حراك روسي في الملف الفلسطيني

afp : Russian Foreign Minister Sergei Lavrov (R) shakes hands with exiled Hamas leader Khaled Mechaal (L) in Moscow on February 8, 2010. Mechaal arrived for high-level

لافروف (يمين) مستقبلا مشعل بموسكو في فبراير 2010 (الفرنسية)


عوض الرجوب-الخليل
تجري وفود تمثل عددا من الفصائل الفلسطينية لقاءات في موسكو لبحث جملة من القضايا، أهمها ملف المصالحة ووضع القضية الفلسطينية دوليا، فيما نفى مسؤول فلسطيني أن تكون اللقاءات قد تناولت تشكيل حكومة الوفاق المقبلة.
 
وحافظت روسيا على علاقة جيدة بالفصائل الفلسطينية لكن علاقتها بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تطورت منذ فوز الأخيرة في انتخابات المجلس التشريعي أوائل عام 2006، ثم لعبت دورا في اتفاق المصالحة الفلسطينية الذي وقع في القاهرة في الرابع من الشهر الجاري.
 
ووصف مختصون في العلاقات الروسية الفلسطينية تحدثوا للجزيرة نت الموقف الروسي بأنه متوازن إلى حد كبير، موضحين أن قوة الموقف الروسي تساعد في التحلل من الموقف الأميركي المنحاز لإسرائيل.
 
لقاءات موسكو
فقد بين الأمين العام لحزب الشعب الفلسطيني ورئيس قائمة البديل في المجلس التشريعي بسام الصالحي أن لقاءات موسكو تهدف إلى تعزيز مناخ المصالحة الوحدة الفلسطينية من ناحية، وتعزيز التعاون الفلسطيني الروسي لاستثمار هذه الوحدة في تحسين مكانة القضية الفلسطينية على الساحة الدولية من ناحية أخرى.
 
 الصالحي: المشاورات في موسكو لم تتطرق لتشكيل الحكومة الفلسطينية (الجزيرة نت-أرشيف) 
 الصالحي: المشاورات في موسكو لم تتطرق لتشكيل الحكومة الفلسطينية (الجزيرة نت-أرشيف) 

ونفى الصالحي تصريحات نسبت إليه وتحدثت عن مشاورات في روسيا لتشكيل الحكومة الفلسطينية، مشيرا إلى أن روسيا دولة كبرى وعضو في مجلس الأمن واللجنة الرباعية، وتدعم المصالحة بشكل علني وواضح.

 
وعوّل -في حديثه للجزيرة نت عبر الهاتف من موسكو على مكانة روسيا- "في تحسين فرص دعم اتفاق المصالحة أمام موقف إسرائيل، وأمام موقف الرئيس الأميركي باراك أوباما المتراجع، وعدم استحضار شروط الرباعية التي تريدها إسرائيل لتضييق الخناق على الحكومة الجديدة والاعتراف بها دوليا".
 
وقال إن لقاء سيعقد اليوم الاثنين مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، فيما ستعقد لقاءات أخرى لاحقا وفق التطورات "بما يتيح تعزيز التعاون الفلسطيني الروسي ويخدم تحقيق الحقوق الفلسطينية".
 
وذكر أن من المشاركين في زيارة موسكو موسى أبو مرزوق وأسامة حمدان من حركة حماس، وعزام الأحمد وصخر بسيسو وأمين مقبول من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، وماهر الطاهر عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وطلال ناجي الأمين العام المساعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين-القيادة العامة، وفهد سليمان من الجبهة الديمقراطية، إضافة إلى مصطفى البرغوثي من المبادرة الوطنية.

 
ومن جهته قال الباحث والكاتب سعيد مضية إن الدور الروسي "نسف الاحتكار الأميركي للقضية الفلسطينية"ن مضيفا أن الوساطة والدور الروسي في المصالحة "شيء جيد وإيجابي".
 
وشدد على أهمية توثيق العلاقة مع روسيا وأوروبا الغربية للذهاب معهم إلى الأمم المتحدة، في إشارة للمساعي الفلسطينية لإعلان الدولة المستقلة في سبتمبر/أيلول المقبل.
 
حنا عيسى: روسيا تعمل على تثبيت السلطة الفلسطينية وتقويتها (الجزيرة نت-أرشيف)
حنا عيسى: روسيا تعمل على تثبيت السلطة الفلسطينية وتقويتها (الجزيرة نت-أرشيف)

وقال إن روسيا حافظت على موقف متساو بين فتح وحماس "وفي ضوء المصالحة الحالية، ورغم محاولة أميركا عزل حماس وغزة والاستفادة من عزلة غزة وحصارها، فإن موسكو ضد الموقف الأميركي"، معربا عن اعتقاده أن روسيا "ستكون صادقة في توثيق العلاقة بين فتح وحماس، وهذا هو المطلوب في الوقت الحالي".

علاقة وطيدة
من جهته أشار الدبلوماسي الفلسطيني لدى الاتحاد السوفياتي سابقا حنا عيسى إلى قدم العلاقة بين روسيا -وقبلها الاتحاد السوفياتي- من جهة ومنظمة التحرير والسلطة الفلسطينية من جهة أخرى.
 
وقال إن روسيا تحتفظ بعلاقات جيدة مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وتعمل على تثبيت السلطة الفلسطينية وتقويتها "وضرورة أن يكون هناك برنامج سياسي يلتف حوله الجميع"، لكنه نبه إلى أن روسيا لا تخفي مطالبتها حماس بالاعتراف بوجود إسرائيل، باعتباره شرطا أساسيا لزحزحة الأمور وفتح آفاق سياسية مع الحركة.
 
وأضاف أن روسيا حافظت على خيوط مع حركة حماس منذ نشأتها، وجرت زيارات مكوكية بين الطرفين كانت أخراها زيارة رئيس المكتب السياسي للحركة إلى موسكو في فبراير/شباط 2010، موضحا أن "روسيا تحتاج إلى حركة حماس في موضوع الشيشان الشائك والمتعلق بالإسلاميين هناك".
 
وأوضح أن اللقاءات -التي تتم برعاية معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية- ستتناول الأفكار الفلسطينية للمساعدة الروسية، والخروج من المأزق السياسي بين حركتي فتح وحماس من جهة، وبين منظمة التحرير والتنظيمات غير المنضوية تحتها من جهة أخرى.

المصدر : الجزيرة