الموت يهدد 36 مريضا بالسرطان بغزة

وحدة علاج أمراض السرطان واللوكيميا في قطاع غزة
undefined

أحمد فياض-غزة

يتخوف الأخوان المريضان في قطاع غزة طه ومهدي أبو هربيد من أن يتسبب انقطاعهما عن تلقي علاجهما منذ ستة أشهر إلى تدهور الوضع الصحي لهما وحدوث مضاعفات خطيرة قد تفضي إلى وفاتهما.

ويقول الشابان -المصابان بمرض سرطان الدم من نوع "الثلاسيما" ويخضعان لمتابعة دورية من قبل أطباء أورام الدم بمستشفى دار الشفاء بغزة- إن البدائل العلاجية التي تلقوها لم تسهم في تحسن حالتهما الصحية، بل إنها تسببت بتراجع الوضع الصحي لهما، وهو ما حصل مع بعض المرضى المصابين بنفس المرض.

وقال المريض طه أبو هربيد للجزيرة نت إنه سعى وشقيقه جاهدين من أجل الحصول على علاجهما من خارج وزارة الصحة، ولكنهما لم يفلحا لعدم توفره في السوق المحلي، عوضا عن ثمنه الباهظ، مما يجعل من المستحيل على أسرتهم الفقيرة الطلب من موردي الأدوية إحضاره من الخارج.

وتعد حالة الشقيقين نموذجا حيا لنحو 36 مريضا في غزة مصابين بمرض ابيضاض الدم النقوي "اللوكيميا"، وهؤلاء يتهددهم الموت لعدم تلقيهم العلاج منذ ثمانية أشهر.

‪الشقيقان طه ويساره مهدي أبو هربيد منقطعان عن العلاج منذ 6 أشهر‬ (الجزيرة نت)
‪الشقيقان طه ويساره مهدي أبو هربيد منقطعان عن العلاج منذ 6 أشهر‬ (الجزيرة نت)

غياب العلاج
ويؤكد اختصاصي أمراض الدم في مستشفى دار الشفاء الدكتور ناهض الجعبري أن توقف هذه الفئة من المرضى عن تعاطي العلاج المخصص لهم واسمه "قلايفك" سيؤدي إلى تدهور في حالتهم الصحية.

وأوضح الجعبري للجزيرة نت أن عدم تعاطي المرضى لهذا النوع من العلاج سينجم عنه ارتفاع في نسبة كرات الدم البيضاء وضعف الدم وتضخم الطحال ومن ثم الوفاة.

ودعا الطبيب الفلسطيني إلى توفير العلاج لمرضى "الثلاسيما" في أسرع وقت ممكن، مشيرا إلى أن أكثر من عشرة مرضى من بين الـ36 مريضا يعانون من ارتفاع في نسبة كرات الدم البيضاء في أجسادهم نتيجة عدم تعاطيهم العلاج.

وذكر أن مدد تعاطي العلاج من نوع "قلايفك" للمرضى تتراوح بين نصف عام وثلاثة أعوام، ويكلف ما بين 2000 و3000 دولار لكل مريض شهريا.

من جانبه قال المدير العام للصيدلية بوزارة الصحة في الحكومة الفلسطينية المقالة أشرف أبو مهادي إن المشكلة الرئيسية في عدم توفر علاج مرض "الثلاسيما" منذ عدة أشهر هي عدم توفر هذا الصنف من العلاج في السوق المحلية وعدم تمكن الموردين من شرائه.

وأوضح أن هذا النوع من الدواء مكلف جدا، وهو ما يجعل إمكانية شرائه من قبل وزارة الصحة غير متاحة وأشبه بالمستحيلة، مشيرا إلى أن توفره يحتاج إلى تمويل خارجي من أجل المساعدة في إحضاره.

وأشار في حديثه للجزيرة نت إلى أن نقص الأدوية لا يقتصر على مرضى أورام الدم وإنما يشمل مرضى الأورام بشكل عام، موضحا أن جوهر المشكلة يكمن في أن الأصناف الدوائية اللازمة لتغطية احتياجات مرضى الأورام تشهد نقصا وشحا شديدا.

‪أبو مهادي: 57% من أدوية السرطان نفدت من قطاع غزة‬ (الجزيرة نت)
‪أبو مهادي: 57% من أدوية السرطان نفدت من قطاع غزة‬ (الجزيرة نت)

نفاد الأدوية
وذكر المسؤول في وزارة الصحة أن 57% من نسبة الدواء اللازمة لتغطية مرضى السرطان إما نفدت تماما أو على وشك النفاد، وذلك إما بسبب عدم مقدرة الموردين المحليين على توريدها لعدم توافرها في السوق الدوائي أو بسبب ارتفاع تكلفتها، وهو ما يجعل من الصعب على وزارة الصحة توفيرها، لأن بعض الأصناف بحاجة إلى مئات آلاف الدولارات شهريا.

بدوره أعرب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عن قلقه الشديد على حياة الـ36 مريضا، مشيرا إلى أن هذا النوع من العلاج لا يتوفر في أي مستودعات طبية أو صيدليات خاصة في قطاع غزة يمكن شراؤه منها لإنقاذ حياة هؤلاء المرضى.

وناشد المركز -في بيان له- الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالتدخل الفوري والعاجل من أجل إنقاذ حياة هؤلاء المرضى والإيعاز لوزارة الصحة في رام الله بتوريد العلاج اللازم لهؤلاء المرضى بشكل فوري ومنتظم.

المصدر : الجزيرة