أزمة مواصلات حادة بغزة

طالبات أمام الجامعات بغزة لا يجدن وسيلة للعودة لمنازلهن
undefined

ضياء الكحلوت-غزة

يضطر الطالب سليم أبو قوقة من مدينة رفح أقصى جنوب قطاع غزة للخروج من منزله قبل موعد محاضراته في الجامعة الواقعة بمدينة غزة بثلاث ساعات ليتمكن من الالتحاق بها، في ظل أزمة مواصلات حادة يعاني منها سكان القطاع نتيجة أزمة الوقود المستمرة.

ومنذ أكثر من شهرين يعاني القطاع المحاصر من أزمة وقود حادة بعد أن شددت مصر إجراءات دخول المحروقات عبر الأنفاق الأرضية التي حفرها الغزيون لمواجهة الحصار الإسرائيلي المستمر منذ خمس سنوات.

وفي قطاع غزة نحو ستين ألف مركبة تحتاج إلى نحو ثلاثمائة ألف لتر من البنزين والسولار لتعمل بالحد الأدنى يوميا.

ويقول سليم -للجزيرة نت- إنه حضر اليوم إلى الجامعة لأداء امتحان وقد تأخر عنه رغم أنه خرج من منزله قبل ثلاث ساعات كاملة، في حين أن المسافة بين مدينته رفح والجامعة في غزة ساعة واحدة في أسوأ الأحوال.

‪الطالب أبو قوقة يضطر للخروج من منزله قبل ثلاث ساعات من موعد محاضراته‬ (الجزيرة نت)
‪الطالب أبو قوقة يضطر للخروج من منزله قبل ثلاث ساعات من موعد محاضراته‬ (الجزيرة نت)

صعب ومهين
وأوضح سليم أن التنقل لطلاب الجامعات وخاصة أصحاب السكن في المناطق الجنوبية من القطاع صعب للغاية ومهين، "فقد نضطر لأن يركب عشرة في سيارة مخصصة لسبعة ركاب".

من جهته، يقول الطالب صلاح الجرجاوي من حي التفاح شرقي مدينة غزة إن وصوله للجامعة الذي كان يستغرق عشرين دقيقة في الظروف العادية، يستغرق الآن ساعة وأكثر نتيجة الأزمة الملاحظة في حركة السيارات.

وأضاف الجرجاوي -للجزيرة نت- "تأخرت بعض الأيام عن المحاضرات نتيجة أزمة المواصلات الحادة، وخاصة في حالة خروجي خلال أوقات الذروة في حركة المرور، ناهيك عن محاولة استغلالنا من قبل بعض السائقين".
 
وأوضح الجرجاوي أن هناك هاجسا من أزمة المواصلات أصبح يلازم الطلاب المقبلين على الامتحانات النهائية، فالخوف يتملكهم من الآن، لأنهم سيصلون إلى الجامعة مرهقين من الانتظار ومن المواصلات الصعبة.

بدوره، أكد وزير النقل والمواصلات في الحكومة الفلسطينية المقالة أسامة العيسوي أن قطاع النقل من أكثر القطاعات تأثرا بأزمة الوقود التي يمر بها القطاع، مؤكدا أن الأزمة أثرت على تنقل الطلاب وعلى نقل البضائع ووصولها للمستهلكين.

وأوضح العيسوي -في حديث للجزيرة نت- أن الأزمة أدت لقلة السيارات التي تنقل الطلبة مما جعل الكثير منهم يتأخرون عن الامتحانات وعن مواعيد محاضراتهم، وكذلك تضررت حركة نقل المياه الصحية من منشآت استخراجها إلى منازل المواطنين.

‪العيسوي: أزمة المواصلات بغزة أصعب من وقت الحصار الإسرائيلي‬ (الجزيرة)
‪العيسوي: أزمة المواصلات بغزة أصعب من وقت الحصار الإسرائيلي‬ (الجزيرة)

العمود الفقري
وأضاف العيسوي أن قطاع النقل، وهو العمود الفقري للقطاعات الأخرى، معرض للتوقف التام بسبب استمرار الأزمة وعدم قدرة كل السائقين على تعبئة الوقود الوارد من جانب إسرائيل مرتفع الثمن.

وأشار العيسوي إلى أن وزارته حاولت التخفيف من الأزمة وضغطت على هيئة البترول في القطاع لتحصيل 20% من الوقود الواصل إلى القطاع وتوزيعه على القطاعات الأكثر تضررا في النقل لتسهيل الحركة وعدم توقفها بشكل كامل.

ونبه إلى أن وزارته تقوم بتوزيع ما يتم الحصول عليه من هيئة البترول في غزة على حافلات النقل العمومي الكبيرة والقطاعات الأخرى المهمة لكي لا تتوقف كلها وتصبح الأزمة أكثر حدة. وأكد أن وزارته لا تستطيع أخذ أكثر من هذه الكمية حيث تذهب البقية لقطاعات حيوية كالمشافي والعيادات الصحية.

وشدد العيسوي على أن الأزمة الحالية هي الأصعب في تاريخ قطاع غزة، وهي أصعب أثناء أوقات الذروة خلال هذا الحصار الإسرائيلي المستمر. وأعرب عن أمله في أن تقوم القيادة المصرية بواجباتها نحو قطاع غزة للتخفيف من معاناة أهله.

المصدر : الجزيرة