قدسيا مدينة خاوية على عروشها

جوانب من الدمار الذي حل بمدينة قدسيا - الصور نشرها ناشطون على الفيسبوك.
undefined

الجزيرة نت-قدسيا

مدينة قدسيا التي كانت تضج بالحياة والزحام تبدو الآن خاوية تماما ويخيم عليها صمت مطبق بعد الهجمة العسكرية التي نفذها الجيش السوري هناك والتي بدأت يوم الجمعة 28 سبتمبر/أيلول.

دخلت الجزيرة نت المدينة التي بدت مدمرة وكانت آثار المعركة بين الجيشين الحر والنظامي شديدة الوضوح، حيث هجرها السكان وخلت من ملامح الحياة، فلا توجد أي سيارات واقفة على جوانب الطرقات التي كان من الصعب جدا إيجاد مكان للوقوف فيها، ولكن ثمة فقط هياكل محترقة لبعض السيارات التي تحولت إلى خردة.

الاستهداف الأخير للمدينة الذي بدأ بقصف هاون واشتباكات مع الجيش الحر وتطور إلى اقتحام بالدبابات والمدرعات خلف عشرات القتلى معظمهم من المدنيين. وقال ناشطون إنهم وثقوا قرابة 66 اسما للقتلى، بعضهم أعدم ميدانيا وآخرون استخدموا دروعا بشرية إلى جانب الجثث غير معروفة الهوية.

‪الجامع العمري وسط قدسيا تعرض للاحتراق والتخريب‬  (الجزيرةنت)
‪الجامع العمري وسط قدسيا تعرض للاحتراق والتخريب‬  (الجزيرةنت)

المحلات أنقاض
بعد اجتياز عدة حواجز عسكرية للوصول إلى المدينة استقبلنا منظر الرماد والأبنية المحترقة وحطام المحلات التي أصبحت أنقاضا، والكثير من الزجاج المحطم بالشوارع حيث تساقط جراء الارتجاج القوي الذي سببه القصف على المنطقة، وهناك آثار للوقود المحترق على الإسفلت ومياه تسربت فيما يبدو نتيجة تحطم مس تمديدات المياه أو المجاري.

سوق المدينة الذي طالما كان عامرا بمحلاته وزبائنه أصبح الآن مدمرا بالكامل، وكان الجامع العمري وسط الساحة أكثر المساجد تضررا بالمدينة إذ بدا الرماد على جدرانه الخارجية بعد حريق كبير نشب فيه وأصبح بلا نوافذ وكأنه بناء قيد الإنشاء.

النيران التهمت أيضا الكثير من البيوت والأبنية، بينما قال ناشطون إن الدخان بقي يتصاعد من قدسيا لأيام.

صدمة
لاحظنا أشخاصا قلائل جاؤوا لتفقد بيوتهم ومحلاتهم وحمل ما يستطيعون حمله مما تبقى من متاعهم، وقد أعرب أحدهم عن صدمته إزاء الخراب الذي لحق بالمدينة، وقال إنه لم يتوقع أن يكون الدمار "بهذا الحجم".

رجل آخر قال إنه عندما خرج من بيته قبل عشرة أيام شاهد جثثا ملقاة بالشارع، وتحدث عن انقطاع الكهرباء منذ أسبوعين مما تسبب في تعفن ما تحويه ثلاجات البيوت والمتاجر من مؤن وطعام، وهو ما قد يتسبب بالإصابة بالأمراض.

قابلنا بإحدى الحارات أربعة أولاد بسن الدراسة الابتدائية كانوا يحاولون استكشاف المكان مجددا ووجدوا لعبة تتناسب مع هذه الظروف حيث كانوا يتسابقون في العثور على الشظايا وبقايا القذائف والرصاص بالشارع، وقد اكتفوا بالتفرج على المحلات المحترقة من الخارج ولم يحاولوا الدخول إليها.

اقتربنا منهم لنسألهم عما يفعلون فصرخ أحدهم "لا تتحدثوا مع أحد" وركضوا فارين ليختفوا عن الأنظار في لحظات.

‪جوانب أخرى من الدمار الذي حل بالمدينة‬ (الجزيرة نت)
‪جوانب أخرى من الدمار الذي حل بالمدينة‬ (الجزيرة نت)

عمر جديد
أحد الشبان الذين عايشوا القصف قال إن عمرا جديدا كتب له بمغادرته المدينة، حيث بقي مع المحاصرين من السكان بلا كهرباء ودون إمكانية الحصول على غذاء أثناء المعارك.

وتحدث للجزيرة نت عن الرعب الذي عاشته أسرته التي كانت تراقب القصف على قدسيا من مكان إقامتها بمنطقة دمر المقابلة، فقال "لقد نصبوا المدافع تحت منزل أختي وكانت مع أولادها يشاهدون الجنود وهم يضربون القذائف على قدسيا وهي تعلم أني من ضمن المحاصرين. لقد كانت أوقاتا عصيبة جدا".

وأضاف أن بعض الشبيحة كانوا يأتون للتفرج على تلك المدافع ويقومون بالتصفيق للجنود كلما أطلقوا قذيفة، ويحتفلون عندما يشاهدون الدخان يتصاعد من قدسيا.

المصدر : الجزيرة