"نطفة أمل" من خلف قضبان الاحتلال

نعمه بدران زوجة الاسير حسام بدران قالت ان الفكرة بحد ذاتها تحد للاحتلال الذي يقمع الاسرى ويحرمهم ابسط حقوقهم-الجزيرة نت1

نعمة زوجة الأسير حسام بدران تعتبر التخصيب تحديا للاحتلال (الجزيرة نت)

عاطف دغلس-نابلس

عمّ الفرح منزل الأسير الفلسطيني حسام بدران في مخيم عسكر للاجئين الفلسطينيين شرق نابلس، ليس احتفاء بإفراج عنه من اعتقال لا يزال مستمرا في سجون الاحتلال، بل لأن "نطفة أمل" لمولود جديد له تلوح في الأفق.

فقد قرر حسام (43 عاما) والقيادي بكتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والمحكوم بالسجن 18عاما، أن ينجب مولودا من داخل سجنه بالتخصيب الاصطناعي، في تحد للاحتلال الإسرائيلي "الذي يريد باعتقال الفلسطينيين حرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية والاجتماعية".

وتقول نعمة بدران زوجة حسام إن الموضوع طرحه زوجها بعد اعتقاله قبل ثماني سنوات حيث لم تكن الظروف تسمح بذلك، لكن إجراءات الاحتلال الإسرائيلي وعدم سماحه بزيارة الزوجة إلا مرة كل سنة ونصف السنة استدعت الإبقاء على روح التواصل بينها وبينه عبر الأمل بمولود جديد.

واقتنعت نعمة بالفكرة بعد مدّ وجزر مع زوجها، خاصة حينما تأكدت أن الأمر "لا يتعارض مع الشرع" وقبوله لدى عائلتها وعائلة زوجها.

ألم وأمل
ولم تتحدث نعمة (37 عاما) للجزيرة نت عن حيثيات وتفاصيل نقل البويضة "النطفة" خوفا من إجراءات الاحتلال وممارساته، لكنها قالت إنها استشارت طبيبا خاصا أكد بدوره إمكانية نجاح "عملية النقل" وقال إنها تحتاج خمس ساعات "وهو ما تم بالفعل".

وتخضع الآن لمرحلة علاج "قبل عملية التخصيب" بحسب كلام الأطباء، حيث سيتم لها ذلك في وقت قريب.

ولم تخف نعمة –وهي أم لطفلين- فرحتها بإمكانية إنجابها من جديد، رغم تخوفها من عدم نجاح العملية "فهناك زوجات أسرى فعلن هذه الخطوة ولم ينجحن" ومع ذلك "فلدي إصرار بإجرائها".

وقالت إن هدف الاحتلال بحرمان الأسير من حريته "وقطع ذريته" لن يتحقق أمام هذا الصمود للأسرى وزوجاتهم بالإنجاب "ولن يهدموا أملي وغيري بالأمومة".

وليس بعيدا عن نعمة، أجرت إخلاص السيد زوجة الأسير عباس السيد القيادي في حماس، والمحكوم بـ36 مؤبدا و110 سنوات، عملية "التخصيب" مرتين قبل خمسة أعوام، لكن القدر لم يشأ لها أن تنجب.

ورغم ذلك، رأت أن الفكرة "فتحت الطريق" أمام مئات الأسرى، وخاصة الذين يقضون أحكاما عالية، وأن الخطوة متنفس للأسرى أنفسهم وإرضاء لهم، وأن الإنجاب للأسير بحد ذاته تحد كبير للاحتلال "وأمل لزوجته من خلف القضبان".

من جهته قال الباحث بشؤون الأسرى فؤاد الخفش إن من يلجأ لمثل هذه الأمور عادة هم الأسرى من ذوي الأحكام العالية والمؤبدات، حيث إن تسعمائة أسير محكومون مدى الحياة، ومعظمهم متزوجون.

الخفش: إسرائيل تحرم مئات الأسرى من حقهم في الإنجاب والالتقاء بذويهم (الجزيرة نت)
الخفش: إسرائيل تحرم مئات الأسرى من حقهم في الإنجاب والالتقاء بذويهم (الجزيرة نت)

قوانين عنصرية
وأكد الخفش أن الاحتلال يريد أن ينهي حياة الإنسان الفلسطيني باعتقاله، وأن يضع حدا لحركته واتصاله بالعالم الخارجي من أسرته، ويفرض لذلك قيودا على زيارته حتى من أقرب الناس عليه ويمنعهم بحجة "الرفض الأمني".

وقال إن إسرائيل لا تستند إلى أي قانون في تعاملها مع الأسرى الفلسطينيين "حتى أسرى الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948، وتسمح للجنائيين وتجار المخدرات ممن تعتقلهم بالالتقاء بأسرهم وزوجاتهم، مضيفا أن إيغال عامير قاتل رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحق رابين أنجب ثلاثة أطفال رغم اعتقاله.

أما فارس أبو حسن، مدير مؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان، والتي تعنى بشؤون الأسرى، فأكد أن إسرائيل تريد بهذه الطريقة "وهي حرمان الأسير الإنجاب والالتقاء بزوجته" عقابه هو وعائلته، وهو نوع من "التمييز العنصري والتطهير العرقي" ضد الأسرى.

وأكد أبو حسن للجزيرة نت أن إسرائيل تتذرع بأن الأسرى "معتقلون أمنيا" وهو ما يتيح للقانون الإسرائيلي حرمانهم من أبسط حقوقهم، "وحتى معاملتهم بشكل سيئ".

المصدر : الجزيرة