لبنان يستغيث: ساعدونا لنساعد اللاجئين السوريين

لبنان بيروت نوفمبر 25 المشاركون عبروا عن قلقهم من الوضع الناتج عن أزمة النازحين وضرورة مساعدة لبنان للصمود ويظهر في الصورة تمام سلام (وسط) وعن يمينه وزير الخارجية وبجانبه ممثل الأمم المتحدة وعن يسار سلام وزير الاقتصاد وبجانبه وزير الشؤون الاجتماعية في السراي الحكومي في بيروت في نوفمبر 25 2014
حملة لبنانية تطالب بمساعدات للمواطنين الذين يستقبلون اللاجئين السوريين (الجزيرة)

علي سعد-بيروت

تستغيث الحكومة اللبنانية بالدول العربية والغربية لمساعدتها في التعامل مع طوفان بشري سوري بين نازح ومقيم، بات يقترب من نصف سكان لبنان البالغ عددهم أربعة ملايين.

هذا الواقع دفع الحكومة لإطلاق حملة "دعم صندوق النهوض اللبناني لمساعدة البيئة الحاضنة للنازحين السوريين" التي تحولت لنداء من جمع المساعدات للاجئين السوريين إلى طلب مساعدات للبنانيين الذين يستقبلون اللاجئين.

وتركت الأزمة السورية آثارا سلبية على لبنان، خصوصا على مستوى البنية التحتية المتفككة أصلا، إضافة الى التصدعات التي أصابت اقتصاده بعدما شُلت العديد من القطاعات التي كانت تدر دخلا على البلاد وخصوصا قطاعي السياحة والتصدير.

وأجمع المشاركون على أن ملف اللاجئين يحتل صدارة الملفات التي تقلق اللبنانيين نظرا لحجمه وتأثيراته المستمرة.

سلام أكد أن ملف النازحين يلقى عناية خاصة من لبنان والمجتمع الدولي (الجزيرة)
سلام أكد أن ملف النازحين يلقى عناية خاصة من لبنان والمجتمع الدولي (الجزيرة)

اقتصاد متصدع
وقال رئيس الحكومة تمام سلام -الذي أطلق الحملة- إن هذا الملف يلقى عناية خاصة من قبل الوزراء المختصين والمنظمات والدول في محاولة لتخفيف أعبائه على اللاجئين واللبنانيين على حد سواء.

وتهدف الحملة للمساعدة على جمع الأموال للمجتمعات اللبنانية المضيفة للاجئين السوريين، وهي مجتمعات تمتد على كامل الخريطة اللبنانية. حيث حذر وزراء مشاركون من أن المجتمع اللبناني يترنح ويكاد ينهار، لذلك كان لا بد من البحث في تعزيز قدرات البلد للتكيف مع الأزمة.

وأوضح وزير الاقتصاد آلان حكيم أن نداء الاستغاثة الموجه للعالم نتيجة خيبة الأمل عند اللبنانيين، بالرغم من أن "المجتمعات اللبنانية أظهرت سخاء وصمودا هائلا إزاء الأزمة السورية، نيابة عن المجتمع الدولي الذي تقع عليه مسؤولية مشاطرة هذا العبء المتنامي".

وعبر المشاركون عن قلقهم إزاء عدم تضافر الجهود لمساعدة الدول المضيفة للاجئين على الصمود، معتبرين أن الجهود الإنسانية والتنموية لخدمة السوريين والمجتمعات المضيفة أساسية ومتكاملة في آن معا.

ويرى وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس أن المساعدات التي تصل يجب أن تشمل جميع الأراضي اللبنانية، لأن اللجوء السوري لم يستثنِ أي منطقة من لبنان، لافتا إلى أن الحملة جاءت للفت نظر الدول إلى أن هذه المناطق تستحق اهتماما وبرامج خاصة حتى تتمكن من الصمود.

وأضاف للجزيرة نت أن لبنان يطلب اليوم من الدول الكبرى دعم البنية التحتية بالمال والمشاريع التنموية، مشيرا إلى أن الناس في لبنان يعيشون حالة من البؤس ويعانون من مشاكل اجتماعية عديدة.

درباس أكد أن المساعدات يجب أن تشمل جميع المناطق اللبنانية (الجزيرة)
درباس أكد أن المساعدات يجب أن تشمل جميع المناطق اللبنانية (الجزيرة)

تقصير دولي
ولا تزال الدول المانحة تُقصر في دعم اللاجئين السوريين، حيث تشير أرقام المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة إلى أن لبنان لم يستلم أكثر من ثلث المبالغ التي يحتاج إليها لدعم اللاجئين، فكيف ستدعم هذه الدول التي تحتضنهم؟

وأعرب الخبير الاقتصادي لويس حبيقة عن اعتقاده بأن لبنان يطلب اليوم المساعدة من دول هي أصلا متعثرة بفعل عوامل متعددة كما في أوروبا، وبفعل انخفاض أسعار النفط، ما قد يؤثر على الدول العربية والخليجية الداعمة.

لكنه شدد -في حديثه للجزيرة نت- على أن أي مبالغ مالية تصل إلى لبنان في هذه الفترة تكون مفيدة لتدعيم بنيته التحتية والفوقية، خصوصا بعد الاهتراء الذي أصابها، معتبرا أن عدم تقديم أي مساعدات يرفع من حجم الضغوط ويؤثر سلبا على أوجه الحياة في لبنان.

ورفض حبيقة مقولة أن لبنان ليس قادرا في الوضع الحالي على الصمود لأكثر من بضعة أشهر، معتبرا أن البلد صامد ولكن بصعوبة، ويعض على جراحه لأنه لا توجد بدائل لديه، لذلك فوصول مساعدات ولو قليلة أفضل من لا شيء.

يُذكر أن حكومة لبنان تستخدم مصطلح "النازحين" عند الحديث عن السوريين الوافدين إلى البلاد بسبب الحرب، وذلك بخلاف المصطلح الدولي المعتمد "اللاجئين" لأسباب سياسية، خشية تكرار قضية اللاجئين الفلسطينيين لما لها من انعكاسات على السياسة اللبنانية، وفق ما يقول المحللون.

المصدر : الجزيرة