سوريون يلعبون كرة القدم بأخطر مدن العالم

إحدى المباريات التي أقيمت في البطولة
يشارك في البطولة 12 فريقا يمثلون التجمعات الثورية الناشطة في مدينة حلب (الجزيرة نت)

حسن قطان-حلب

رغم حالة الحرب التي تعيشها مدينة حلب السورية بدأت الهيئة العامة للرياضة والشباب أولى فعالياتها الكروية في المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة تحت مسمى بطولة الشهيد موسى الكروية، وذلك بمناسبة مرور عام على تأسيس الاتحاد الرياضي الحر الذي يتبع الهيئة.

ويشارك في البطولة 12 فريقا يمثلون التجمعات الثورية الناشطة في مدينة حلب بهدف إذكاء روح المنافسة والتحدي بينها.

وتتألف الفرق المشاركة من أعضاء مجالس الأحياء والتجمعات الثورية، إضافة للجمعيات الخيرية والمبادرات المحلية، حيث تقام البطولة بنظام المرحلة الواحدة، وسيفوز الفريق الذي يحصد أكبر عدد من النقاط في المنافسات التي تستمر أكثر من شهر.

‪القائمون على البطولة يريدون إيصال رسالة أن الشعب السوري حي رغم الحرب‬ (الجزيرة)
‪القائمون على البطولة يريدون إيصال رسالة أن الشعب السوري حي رغم الحرب‬ (الجزيرة)

تحدٍ
وعن مغزى إقامة هذه الفعاليات في هذه الأجواء الخطرة، يقول نائب رئيس الهيئة العامة للرياضة والشباب معروف سبسبي "نسعى من خلال هذه البطولة لإعادة دوران العجلة الرياضية في المناطق المحررة، وتأهيل وتحفيز نشاط الرياضيين وإيصال رسالة للعالم بأننا شعب حي ونمارس الرياضة تحت ظروف قاهرة في أخطر مدن العالم".

وأضاف سبسبي للجزيرة نت أن الهيئة تعتزم عن طريق هذه البطولة "انتقاء فريق خاص بالرجال يتم تجهيزه للمشاركة في البطولات الخارجية مستقبلا، إضافة لتجهيز مجموعة من الشباب والناشئين لبطولات قادمة".

وتشرف اللجنة المنظمة -التي تضم عددا من الرياضيين السوريين البارزين- على وضع جداول اللقاءات بين الفرق، والاهتمام بأمور التحكيم، وتزويد الملعب بالأمور اللوجستية من كرات وملابس.

مخاوف
ولا يخفي القائمون على البطولة قلقهم من تردي الوضع الأمني وإمكانية قصف قوات النظام المكان الذي تقام فيه البطولة، غير أن إقبال اللاعبين على المشاركة سرعان ما بدد هذا القلق بالنسبة لهم.
‪المباريات تقام على وقع‬ القصف والبراميل المتفجرة (الجزيرة)
‪المباريات تقام على وقع‬ القصف والبراميل المتفجرة (الجزيرة)

ويرى الكابتن رام حمدان -أحد منظمي البطولة- أن الهدف من اللعب هو "الترويح عن النفس وإخراج المشاركين من جو الحرب والضغوط النفسية الناجمة عن القصف اليومي بالبراميل المتفجرة" عبر تقديم كرة قدم تعيد روح الأمل من جديد بين الفئات الثورية.

ويؤكد حمدان في حديث للجزيرة نت أن البطولة "كسرت الخوف"، لافتا إلى المشاركة الجماهيرية التي كانت تحظى بها بعض المباريات وتفاعل اللاعبين خلال اللعب، وهو أمر "يصعب القيام به في ظل ظروف الحرب".

ويواجه منظمو البطولة صعوبات تتمثل في عدم وجود دعم مادي مخصص لمثل هذه الفعاليات، الأمر الذي يعيق تحقيق أهدافها من وجهة نظرهم.

ويطالب القائمون على البطولة الحكومة السورية المؤقتة بتنفيذ وعودها التي أطلقتها لدعم القطاع الرياضي "من أجل النهوض به من جديد".

ويبدي منصور حسين -أحد اللاعبين المشاركين في البطولة- إعجابه بالفكرة قائلا "استمتعنا كثيرا خلال اللعب، فنحن اليوم بحاجة للرياضة أكثر من أي وقت سابق، ونريد أن تستمر الحياة رغم الظروف القاسية المحيطة بنا، وهو ما استطاعت هذه البطولة تحقيقه بالفعل".

المصدر : الجزيرة