاحتلال رغم التشكيك في نزاهتها.
ويرفض مخامرة الذي يملك هو وأشقاؤه عشرات الدونمات ذريعة المصادرة، وهي أن المنطقة مخصصة للتدريب العسكري.

مبينا أنها أراض زراعية منذ مئات السنين، ومأهولة بالسكان، ولم يسبق أن استخدمها جيش الاحتلال لأغراض التدريب.


ويفسر قرار المصادرة بمحاولة الاحتلال الربط بين سلسلة مستوطنات تقع إلى الشرق من القرية بشارع وبناء استيطانيين مستقبلا، دون أي توسيع لبلدة يطا الفلسطينية شرقا نحو البحر الميت الذي يبعد عشرات الكيلومترات، وذلك خدمة للهدف الأساسي للاحتلال وهو تهجير الفلسطينيين من أرضهم.

حرمان وتدمير
وعن تبعات قرار الاحتلال قال مخامرة إنه يحرم عشرات المزارعين من مصادر دخلهم، ويدمر أراضيهم الزراعية، فضلا عن أنه يغلق مساحات واسعة من الأراضي الرعوية أمام الفلسطينيين الذين يعتمدون على تربية الماشية.

وناشد المخامرة السلطة الفلسطينية مساعدته من خلال توفير مقومات الصمود، ومن بينها الغرف المتنقلة وآبار المياه.

وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد صادرت الأسبوع الماضي نحو أربعة آلاف دونم من أراضي القرى الغربية من محافظتي الخليل وبيت لحم، تنفيذا لقرار حكومي سابق انتقاما لمقتل ثلاثة مستوطنين قرب الخليل في يونيو/حزيران الماضي.

أبو حميد: الاحتلال صادر أكثر من ألفي دونم من أراضي قرية الديرات (الجزيرة نت)
أبو حميد: الاحتلال صادر أكثر من ألفي دونم من أراضي قرية الديرات (الجزيرة نت)

مصادرة وشارع
من جهته يوضح رئيس مجلس محلي قرية الديرات خالد أبو حميد أنه فوجئ بمصادرة ما يزيد على ألفي دونم من أراضيها.

وأشار إلى أن الإدارة المدنية التابعة لجيش الاحتلال تخطط لشق شارع استيطاني بعرض سبعين مترا من أراضي الديرات، وهو ما يعني وقف التوسع العمراني والسكاني شرقا لقرية الديرات الفلسطينية.

وتابع "المخطط يعد بديلا عن شارع استيطاني يمر على بعد نحو 300 متر من الأطراف الغربية والجنوبية للقرية، ويهدد عددا من منازل الفلسطينيين ويربط مستوطنتي كرمئيل في الجهة الجنوبية الشرقية، مع مستوطنة بني حيفر في الجهة الشمالية الغربية وربما يهدف لبناء مزيد من المستوطنات".
المصدر : الجزيرة