انتقاد فلسطيني لخطاب أوباما بإيباك

US President Barack Obama speaks May 22, 2011 during an address to the American Israel Public Affairs Committee (AIPAC) Policy Conference 2011 at the Walter E. Washington Convention Center

أوباما اعتبر أن اتفاق المصالحة بين فتح وحماس "عقبة أمام السلام" (الفرنسية)

عوض الرجوب-الخليل

انتقد سياسيون فلسطينيون خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الأخير أمام اللجنة الأميركية للشؤون العامة لإسرائيل (إيباك) ووصفوه بالخطاب" المجحف" الذي يتدخل "بشكل سافر" في الشأن الفلسطيني الداخلي.

وكان أوباما قد جدد خلال نفس الخطاب معارضته التوجه الفلسطيني للحصول على اعتراف أممي بالدولة الفلسطينية، كما اعتبر اتفاق المصالحة بين فتح وحماس "عقبة أمام السلام".

وأوضح أن الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني سيتفاوضان على حدود تختلف عن التي كانت موجودة في الرابع من يونيو/حزيران 1967" مراعاة لما أسماه "الواقع السكاني الجديد" أي الاستيطان.

وبينما ترفض حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، كبرى فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، الرد على خطابي أوباما وتفضل انتظار موقف رسمي بعد اجتماع اللجنة التنفيذية للمنظمة الأربعاء القادم، انتقدت فصائل أخرى خطاب أوباما، وحذرت من الاستجابة لأي ابتزاز أميركي، مشددة على ضرورة المضي في المصالحة.

 تيسير خالد: أوباما بالغ في التركيز على أمن إسرائيل والانحياز لها (الجزيرة نت)
 تيسير خالد: أوباما بالغ في التركيز على أمن إسرائيل والانحياز لها (الجزيرة نت)

تدخل سافر
فقد وصف عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية وعضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين تيسير خالد ما جاء في الخطاب بأنه "مفاجئ ولا يلبي مطالب الشعب الفلسطيني ولا يستجيب لمصالحه وحقوقه في إنهاء الاحتلال الذي بدأ عام 67".

وقال إن ما جاء في خطاب أوباما يُعد تراجعا حقيقيا "وهناك مبالغة في التركيز على أمن إسرائيل والانحياز لها واستثناء القدس".

وأشار إلى أن لغة أوباما أمام إيباك كانت مختلفة عن خطاب الخميس الذي حاول فيه بث رسائل إلى دول وشعوب المنطقة، وأن يشتري التحولات الديمقراطية والثورات الجارية بالمال ويصادرها بالسياسة.

الاستيطان عقبة
وشدد في حديثه للجزيرة نت على أن اعتبار المصالحة عائقا أمام السلام "تدخل سافر في الشؤون الداخلية الفلسطينية". وأضاف "بدل أن يقول أوباما إن الاستيطان عقبة في طريق السلام، خرج ليقول إن المصالحة عقبة في طريق السلام".

وأوضح أن عددا من الأحزاب الإسرائيلية لا تعترف بمنظمة التحرير ولا بحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير، وأبزرها "إسرائيل بيتنا" حزب وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان وأحزاب أخرى لا تساند الحكومة.

وقال إنه ليس من حق الإدارة الأميركية أن تطالب أي حزب فلسطيني بأن يعترف بإسرائيل، مشددا على ضرورة أن لا يكون لتصريحات أوباما أي تأثير على المصالحة والقرار الفلسطيني "الذي يجب أن يكون تحديا وقرارا وطنيا مستقلا".

 وصفي قبها: وضع شروط على المصالحة محاولة لإفشالها (الجزيرة نت)
 وصفي قبها: وضع شروط على المصالحة محاولة لإفشالها (الجزيرة نت)

الشروط المجحفة
من جهته اعتبر القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والوزير السابق وصفي قبها وضع شروط للمصالحة بمثابة محاولة لإفشالها أو ابتزاز أطرافها لصالح السياسة الإسرائيلية والأمن الإسرائيلي.

وأضاف أن الشروط المجحفة "رفضتها حماس في السابق ولا تزال ترفضها لأنها لا تخضع للابتزاز".

وذكر بمحاولات اختبار مواقف الحركة على مدى سنوات، وقال "لا داعي لتكرار مواقف أصبحت من الماضي".

وأكد أن مستقبل المصالحة يعتمد على الجانب الفلسطيني الآخر، فتح والسلطة، متسائلا هل يمكن للسلطة أن تُبتز؟ وهل يمكن أن تخضع لشروط أوباما وأن تبتز من خلال المال السياسي؟

وأضاف أن تجربة الماضي كانت مريرة خاصة بعد فوز حماس في انتخابات 2006، معربا عن أمله في أن تكون "كفيلة بأن تعلمهم (فتح) أن السياسة الأميركية تبيع الشعب الفلسطيني الأوهام كما كانت في عهد الرئيس السابق جورج بوش".

أيمن يوسف:
أوباما وجّه خطابين، الأول موجه إلى العرب والفلسطينيين وطمأنهم فيه بشأن المفاوضات، والثاني موجه لطمأنة الإسرائيليين

خطابا أوباما
من جهته قال أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في جنين الدكتور أيمن يوسف إن أوباما وجّه خطابين، الأول موجه إلى العرب والفلسطينيين وطمأنهم فيه بشأن المفاوضات، والثاني موجه لطمأنة الإسرائيليين.

ولا يرى يوسف فرقا شاسعا بين الخطابين، لكنه يؤكد أن الخيارات الفلسطينية في المرحلة الحالية أصبحت محدودة وضيقة خاصة في ظل رسالة أوباما إلى الفلسطينيين بعدم التوجه إلى المنظمات الدولية.

وطالب "بنقاش فلسطيني أوسع داخل الأحزاب والتنظيمات وفي مراكز الأبحاث والجامعات من أجل معرفة البدائل المختلفة قبل سبتمبر/أيلول المقبل لوضع خطة إستراتيجية جديدة للتعاطي مع خطاب أوباما ومع السياسة الأميركية الجديدة".

أما عن مستقبل المصالحة بعد خطاب أوباما، فقال يوسف إنه إحدى الإشكاليات القادمة "وربما أحد الأهداف التي دفعت أوباما لإلقاء هذا الخطاب بلغتين مختلفتين بهدف اختبار المصالحة الفلسطينية ومدى قدرة الفلسطينيين على الذهاب قدما في تحقيقها".

وشدد على أهمية إجراء نقاش داخلي أوسع بين فتح وحماس ليتشكل موقف فلسطيني "موحد من هذه التوجهات الجديدة في السياسة الأميركية".

المصدر : الجزيرة