الإرهاب اليهودي يستهدف مقبرة الشهيد القسام بحيفا

شعارات عنصرية وكتابات تحريضية على اضرحة بمقبرة القسام بحيفا
شعارات عنصرية وكتابات تحريضية على أضرحة بمقبرة القسام بحيفا (الجزيرة)
محمد محسن وتد-أم الفحم
 
واصلت عصابات "تدفيع الثمن" مسلسل أعمالها الإرهابية والاعتداء على المقدسات الإسلامية والمسيحية بالداخل الفلسطيني، ونفذت الجمعة عملية اعتداء وتدنيس لمقبرة الشهيد عز الدين القسام في بلدة الشيخ المهجرة بقضاء حيفا، حيث كتبت اسم "ياجور-1930" على أحد أعمدة وجدران المقبرة، في إشارة إلى المستوطنة التي أقيمت على أنقاض القرية التي دمرت خلال النكبة.

وامتدت الاعتداءات التي وقعت باللغتين العبرية والانجليزية باسم مجموعة "تدفيع الثمن"، لتلحق بعشرات القبور التي تم رشها بالطلاء الأحمر، وكتابة شعارات عنصرية وتحريضية وكلمات نابية على العديد من الأضرحة، ورسم نجمة داوود، ووضع أذن خنزير على ضريح الشهيد القسام الذي دنس بعبارة "خنزير ابن خنزير".

وحملت هذه الأعمال الإرهابية لأول مرة رسائل سياسية، حيث كتبت عصابات "تدفيع الثمن" أسماء وزير الخارجية الأميركي جون كيري والوزيرة الإسرائيلية تسيبي لفني التي تقود طاقم المفاوضات مع إسرائيل، فضلا عن رئيس حزب "البيت اليهودي" الوزير نفتالي بينت الذي يمثل المعسكر "القومي الديني الوطني" والصهيونية المتجددة الرافضة لأية تسوية سياسية والداعية إلى التهويد والاستيطان بكل فلسطين التاريخية.

في الأثناء، لحق الإرهاب اليهودي بمسجد الرحمة والعشرات من مركبات المواطنين بقرية الفريديس قضاء حيفا، كما وصل مسلسل الاعتداء إلى كنائس بقرية البصة المهجرة والجش والطابغة بطبريا، وتلقي المطران بولس ماركوتسو النائب البطريركي للاتين بالناصرة رسالة تهديد ووعيد من قبل شاب يهودي توعد خلالها المسيحيين بالداخل الفلسطيني، وطالبهم بمغادرة البلاد، وهدد بالقتل من يتخلف عن ذلك، وفي مقدمتهم القيادات الدينية.

‪عناصر من الشرطة يعاينون آثار الجريمة والقبور التي تم تدنيسها‬ (الجزيرة)
‪عناصر من الشرطة يعاينون آثار الجريمة والقبور التي تم تدنيسها‬ (الجزيرة)

استهداف وتدنيس
من جانبها، اتهمت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث المؤسسة الإسرائيلية وأذرعها بتنفيذ جرائم ممنهجة بحق المقدسات الإسلامية والمسيحية، وحملت حكومة بنيامين نتنياهو المسؤولية الكاملة عن جرائم عصابات "تدفيع الثمن" التي صعدت من وتيرة استهداف وتدنيس المساجد والكنائس والمقابر لتكمل بذلك مخطط التهويد والتزييف الذي تعتمده المؤسسة الرسمية بتدمير وهدم المقدسات.

 
وقال مسؤول المقدسات في مؤسسة الأقصى عبد المجيد إغبارية في تصريح صحفي -تلقت الجزيرة نت نسخة منه- إن "هذه الجريمة التي تضاف إلى سلسلة الجرائم التي تقوم بها منظمة "تدفيع الثمن" الإرهابية تدل على أنها جرائم إرهابية ممنهجة ومنظمة".
 
وأشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها الاعتداء على مقبرة القسام، مؤكدا الاستمرار في العمل "على حفظ وحماية مقابرنا ومقدساتنا بفلسطين".
 
بدوره، أوضح مسؤول الحركة الإسلامية بحيفا الشيخ فؤاد أبو قمير أن صمت المؤسسة الإسرائيلية حيال جرائم عصابات "تدفيع الثمن" حفز تصاعد وتيرة الإرهاب اليهودي، وشجع هذه المجموعات على التمادي في تدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية، حيث استهدفت في الأسابيع الأخيرة العشرات من المساجد والكنائس والمقدسات والمقابر والممتلكات في بلدات الداخل الفلسطيني.

‪رسم نجمة داوود على أحد القبور‬ (الجزيرة)
‪رسم نجمة داوود على أحد القبور‬ (الجزيرة)

تصفية الوجود
ويعتقد أبو قمير أن مسلسل الاعتداءات على المقدسات واستهداف مقبرة الشهيد القسام يندرج ضمن رؤى المؤسسة الإسرائيلية لتصفية الوجود الفلسطيني بإعطاء الضوء الأخضر لعصابات "تدفيع الثمن" لمواصلة جرائمها ضد المقدسات، وينسجم كذلك مع مخططات الاحتلال و"شرعنة" الكنيست لتقسيم المسجد الأقصى الذي يتعرض بشكل يومي لاقتحامات اليهود والجماعات الاستيطانية التي تدعو لبناء الهيكل المزعوم.

وفي الجانب الإسرائيلي، يري أوفير بينس رئيس إدارة متحف "بيت لوحمي هاجيتاؤوت" لتخليد ذكرى "الكارثة والمحرقة"، أن أحد المخاطر المحدقة بالمجتمع الإسرائيلي في هذه المرحلة هي تنامي وتصاعد جرائم "تدفيع الثمن" التي تستهدف الأقلية العربية بإسرائيل، ومؤخرا أصابت جنودا بالجيش الإسرائيلي الذين تصدوا لأعمال العنف هذه التي وجهت بالأساس ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية.

وقال بينس -في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت- "عندما تقوم مجموعات يهودية متطرفة بإضرام النيران في مساجد وكتابة شعارات عنصرية ونازية "العرب إلى الخارج"، علينا أن نتذكر ما حل باليهود بألمانيا في ثلاثينيات القرن الماضي باستهداف ممتلكاتهم ومحالهم التجارية.
 
وتابع بينس "يجب أن نتذكر الكنس التي أحرقت والشعارات المعادية للسامية "اليهود إلى الخارج"، علينا أن نتذكر هذا الماضي ليس بسبب أوجه الشبه مع الأحداث العنيفة بمحيطنا وإقليمنا، بل كون معاناتنا كأقلية مطاردة (إشارة إلى اليهود بأوروبا) تحتم علينا عدم تقبل جرائم الحقد والكراهية الصادرة عن أوساط يهودية".

المصدر : الجزيرة