تنديد فلسطيني بالفيتو الأميركي

منزل لعائلة فلسطينية في سلوان طرد اصحابه وحول لبؤرة استيطانية
منزل لعائلة فلسطينية في سلوان طرد أصحابه وحول إلى بؤرة استيطانية (الجزيرة-أرشيف)
عاطف دغلس-نابلس
 
أدانت كل من الفصائل والسلطة الفلسطينية الفيتو الأميركي ضد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدين الاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية والقدس ويعتبره غير شرعي. ودعت الفصائل السلطة الفلسطينية إلى مراجعة موقفها بخصوص مفاوضات السلام مع إسرائيل والتي ترعاها واشنطن. 
 
وصوّتت الولايات المتحدة مساء الجمعة ضد المشروع ، في حين أيدته الدول الأربع عشرة الأخرى التي تملك حق الفيتو بمجلس الأمن وهي: فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين.
 
وقالت حركة الجهاد الإسلامي إن الموقف الأميركي ليس الأول ولن يكون الأخير، مشيرة إلى أن الإدارة الأميركية لطالما غطت وتغطي جرائم الاحتلال ومشاريعه الاستيطانية عبر حق الفيتو.
 
وأكد القيادي بالحركة خضر حبيب للجزيرة نت أن هذا الموقف يدلل بشكل أو بآخر على أن الولايات المتحدة منحازة ومشاركة لإسرائيل بعدوانها على الشعب الفلسطيني، مضيفا أن الموقف الأميركي يجب أن يبعث برسالة واضحة إلى من قال إنهم يهرولون ويعولون على واشنطن في إدارة ملف المفاوضات.
 
وشدد على أن الولايات المتحدة "لا يمكن أن تكون شريكا أو وسيطا نزيها لإدارة المفاوضات العقيمة ولا خير يرتجى منها لشعبنا".

مكافأة أميركية
واعتبرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من جهتها على لسان المتحدث باسمها فوزي برهوم أن هذا القرار "مشين وتعسفي ويعكس الدور الأميركي المنحاز للاحتلال والمعطل بمجمله لحالة الإجماع الدولي لعدم شرعية الاستيطان واستنكار وجوده".
 
وأضاف أنه "مكافأة أميركية لحكومة الاحتلال على كل انتهاكاتها بحق الشعب الفلسطيني" وتأكيد على فشل الرهانات على الدور الأميركي في رعاية أي عملية سلام أو تسوية مع الاحتلال.
 
وأكد برهوم للجزيرة نت أن الموقف الأميركي يتطلب اتخاذ موقفا واضحا ومسؤولا من طرف السلطة الفلسطينية، عبر الرهان على وحدة الصف الداخلي الفلسطيني، وتقوية الجبهة الداخلية وإعادة الاعتبار للمشروع الوطني الفلسطيني لمواجهة كافة التحديات.
 
ودعا السلطة إلى إعلان عن انتهاء هذه المفاوضات بشكل نهائي ودون رجعة، وأن تعتمد إسترتيجية أساسها الوحدة الفلسطينية.
 
ومن جهته اعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين،  تيسير خالد، أن استخدام الإدارة الأميركية للفيتو يشكل صفعة قوية للقانون الدولي والشرعية الدولية، واستهتارا سافرا بدور مجلس الأمن ومسؤولياته في حفظ الأمن والسلم الدولي. 
 
وأكد في بيان -تلقت الجزيرة نت نسخة منه- أن ذلك يقدم غطاء كاملا للنشاطات الاستعمارية الاستيطانية الإسرائيلية التي تعتبرها اتفاقيات جنيف الرابعة ونظام روما لمحكمة الجنايات الدولية ضمن جرائم الحرب.
 
وأكد خالد أن الإدارة بهذا الموقف تمارس بشكل فظ سياسة ازدواجية معايير في التعامل مع شعوب المنطقة، مشيرا إلى أنها في الوقت الذي تدعي دعمها للتحولات الديمقراطية الجارية بالمنطقة تقف أمام حقوق الشعوب بتقرير مصيرها.
 

undefinedتنديد السلطة
 
ومن جهة أخرى، وصف مستشار الرئيس الفلسطيني الموقف الأميركي بالمحابي للموقف الإسرائيلي.
 
وقال للجزيرة نت إن القيادة الفلسطينية "تتدارك حاليا الموقف الأميركي وربما تتخذ قرارات تتعلق بالموقف من المفاوضات وبأمور كثيرة على ضوء هذا الموقف".
 
وأشار إلى أنه "بات من الواضح أن أميركا لم تعد وسيطا نزيها بعد كل هذه المواقف خلال الأشهر الماضية وخاصة تلك المتعلقة بدعم الاستيطان".
 
ومن جانبه، دعا عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) توفيق الطيراوي إلى اعتبار الجمعة القادم "يوم غضب" بالضفة الغربية ضد موقف الولايات المتحدة.
المصدر : الجزيرة