تنديد في ألمانيا بالعمليات العسكرية الإسرائيلية
الجزيرة نت-برلين
نددت ممثلة حزب اليسار المعارض بلجنة حقوق الإنسان في البرلمان الألماني (بوندستاغ) بالحملة العسكرية الإسرائيلية المتواصلة ضد الفلسطينيين منذ اختفاء ثلاثة مستوطنين في العاشر من الشهر الجاري، بينما دعت منظمة "صوت يهودي لسلام عادل في الشرق الأوسط" وسائل الإعلام الألمانية للالتزام بالموضوعية في تغطية الحدث.
وحثت النائبة أنيتا غروت حكومة المستشارة أنجيلا ميركل على التنديد بأشد العبارات بحملة الاعتقالات والمداهمات الإسرائيلية المتواصلة بالأراضي الفلسطينية المحتلة، ومطالبة حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بوقف انتهاكاتها لحقوق الفلسطينيين المخالفة للقانون الدولي.
وطالبت غروت برلين بالتدخل لإيقاف العنف الإسرائيلي الموجه ضد المدنيين الفلسطينيين. وقالت للجزيرة نت إن حملة المداهمات والاعتقالات -التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي منذ اختفاء المستوطنين الثلاثة قبل أسبوعين مخالفة للقانون الدولي- أسفرت حتى الآن عن قتل خمسة فلسطينيين وجرح أعداد كبيرة واقتحام نحو ألفي منزل فلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وإغلاق المعابر بينهما.
حملة مخططة
وأضافت غروت أن "اختطاف المستوطنين الثلاثة مثل مناسبة وليس سببا لبدء الحملة الإسرائيلية الحالية التي بدت مخططا لها منذ وقت طويل". وأوضحت أن الشكوك تجاه هذه الحملة يعززها إيقاف الحكومة الإسرائيلية مفاوضات السلام مع الفلسطينيين، ومواصلتها إقامة المستوطنات بالأراضي الفلسطينية التي تحتلها، وتهديد نتنياهو بتدمير حكومة التوافق الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس.
وأشارت النائبة الألمانية إلى أن الحملة الإسرائيلية ضد الفلسطينيين أدت لاعتقال أكثر من 450 فلسطينيا، وجاءت متزامنة مع إضراب 120 أسيرا فلسطينيا بالسجون الإسرائيلية عن الطعام احتجاجا على اعتقالهم إداريا.
ورأت أن تجاهل وسائل الإعلام الألمانية لهذا الإضراب يمثل أمر مخجلا، وذكرت أن الحكومة الإسرائيلية بدلا من بحث مطالب الأسرى المضربين، أعلنت عزمها إصدار قانون يسمح بتغذية هؤلاء الأسرى بالإكراه بالمخالفة للقانون الدولي.
استنكار التغطية
وفي نفس السياق، عبرت منظمة "صوت يهودي لسلام عادل بالشرق الأوسط" عن أسفها لعدم تعرض تغطية وسائل الإعلام الألمانية "لخلفيات تتعلق باختطاف المستوطنين الثلاثة".
وأشارت المنظمة -في بيان تلقت الجزيرة نت نسخة منه- إلى أن التغطية الإعلامية الألمانية لم تتطرق لجملة من الحقائق منها مواصلة الجيش الإسرائيلي منذ سنوات اعتقال آلاف الشبان الفلسطينيين وزجهم في السجون دون أوامر قضائية أو مبررات قانونية.
ولفتت إلى أن إسرائيل تعتقل أو تقتل طفلا فلسطينيا في المتوسط كل ثلاثة أيام، دون أن يذكر هذا بوسائل الإعلام الغربية. وأوضحت أن 1518 طفلا فلسطينيا قتلوا على يد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية أو المستوطنين المتطرفين منذ عام 2000، وأن مائتين من الشبيبة الفلسطينيين تحت سن 18 عاما ومن بينهم ثلاثون تحت سن الـ16 يقبعون بالسجون الإسرائيلية دون أوامر قانونية.
واعتبرت المنظمة أن "أي تقارير إعلامية تبدو غامضة وذات نوايا شريرة، إذا أدانت اختطاف المستوطنين الثلاثة دون أن تتحدث بكلمة واحدة عن الاحتلال الإسرائيلي وقمعه وانتهاكاته الواسعة لحقوق الفلسطينيين بالمخالفة للقانون الدولي".
وخلصت إلى أن هدف الحملة العسكرية الإسرائيلية الحالية ضد الفلسطينيين هو تدمير اتفاق المصالحة الفلسطينية أكثر من البحث عن المستوطنين الثلاثة.