رؤية فلسطينية لانتخابات إسرائيل المبكرة
فقد أكدت منظمة التحرير الفلسطينية أن حكومة نتنياهو المتطرفة لم تتوقف عند تجميد المسار السياسي وإبقاء الوضع كما هو، وإنما حاولت ترسيخ الاحتلال والحصار والاستيطان في الأرض المحتلة بما فيها القدس المحتلة، وفق حديث عضو اللجنة التنفيذية للمنظمة واصل أبو يوسف للجزيرة نت.
وأوضح المسؤول الفلسطيني أن الحكومة الإسرائيلية عندما تعيش في أزمة تحاول تصعيد عدوانها، "وهذا واضح من خلال القصف الأخير على غزة واقتحام المسجد الأقصى وتعزيز الاستيطان بهدف لفت الأنظار عما هو مطلوب منها لفتح مسار سياسي".
وأضاف أبو يوسف أن العالم أجمع يُحمّل الاحتلال مسؤولية انسداد الأفق السياسي، مشيرا إلى فشل محاولات جر الولايات المتحدة لتحديد موعد لضرب إيران، وصرف الأنظار عن العملية السياسية إلى التجييش ضدها.
ويذكر أبو يوسف من الأسباب الأخرى التي قادت لتبكير الانتخابات الوضع الاقتصادي المتردي، وعدم تمكّن نتنياهو من تمرير الميزانية والتقليصات بحق الطبقات الفقيرة، "فواضح تماما أن نتنياهو يهرب للأمام في ظل فشل أمني وسياسي اقتصادي".
وشدد أبو يوسف على عزم منظمة التحرير الفلسطينية المضي قدما في تحركها بالجمعية العامة للأمم المتحدة بغض النظر عن التطورات الداخلية في إسرائيل، مؤكدا استمرار مسعى الحصول على مكانة دولة غير عضو من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وقال إن العوامل السابقة دفعت نتنياهو ليقوم بانتخابات مبكرة، معتقدا أنه سينجح وسيشكل ائتلافا يمينيا متطرفا يمكّنه من إبقاء الوضع كما هو لسنوات قائمة "لكن التوجه الفلسطيني يؤكد فشل سياسة احتواء الوضع الفلسطيني وإبقائه كما هو".
وفي استشرافه لنتائج الانتخابات المتوقعة، يؤكد المحلل السياسي خالد العمايرة أن المجتمع الإسرائيلي يسير نحو اليمن واليمين المتطرف، في وقت يحاول فيه اليمين تعزيز قوته في هذا المجتمع.
ويضيف العمايرة أن نتنياهو لا يزال نجم المشهد السياسي رغم وجود أحزاب أخرى منافسة، معتبرا فوزه وفوز أنصاره من اليمين الديني عاملا لتعميق المواجهة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، "وسيقضي بشكل فعلي على ما تبقى مما يسمى عملية التسوية والعملية السلمية".
ويستبعد المحلل السياسي إقدام إسرائيل على عمليات عسكرية في هذه المرحلة، خاصة في غزة "لأن ذلك ليس من مصلحة العلاقة بين مصر وإسرائيل".
قطع الطريق
ومن جهته، يذكر المحلل المتخصص في الشأن الإسرائيلي صالح النعامي مجموعة أسباب يرى أنها ساهمت في تبكير الانتخابات، أبرزها خشية نتنياهو من إمكانية أن يوحد اليسار والوسط أنفسهم تحت زعامة أقوى منافسيه إيهود أولمرت، موضحا أن تبرئة الأخير ومحاولة توحيد اليسار تشكل تحديا يقلص فرص فوز نتنياهو.
ويذكر النعامي من العوامل الأخرى محاولة نتنياهو الحصول على تفويض إسرائيلي شعبي لتنفيذ قناعاته والتعاطي مع البرنامج الإيراني، في ظل رفض النخبة العسكرية وقيادات سياسية لرغبة نتنياهو في استخدام العمل العسكري ضد إيران خاصة.
ويضيف أن نتنياهو سيستخدم الورقة الإيرانية في الانتخابات "فقد حدد الربيع القادم كموعد نهائي لوقف البرنامج النووي..، وحتى لو لم يف بوعده ولم يضرب إيران قبل هذا الموعد فإنه يكون قد كسب الانتخابات".
ويضيف النعامي أن العامل الثالث أميركي، حيث يخشى نتنياهو أنه في حال بقيت الانتخابات على موعدها أواخر 2013 وفاز الرئيس الأميركي باراك أوباما، فإنه قد يتدخل في الانتخابات بشكل لا يضمن فوز نتنياهو.
وبخلاف العمايرة، لا يستبعد النعامي أن يدفع نتنياهو وشركاؤه لجمهور ناخبيه من اليمين بالعملة الفلسطينية، "بمعنى العمل العسكري في غزة وتصعيد التهويد في القدس والاستيطان في الضفة، وعدم إبداء أي مرونة في العملية السياسية".