الإسكندرية تتظاهر دعما لمرسي والسيسي

اجرءات أمنية مشددة على المواقع والمنشأت الحيوية
undefined
أحمد عبد الحافظ-الإسكندرية
تتهيأ محافظة الإسكندرية شمالي مصر، اليوم الجمعة، لتلبية الدعوات المتبادلة للحشد بين مظاهرات مؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسي، وأخرى مؤيدة لدعوة وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي لتفويض الجيش لمواجهة ما سماه الإرهاب، وسط مخاوف من اندلاع أعمال عنف وسقوط ضحايا من الطرفين.

ورفعت مديرية الأمن بالمحافظة بمشاركة القوات المسلحة حالة الطوارئ استعدادًا للمظاهرات التي من المتوقع أن يتبارى فيها الطرفان، حيث يهدف كل طرف للظهور بحشد أعظم من الآخر. وتم الدفع بقوات كبيرة وتعزيزات أمنية مشددة عند المنشآت الحيوية، وأقسام الشرطة والسجون العمومية وجميع المصالح الحكومية.

وظهر التواجد الأمني المكثف بجوار البنوك وحول مبنى تلفزيون المحافظة خلال وجود عدد كبير من الأفراد والسيارات المصفحة لمواجهة أي حالات انفلات أو أعمال خارجة على القانون. وأعلنت مديرية الصحة توفير ثلاثين سيارة إسعاف موزعة على المناطق الرئيسية والميادين المتوقع أن تخرج منها المظاهرات، بالإضافة إلى وجود متطوعين في المستشفيات الميدانية المتنقلة.

استقطاب سياسي
وتأتي المظاهرات وسط استقطاب سياسي بين أنصار مرسي ومعارضيه، انعكس في صورة أعمال عنف أسفرت عن مقتل وإصابة المئات بمحافظة الإسكندرية.

‪الإسكندرية شهدت في الأسابيع الماضية عدة مظاهرات مؤيدة للرئيس المعزول‬ (الجزيرة)
‪الإسكندرية شهدت في الأسابيع الماضية عدة مظاهرات مؤيدة للرئيس المعزول‬ (الجزيرة)

وفي الأسابيع الماضية نظّم أنصار الرئيس المعزول مسيرات يومية عقب صلاة التراويح، لدعم الشرعية ورفض ما سموه الانقلاب العسكري على الحكم الشرعي، وهو ما تسبب في أزمة مرورية خاصة بطريق الكورنيش الرئيسي نتيجة تزايد أعداد المشاركين.

ومنذ الصباح بدأ توافد المسيرات المؤيدة لمرسي استجابة لدعوة التحالف الوطني لدعم الشرعية، المكون من نحو ثلاثين حركة وحزبا سياسيا، إلى الاحتشاد بمسجد القائد إبراهيم تنديدا بما سماه "الانقلاب على الشرعية"، في إشارة إلى الخطوة التي قام بها الجيش بعزل مرسي.

وقد قامت جماعة الإخوان المسلمين بحشد عدد من أعضائها والمؤيدين لها، وتسيير عشرات الحافلات إلى ميدان رابعة العدوية بالقاهرة الذي يشهد مظاهرات مؤيدة للرئيس المعزول واعتصاماً مفتوحاً للأسبوع الرابع على التوالي للمطالبة بعودته لمنصبه.

وبدت جميع الشوارع خالية تماما من المارة، وأغلقت معظم المحلات أبوابها خاصة في الشوارع الرئيسية، في حين مارست المحال الموجودة في الأماكن البعيدة عن مراكز المظاهرات عملها بحذر، وخلت أغلب أسواق المواد الغذائية من المستهلكين خاصة في المناطق القريبة من المظاهرات.

هدوء حذر
من ناحية أخرى، يشهد محيط ميدان سيدي جابر هدوءاً حذراً قبل ساعات من بدء فعاليات "مظاهرات تفويض الجيش"، التي دعت إليها عدد من الحركات والأحزاب منها حركة تمرد والتيار المدني وأحزاب الدستور والتجمع والمصريون الأحرار والناصري، استجابة لدعوة وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي لتفويض الجيش لمواجهة ما سماه الإرهاب.

كما دفعت قوات الأمن بالمدرعات بالتنسيق مع قوات الأمن المركزي، لتأمين مداخل ومخارج المنطقة، وأغلقت شارع المشير المؤدي للمنطقة الشمالية العسكرية بالأسلاك الشائكة والمدرعات، ومنعت السيارات من التقدم تجاه المنطقة.

وقالت القوى السياسية المشاركة إنها بصدد تنظيم مسيرات تبدأ الساعة الخامسة باتجاه ميدان سيدي جابر للاحتشاد تلبية لدعوة السيسي.

‪الهدوء يخيم على شوارع الإسكندرية قبل بدء المظاهرات‬ (الجزيرة)
‪الهدوء يخيم على شوارع الإسكندرية قبل بدء المظاهرات‬ (الجزيرة)

من جانبه، قال المتحدث باسم جماعة الإخوان المسلمين بالإسكندرية أنس القاضي إن الجماعة قد اتخذت قرارها بالدفاع عن الشرعية الثورية والدستورية، ورفض ما وصفه بالانقلاب العسكري على أول رئيس مدني منتخب.

حشد جماهيري
وأضاف أن الحشد الجماهيري الذي دعا له أنصار الشرعية في مصر يرمي في المقام الأول لحماية الإرادة الشعبية ومكتسبات ثورة 25 يناير.

وأعلن القاضي عن تنظيم الجماعة ومؤيدي الرئيس فعاليات جماهيرية حاشدة تجوب الإسكندرية من الشرق إلى الغرب، تأييدا للرئيس وشرعيته، موضحًا أن الفعاليات ستنطلق اليوم عقب صلاة الجمعة أمام مسجد القائد إبراهيم.

بدوره، حذر رشاد عبد العال، المنسق العام للتيار الليبرالي المصري مما وصفه من استمرار السياسة اللينة من قبل الدولة تجاه أعمال العنف المنتشرة في الشوارع، مطالبا السلطات بحسم أمرها والإسراع فورا بإلقاء القبض على من تلطخت أيديهم بدماء المصريين من أجل تحقيق العدالة الناجزة والقصاص السريع لشهداء الوطن والواجب، وكذلك لتحقيق الأمن والاستقرار الداخلي وحماية المرحلة الانتقالية.

المصدر : الجزيرة