احتجاج لاتحاد موظفي أونروا بغزة

موظفات في أونروا يرفعن شعارات ترفض تصرفات إدارتها في غزة
undefined

ضياء الكحلوت

سيبدأ اتحاد الموظفين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) الأحد احتجاجا على تحقيق المؤسسة الدولية مع ستة من موظفي قطاع غزة بطريقة اعتبرها الاتحاد استخبارية.

وتتمثل أولى خطوات الاحتجاج في تعليق العمل بكافة الجهات الخدمية بما في ذلك المدارس مدة ساعة واحدة.

واتهم الاتحاد إدارة أونروا في غزة بتخطي كل الخطوط الحمر التي تضمن استمرار عملها الإنساني، وخرق كافة المحظورات التي تكفل بقاء "نظرة العرفان والتقدير" لجهودها في عيون اللاجئين والشعب الفلسطيني بأكمله وبكافة هيئاته.

وبرزت القضية قبل أيام عندما استدعت الوكالة الدولية ستة من موظفيها بغزة إلى العاصمة الأردنية عمان لسماع تقييمهم للبرامج التي يعملون فيها، لكن الستة فوجئوا بتحقيق حول انتماءاتهم السياسية وأعمالهم ودورهم في حرب غزة شتاء 2008/2009.

وقالت مصادر مطلعة للجزيرة نت إن "التحقيق" مع الموظفين الستة شمل أسئلة عن انتماءاتهم السياسية حتى قبل توظيفهم في أونروا، وكذلك أماكن عملهم خلال الحرب على غزة، ومواقفهم من بعض الأحداث الداخلية.

سهيل الهندي قال إن أونروا تجاوزت اتفاقا سابقا مع الاتحاد (الجزيرة)
سهيل الهندي قال إن أونروا تجاوزت اتفاقا سابقا مع الاتحاد (الجزيرة)

تجاوز
وقال رئيس الاتحاد سهيل الهندي إن إدارة وكالة غوث اللاجئين تجاوزت اتفاقا سابقا مع مدير العمليات في غزة يقضي بوجود ممثل عن الاتحاد خلال استجواب أي من العاملين في المؤسسة الدولية.

وأضاف الهندي في حديث للجزيرة نت أن التصرف الذي أقدمت عليه أونروا مرفوض لأنه يمس الأمان الوظيفي للموظفين ويسعى لطمس هويتهم الفلسطينية، مؤكدًا رفض الاتحاد لأي قرارات تصدر ضد أي موظف على خلفية هذا التحقيق.

وذكر الهندي أن اتفاقا مع الاتحاد لم ينفذ من قبل إدارة أونروا كان يمكن أن ينهي أي إشكال، حيث ينص على تحديد ما يسمح به للموظف وما يمنع عليه، وطالب بالإسراع في التفاهم على الاتفاق كي لا تحدث إشكالات أكبر، على حد تعبيره.

واعتبر الهندي أن الخطوة الاحتجاجية غدا الأحد هي رسالة إلى الوكالة الدولية ومفادها أن الاتحاد جاد في الحوار معها للخروج من الأزمة الحالية ومن كل أزمة تعترض العمل المشترك، ملوحا في الوقت نفسه بخطوات أخرى لم يذكرها سيقدم على اتخاذها الاتحاد إذا ما تعرض أي من المحقق معهم إلى سوء.

من جهته نبه الباحث في شؤون اللاجئين حسام أحمد إلى وجود أطراف داخل أونروا تسعى إلى إفشال مهمتها الرسمية المتمثلة في إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين والانحراف بأهدافها وصولاً إلى إضفاء شرعية على الاحتلال الإسرائيلي.

حسام أحمد أشار إلى أطراف في أونروا تسعى إلى إضفاء شرعية على الاحتلال (الجزيرة)
حسام أحمد أشار إلى أطراف في أونروا تسعى إلى إضفاء شرعية على الاحتلال (الجزيرة)

انسلاخ
وأوضح أحمد في حديث للجزيرة نت أن أونروا ألزمت موظفيها منذ اندلاع انتفاضة الأقصى عام 2000 بالتوقيع على عرائض تلزمهم بـ"الانسلاخ" عن واجبهم الوطني تجاه قضيتهم الوطنية وهذا أيضا يعد خروجا عن سياق المهمة الرسمية للأونروا، حسب قوله.

وأشار الباحث إلى أن الأونروا فصلت عددا من الموظفين ومارست عليهم ضغوطا لإجبار بعضهم على تقديم استقالته، الأمر الذي قوبل برفض شعبي مما دفع الوكالة للتراجع عن هذه الخطوة.

وفي السياق نفسه، حذر مصطفى الصواف الكاتب في صحيفة فلسطين التي تصدر بغزة، من سعي لدى أونروا لجعل الموظفين لديها "آلات" تتلقى التعليمات من قبل القيادة الأجنبية ولا يحق لها المناقشة أو الاعتراض.

وتوقع الصواف في حديث للجزيرة نت أن تتصاعد الاحتجاجات ضد الوكالة الدولية إذا ما استمرت في إجراءاتها ضد موظفيها، مطالبًا إدارتها بتصحيح العلاقة مع موظفيها ومكاشفتهم ومصارحتهم بدلاً من تخويفهم والضغط عليهم.

وأكد المستشار الإعلامي لأونروا عدنان أبو حسنة بدوره أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين تقوم بين الفينة والأخرى، بمراجعات لدراسة مدى مطابقة تصرفات موظفيها مع الالتزام بقوانينها.

المصدر : الجزيرة