هل ساعدت المخابرات الفلسطينية باعتقال الليبي؟

أميركا تختطف أبو أنس الليبي وتفشل بالصومال

undefined

عوض الرجوب-الخليل

 
ثار جدل في الشارع الفلسطيني بشأن ما أوردته وكالة قدس برس من تأكيد مصادر أميركية وليبية متطابقة أن المخابرات الفلسطينية في الضفة الغربية ساهمت في توفير معلومات قيمة لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) ساعدت في تحديد تحركات "أبو أنس الليبي" واختطافه من قبل قوة خاصة أميركية، بعد أدائه صلاة الفجر في أحد المساجد الليبية في شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأثارت هذه الأنباء مجموعة من التساؤلات في مقدمتها مدى صحة هذا الخبر، وإذا كان صحيحا فأي أثر يتركه على القضية الفلسطينية؟

وفيما تنفي السلطة الفلسطينية بشدة أي تدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية، لم يستبعد مراقبون آخرون مثل هذا التدخل، وحذروا من تبعاته على الشعب الفلسطيني ومساعيه للتحرر من نير الاحتلال.

الضميري: لا نتدخل في شؤون الدول الأخرى تحت أي ظرف (الجزيرة نت)
الضميري: لا نتدخل في شؤون الدول الأخرى تحت أي ظرف (الجزيرة نت)

استهداف السلطة
ونفت الأجهزة الأمنية الفلسطينية أي تدخل في شؤون الدول العربية. وقال الناطق باسمها اللواء عدنان الضميري للجزيرة نت "لا نتدخل في شؤون الدول الأخرى تحت أي ظرف من الظروف".

وأضاف "لدينا قضية وطنية كبرى اسمها فلسطين بالكاد نستطيع حملها، فكيف نُحمل أنفسنا قضايا أخرى؟!".

واستغرب الضميري من تناول مثل هذا الموضوع ومن قبل الجزيرة تحديدا، ورأى أنه "بحث عن الإثارة و"تنبيش" ضد السلطة يلتقي مع أهداف حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي تريد حل أزمتها على حساب الآخرين".

أما أستاذ الدراسات الفلسطينية في جامعة القدس المفتوحة أسعد العويوي، فيستبعد أي دور فلسطيني في اعتقال الليبي. ويقول إن نشر مثل هذه الأخبار جزء من سياسة "لها علاقة بالهجوم والضغط على السلطة الفلسطينية وتشويه أداء الأجهزة الأمنية"، معربا عن اعتقاده أن المخابرات الفلسطينية غير قادرة على العمل على مستوى العالم العربي.

ويرفض العويوي في حديثه للجزيرة نت "إعطاء المخابرات الفلسطينية والسلطة حجما أكبر من إمكانياتها". وقال إن السلطة لا تزج بنفسها في أية إشكالات داخلية عربية، "وهي في سياستها تنأى بالنفس عن التدخل في أي شأن عربي".

واعتبر أن من الممكن أن يكون للسلطة علاقات أمنية مع مخابرات عربية، إلا أنه لا يتوقع أن تصل هذه العلاقات إلى حد التدخل في الشأن الداخلي والصراعات في أي بلد عربي.

الشرقاوي: إن صح الخبر فهو إنتاج لخطايا سابقة لمنظمة التحرير(الجزيرة نت)
الشرقاوي: إن صح الخبر فهو إنتاج لخطايا سابقة لمنظمة التحرير(الجزيرة نت)

سوابق خطيرة
وفي تعقيبه على الخبر، قال النائب في المجلس التشريعي الفلسطيني إسماعيل الأشقر إن جهاز المخابرات الفلسطينية "لم يعد يرتبط بالقضية الفلسطينية بقدر ما أمسى جهازا يصب في عدائه للقضية الفلسطينية وتشويهها".

أما اللواء المتقاعد يوسف الشرقاوي فاعتبر التدخل الفلسطيني -إن صح- "إعادة إنتاج للخطايا السابقة"، موضحا أن الأمر لا يزال مجرد أخبار منشورة على الإنترنت لا يمكن نفيها أو تأكيدها.

ومع ذلك أضاف أن "المخابرات الأميركية لا تتعامل بالمثل مع المخابرات الفلسطينية والإقليمية، وإنما تتعامل مع المخابرات الفلسطينية وأجهزة المخابرات في المنطقة كتابع لها".

وشدد على أن مهمة أجهزة الأمن الفلسطينية واحدة، وهي محاربة أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية والمعادية للقضية الفلسطينية. مضيفا أن أي فعل يتجاوز ذلك "يعد تشويها لمسيرة الفلسطيني وقضيته وشعبه".

ويؤيد الصحفي والمحلل السياسي خالد العمايرة ما ذهب إليه الشرقاوي، ولم يستبعد الدور الفلسطيني في اعتقال الليبي، موضحا أن التعاون الفلسطيني مع الاستخبارات الأميركية بدأ في تونس.

وقال العمايرة للجزيرة نت إن "الحافز لمثل هذا التعاون هو الحصول على حسن سلوك من المخابرات الأميركية وتحقيق مكاسب سياسية، وبالتالي إقحام السلطة في ملفات كبرى مما يلحق الضرر بالقضية الفلسطينية".

المصدر : الجزيرة