تشكيك في جدية التهديدات الإسرائيلية للسلطة

حكومة التوافق الفلسطينية بعد سبع سنوات من الانقسام
مراقبون يشككون بجدية تهديدات إسرائيل بمعاقبة حكومة التوافق الفلسطينية بعد المصالحة الفلسطينية (الجزيرة)

عوض الرجوب-الخليل

هددت إسرائيل باتخاذ سلسلة إجراءات عقابية ضد السلطة الفلسطينية ردا على تشكيل حكومة التوافق الوطني، ودعت دول العالم لممارسة ضغطها على السلطة لإفشال المصالحة بين حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس).

وبينما نفذت إسرائيل بعض تهديداتها ومنعت تنقل وزراء بالحكومة الفلسطينية ونقلت بعضا من أموال الضرائب لسداد ديون متراكمة على السلطة، لم تنفذ أي تهديدات أخرى، الأمر الذي دفع سياسيين ومحللين -تحدثوا للجزيرة نت- إلى التشكيك في جدية التهديدات والاعتقاد بأن تهديدات حكومة نتنياهو موجهة للداخل الإسرائيلي وفشلت في تأليب دول العالم ضد السلطة.

وناقشت الحكومة الإسرائيلية في جلستها الأسبوعية أمس، فرض المزيد من الإجراءات الانتقامية ضد المصالحة الفلسطينية وحكومة الوفاق الوطني. فيما طالب رئيسها بنيامين نتنياهو بممارسة ضغط دولي على السلطة الفلسطينية للقضاء على المصالحة الفلسطينية. وقبل ذلك قررت اللجنة الوزارية لشؤون الأمن القومي الإسرائيلي تخويل رئيس الوزراء نتنياهو بفرض عقوبات على السلطة الفلسطينية.

‪‬ واصل أبو يوسف: سحر الحكومة الإسرائيلية انقلب على الساحر(الجزيرة)
‪‬ واصل أبو يوسف: سحر الحكومة الإسرائيلية انقلب على الساحر(الجزيرة)

حكومة مرتبكة
وكان مصدر فلسطيني أفاد بأن إسرائيل أبلغت القيادة الفلسطينية بأنها ستقوم بإلغاء بطاقات "VIP" من كافة المسؤولين باستثناء الرئيس الفلسطيني، ومنع تنقل الوزراء بين الضفة الغربية وقطاع غزة، ودراسة وقف تحويل عائدات الضرائب التي تشكل ثلثي موازنة السلطة الفلسطينية.

وردا على سؤال فيما إذا نفذت إسرائيل تهديداتها بوقف تحويل أموال الضرائب؟ قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبو يوسف "في يوم أداء الحكومة لليمين الدستورية تم تحويل أموال الضرائب". وأضاف أن الحكومة الإسرائيلية مرتبكة، ولذلك خولت نتنياهو اتخاذ القرار الذي يراه ردا على المصالحة وحكومة التوافق.

أما على الساحة الدولية فأكد المسؤول الفلسطيني أن "السحر انقلب على الساحر"، وبدل مقاطعة حكومة التوافق، كما يطالب نتنياهو، سارعت معظم الدول إلى الاعتراف بها، وأعلنت استعدادها للتعامل معها بعد أن أدركت أنها مستقلة.

وأضاف أن "نتنياهو كان يراهن على موقف الولايات المتحدة، لكن الصفعة كانت مدوية عندما أعلن وزير الخارجية جون كيري أن بلاده ستتعامل معها".

وأوضح أن إسرائيل فشلت في قطع الطريق على الحكومة، وبات الموقف الإسرائيلي ضعيفا وأصبحت إسرائيل وحيدة ضدها. مشيرا إلى أن "التهديد الوحيد الذي تمكنت إسرائيل من تنفيذه هو منع حرية التنقل لوزراء الحكومة الجديدة، بمنع وزراء قطاع غزة من الوصول إلى الضفة الغربية".

‪‬ عطا القيمري: التهديدات جاءت لإرضاء الشارع الإسرائيلي ولأغراض داخلية(الجزيرة)
‪‬ عطا القيمري: التهديدات جاءت لإرضاء الشارع الإسرائيلي ولأغراض داخلية(الجزيرة)

من جهته قال وكيل وزارة الخارجية الفلسطينية تيسير جرادات إن التصريحات والبرقيات التي وصلت الرئيس والحكومة الجديدة ومواقف الدول "كلها عبرت عن ترحيبها بالحكومة".

وأضاف أن الولايات المتحدة وأوروبا، وكثيرا من دول العالم عبرت عن ترحيبها بتشكيل الحكومة، وأعلنت أنها ستتعامل معها، فيما تتواصل اللقاءات والاجتماعات مع الوزراء وممثلي عدة دول دون أي تحفظ سوى التحفظ الإسرائيلي.

استهلاك محلي
بدوره يقول الصحفي المتابع للشأن الإسرائيلي عطا القيمري إن إسرائيل لم تنفذ فعليا العقوبات التي هددت بها، موضحا أن تهديداتها جاءت لإرضاء الشارع الإسرائيلي ولأغراض داخلية.

وأضاف أن "الحكومة الإسرائيلية ذات التوجه اليميني لا يمكنها الاستغناء عن السلطة الفلسطينية"، وأقصى ما يمكنها فعله منع حركة وزراء غزة، لتعزيز مساعيها في فصل القطاع عن الضفة، وهو هدف حاولت وتحاول تحقيقه لمنع قيام كيان فلسطيني واحد.

وكانت إسرائيل رفضت الاثنين الماضي منح وزراء الحكومة من قطاع غزة تصاريح للوصول إلى الضفة الغربية وأداء اليمين القانونية. فيما قال مصدر فلسطيني إن إسرائيل خصمت -في خطوة معتادة- ديونا مستحقة على السلطة الفلسطينية من أموال الضرائب التي تجبيها نيابة عن السلطة.

المصدر : الجزيرة