دراسة: إسرائيل في مأزق وتبحث عن نصر

الاحتلال يستهدف منازل عائلة عبد الغفور في بلدة القرارة جنوب قطاع غزة
العدوان الإسرائيلي استهدف العديد من المنازل بقطاع غزة (الجزيرة)
وصف مركز أطلس -ومقره غزة- المتخصص في الشأن الإسرائيلي عملية "يتسوك إيتان" أو "الجرف الصامد"، التي بدأتها إسرائيل على قطاع غزة قبل أيام، بأنها "تكتيكية ومتدحرجة".
 
وقال المركز -في تقدير موقف أعده- إن العملية "متدحرجة" لأن إسرائيل بدأت بالتصعيد التدريجي، فقصفت الأراضي الزراعية ومواقع المقاومة، ثم انتقلت إلى قصف المنازل والاغتيالات، وقتل المدنيين. وهي "تكتيكية" لأنها "لا تحمل أهدافًا إستراتيجية مباشرة على المستويين الأمني والسياسي".
 
ولفت إلى أن المقاومة "لا تهدف من تصعيدها إلا لتحسين شروط التهدئة وتحسين موقعها"، فكلا الطرفين "يقصف وعينه ترنو إلى الوسيط"، وفق المركز.
 
وأوضح أن إسرائيل أرادت من اسم العملية "الجرف الصامد" الإشارة إلى صلابة موقفها وجبهتها الداخلية في مواجهة تهديدات صواريخ المقاومة، التي حذّر منها رئيس معهد أبحاث الأمن القومي الإسرائيلي الجنرال عاموس يادلين قبل يومين من العملية.

رسائل
وأضاف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعث -خلال تصريحه التليفزيوني الذي أدلى به عقب بدء العملية- برسائل مفادها أن إسرائيل "لم تسع للحرب، وأنها فُرضَت عليها بعد رفض حماس وقف إطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية، وأن إسرائيل "مضطرة للحرب حماية لأمن مواطنيها"، وأن الحكومة "أطلقت يد الجيش لاستخدام كل ما يلزم لتوفير الأمن وإعادة الهدوء، إضافة إلى مطالبة نتنياهو مواطنيه بالصبر لأن العملية "قد تستغرق وقتًا طويلا".

ويرى المركز أن نتنياهو "غسل يديه مُسبقًا من دماء الضحايا المدنيين، وحَمَّلَ المقاومة مسؤولية سقوطهم".

تكتيكات وأهداف
وذهب المركز إلى القول إن نتنياهو حدد "بذكاء ومكر" هدفًا محدودًا ومتواضعًا لعدوانه، وهو العودة للتهدئة". وذلك خلافًا لما فعله رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت الذي "ارتبك في تحديد أهدافه من حرب 2008".

وأشار إلى أن نتنياهو ترك أهدافًا أخرى لمجريات ونتائج المعركة، التي "ستنتهي بالتهدئة في كل الحالات". مضيفًا أن نوعية وشروط التهدئة ستكون مرهونة بنتائج المعركة.
 
ويرى المركز أن "تكتيك" العملية اختلف عن حربي 2008 و2012، حيث امتلكت إسرائيل في الحربين السابقتين عنصر المباغتة، وهو ما "افتقدته في هذه العملية".
 
واعتبر أن نتنياهو "اضطر للمعركة وكان يخشى التصعيد، وبدا أنه راهن على خشية المقاومة من التصعيد وتوخيها الحذر"، ومن ثم اعتمد على "التكتيك" التصاعدي، ظنًا منه أن المقاومة ستقبل بالتهدئة، ولن تضطره إلى الانتقال للمرحلة التالية من التصعيد".

‪صاروخ فلسطيني من طراز
‪صاروخ فلسطيني من طراز "إم 75" أطلقته المقاومة باتجاه إسرائيل‬ (الأوروبية)

مأزق
وأضاف "إسرائيل حتى الآن في مأزق حقيقي، بعد الرد النوعي والكثيف للمقاومة، فحتى صبيحة الأربعاء التاسع من يوليو/تموز الجاري لم تحقق إسرائيل أي إنجاز حقيقي".

وتابع "نتنياهو في أزمة، ولا يمكنه القبول بهدوء مقابل هدوء، بعد أن وصل القصف إلى "الخضيرة" التي تبعد 120 كيلومترا عن غزة، في وقت لم تتمكن فيه إسرائيل من توجيه ضربة قوية للمقاومة أو لبنيتها الصاروخية".
 
ونبَّه إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "يدرك أنه في صراع مع الوقت، لأن الضوء الأخضر الأميركي والغربي، وقدرة المتواطئين على الصمت، كلها أشياء محدودة بوقت معين. كما أن كمية الدماء المسفوكة ستقلص من وقت العملية، وهو ما دفع عددًا من الأمنيين الإسرائيليين لمطالبة الجيش بالوصول السريع إلى مراحل أكثر قسوة".
 
انتصارات وتساؤلات
وخلص تقدير الموقف إلى أن المقاومة "حصلت على أكثر من صورة للنصر في هذه المعركة، أهمها صورة الضفادع البشرية الفلسطينية التي نجحت في اختراق التحصينات الأمنية الإسرائيلية، وامتلكت جرأة السعي لقتال الإسرائيليين، رغم كشفهم في وقت مبكر وقصفهم عن بعد".
 
وأشار إلى حاجة المقاومة إلى "إدارة المعركة بنفس طويل". لافتًا إلى أن مقاومة الاستنزاف ربما هي "الشكل الأكثر ملاءمة مع طبيعة المعركة".
 
أما إسرائيل "فلا زالت تبحث عن صورة نصرها، في وقت تحمل فيه وعدًا منذ الحرب السابقة بأن تقدم إجابة واضحة عن سؤال من المنتصر؟"، وفق المركز. الذي تساءل عمن سيمنح إسرائيل صورة النصر: هل الاغتيالات المركزة؟ أم قتل المئات من الأطفال والنساء وتدمير البيوت؟ أم الدخول البري إلى أطراف الحدود؟ أم جميعها؟

المصدر : الجزيرة