رباط بالأقصى في ظل احتدام المواجهات بالقدس

محمد محسن وتد-القدس المحتلة

لم تردع المواجهات المتصاعدة في القدس المحتلة فلسطينيي عام 1948 عن مواصلة الرباط والاعتكاف في المسجد الأقصى والنفير إلى المدينة المقدسة.

ورغم حالة التوتر والغليان، استجاب آلاف الفلسطينيين لنداء الحركة الإسلامية وقدموا للمسجد للاحتفاء بعودة الحجاج.

وأتى احتفال "من البيت العتيق إلى الأقصى الشقيق" لتكثيف وجود المرابطين في الأقصى بهدف حمايته وإحباط مخطط تقسيمه زمانيا ومكانيا والتصدي لاقتحامات المستوطنين وفك قيود قوات الاحتلال التي حوّلت المدينة إلى ثكنة عسكرية.

وتستمر مسيرات نفير الفلسطينيين للمدينة المقدسة، حيث تعددت مشاريع السياحة الدينية والتجارية العائلية إلى أرض الرباط، مع الثبات والاعتكاف في ساحات الحرم للمعتمرين والحجيج وطلاب مصاطب العلم، وذلك بهدف تعزيز صمود المقدسيين والمساهمة في إنعاش أسواق البلدة القديمة التي تشهد ركودا تجاريا وأزمة اقتصادية تهدد بإغلاقها.

لافتة مهرجان
لافتة مهرجان "من البيت العتيق إلى الأقصى الشقيق" الذي أقيم في المسجد الأقصى (الجزيرة)

رباط واعتكاف
ودفع مشهد الاقتحام اليومي للمسجد الأقصى من قبل الجماعات اليهودية الاستيطانية المدعومة بجيش الاحتلال، السبعيني الفلسطيني الحاج طه شواهنة إلى ترك مسقط رأسه مدينة سخنين داخل الخط الأخضر والقدوم للرباط بساحات الأقصى منذ أشهر.

ويشكل شواهنة مع مئات المسنين من رجال ونساء -بعد منع الاحتلال الفلسطينيين دون الخمسين عاما من الصلاة والاعتكاف- دروعا بشرية تحصن الأقصى من مخططات الاحتلال.

وشدد شواهنة -في حديث للجزيرة نت- على أن المدينة المقدسة تمر بمرحلة هي الأخطر منذ احتلال الضفة الغربية وغزة عام 1967، مبينا أن الأقصى يمر بمرحلة الخطر الداهم بسبب الهجمة الشرسة، حيث سخّرت إسرائيل أجهزتها الأمنية لتمرير مخطط التقسيم وبناء "الهيكل المزعوم".

المشروع الصهيوني
ونبه إلى أن القدس تعيش مرحلة التحدي والصمود مقابل المشروع الصهيوني ومحاولات إسرائيل إعادة احتلال المدينة ومقدساتها وإحكام السيطرة على المسجد الأقصى، لافتا إلى أنها تعمدت استعمال القوة المفرطة والاعتقالات ضد المصلين والمرابطين وبينهم النساء للتفرد بساحات الحرم وتقسيمها وتخصيصها لليهود.

ووجه شواهنة رسالة إلى العالمين العربي والإسلامي للخروج من دائرة الصمت والدخول في حراك شعبي للانتصار للقدس والأقصى، محذرا من تداعيات الهجمة الشرسة التي يشنها الاحتلال.

من جانبه، أشاد الشيخ كمال الخطيب نائب رئيس الحركة الإسلامية بالداخل الفلسطيني بدور أهل القدس والداخل في الرباط والاعتكاف بالمسجد الأقصى والتصدي لاقتحامات المستوطنين وأذرع المؤسسة الإسرائيلية التي تخطط لتقسيم زماني ومكاني لساحات الحرم الشريف.

عائلات من فلسطينيي 1948 تتوافد على الحرم القدسي الشريف (الجزيرة)
عائلات من فلسطينيي 1948 تتوافد على الحرم القدسي الشريف (الجزيرة)

السلام والحرب
واستعرض الخطيب التصعيد والاقتحامات التي تنفذها الجماعات الاستيطانية بحماية أذرع الأمن، وخاطب المؤسسة الإسرائيلية قائلا "التاريخ يشهد أن القدس هي بوابة السلام والحرب، فإذا أرادت دولة الاحتلال السلم عليها رفع يدها عن الأقصى والمقدسات، بينما المساس بالمسجد سيأتيكم بالحرب".

ونبه في حديث للجزيرة نت من تصاعد المخاطر اليومية المحدقة بالقدس والمسجد الأقصى في ظل مشاريع التهويد والاستيطان للمقدسات ودعوات الجماعات اليهودية للشروع في بناء "الهيكل المزعوم" بما ينسجم مع أجندة وتوجهات حكومة إسرائيل.

وأشار إلى أن الكنيست الإسرائيلي سيناقش آليات تغيير الوضع القائم وسبل توفير ممرات أمانة للمستوطنين لاقتحام ساحات الحرم وإقامة الشعائر التلمودية والصلوات التوراتية، مشددا على قمع سلطات الاحتلال للمرابطين في الأقصى وحوله وخاصة النساء، يأتي في سياق إخماد الحراك الشعبي وحالة الغضب والاحتقان والمواجهات التي تشهدها المدنية المحتلة.

وأضاف أن قوات الاحتلال تضيق على أهل القدس الذين يتعرضون لتطهير عرقي من خلال سلخ أحياء كاملة عن المدينة وضرب اقتصادها وتجارتها لدفع التجار والسكان إلى الهجرة عنها.

وأهاب الخطيب بالدول العربية والإسلامية التحرك لنصرة القدس وتعزيز صمود أهلها الذين قدّموا الشهداء وتجذروا بأرضهم وتصدوا لمخططات التشريد والاقتلاع، وأصبحوا إلى جانب فلسطينيي 1948 صمام الأمان وخط الدفاع عن الأقصى نيابة عن العرب والمسلمين.

المصدر : الجزيرة