الحرب الإلكترونية تقلق إسرائيل

مجموعة من القراصنة تطلق على نفسها اسم ZCompanyHackingCrew (ZHC) تخترق حسابات نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي على مواقع التواصل الاجتماعي–مصدر الصور TheNextWeb.com
undefined

وديع عواودة- حيفا


تبدي إسرائيل على لسان ساستها وخبرائها، قلقها من تزايد مخاطر الهجمات الإلكترونية عليها في إطار ما يعرف بحرب (سايبر) التي يشنها قراصنة من أعدائها ومناهضيها في العالم.

وتجلى هذا الخوف والقلق في مؤتمر الفضاء الإلكتروني (سايبر) الدولي الثالث المنعقد في إسرائيل بمبادرة "الهيئة الوطنية لسايبر" وجامعة تل أبيب وبمشاركة نحو 1500 من المهتمين والخبراء بكافة المستويات.

وتوافق خبراء كثر من إسرائيل ودول الغرب شاركوا بالمؤتمر المنعقد في تل أبيب الذي يختتم أعماله اليوم الخميس، على خطورة القرصنة الإلكترونية، لافتين إلى أن منفذيها يحتاجون فقط لمهارة اختراق إلكتروني وجهاز حاسوب ولا يضطرون لمغادرة البيت للقيام بعمليات "إرهابية" وفق وصفهم.

وتوافق المشتركون بالمؤتمر على أن الهجمات الإلكترونية "إرهاب" داعين لزيادة التعاون بين دولهم ولتطوير الأنظمة الدفاعية.

وقد تخللت المؤتمر محاضرات وورشات مهنية حول حرب (سايبر) التي "توظف لضرب أنظمة المرافق المدنية وخدمة الحرب النفسية وتجنيد الأموال والناشطين وجمع المعلومات".

‪‬ نتانياهو: حرب سايبر تدور رحاها هنا والآن (الجزيرة)
‪‬ نتانياهو: حرب سايبر تدور رحاها هنا والآن (الجزيرة)

تطوير التكنولوجيا
وهو ما شدد عليه رئيس إسرائيل شمعون بيريز بقوله إن التهديدات الموجهة لبلاده تحتم عليها تطوير التكنولوجيا الأمنية بغية التفوق على دول عربية وإسلامية تسعى لتطوير هذا السلاح الجديد.

وقال بيريز في المؤتمر المذكور إن إسرائيل رائدة علميا لكنها معزولة سياسيا، وتابع "كل ضعف سياسي أو علمي يستدعي محاولات للمساس بنا".

بينما ذهب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى أبعد من ذلك وإلى حد التهويل من الحرب الإلكترونية، التي اعتبر أنها جزء من ميدان معركة لا تدور رحاها مستقبلا بل الآن.

وكشف أن إسرائيل شخصّت خلال الأشهر الأخيرة تزايدا ملموسا في حجم الهجمات الإلكترونية التي تقوم بها إيران وحزب الله وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

بالمقابل، يقلل مراقبون من قدرات إسرائيل على مجابهة الهجمات الإلكترونية الخطيرة، وينوهون إلى أن الهيئة الوطنية المعنية بهذا الأمر تحتاج لميزانيات ضخمة لا تتوفر دائما.

وأشار الخبير بالحرب الإلكترونية ليؤور طبينسكي إلى أن الهجمات الإلكترونية تهدد بإتلاف مواقع المصارف ومؤسسات الضريبة، وبالمساس بمرافق الحياة المدنية السليمة من خلال فيروسات.

ولفت خلال مشاركته في المؤتمر لخطورة الهجمات على المرافق الحيوية العامة كتشويش أو تعطيل الإشارات الضوئية بالشوارع، واستهداف مخازن النفط والغاز وأبراج المراقبة بالمطارات، كما لم يستبعد إمكانية السيطرة على أنظمة سلاح كالطائرات بلا طياّر وتشغيلها.

‪‬ عباس: بمقدور الحرب الإلكترونية أن تلحق أضرارا جسيمة(الجزيرة)
‪‬ عباس: بمقدور الحرب الإلكترونية أن تلحق أضرارا جسيمة(الجزيرة)

تهديدات إلكترونية
لكن الخبير بالأنظمة الإلكترونية نيف دافيد نوه خلال المؤتمر إلى وجود تهديدات لا تتحقق بالضرورة فعليا بل يقتصر مفعولها على عنصر الترهيب فقط، مبررا ذلك بوجود أنظمة دفاع وأمن متطورة في إسرائيل إلى جانب مرافق حيوية غير مرتبطة بالشبكة العالمية بعكس الولايات المتحدة.

ويتفق الخبير بشؤون الحواسيب والفضاء الإلكتروني عباس عباس، مع ما قاله طبينسكي، وأوضح للجزيرة نت أن أنظمة مدنية كثيرة في إسرائيل تتعرض لهجمات متكررة.

ولفت نجاح قراصنة عرب وأجانب مناوئين لإسرائيل باختراقها لدرجة الكشف عن تفاصيل مصرفية لآلاف الإسرائيليين، مشيرا إلى أن إسرائيل تستعين بخبراء أميركيين لمعاينة الهجمات الإلكترونية على أهداف إسرائيلية كبورصة تل أبيب وشركة العال للطيران وشركة الكهرباء.

كما نوه خلال حديثه للجزيرة نت بخطورة الحرب الإلكترونية وقدرتها من خلال عمليات قرصنة ذكية على إصابة مرافق خدمات حيوية جدا بالشلل كالبنوك والتيار الكهربائي والإشارات الضوئية.

واعتبر أن إقدام إسرائيل على قطع صلتها بالشبكة العالمية كإجراء وقائي في حال استشعرت بهجمة إلكترونية كبيرة، يُعد خطوة متطرفة وتنطوي على دلالة نفسية ومعنوية كبيرة.

المصدر : الجزيرة