نفوذ الدينكا يخيف قبائل الجنوب

محمد البقالي
 
القبيلة هي المحدد الرئيسي لهوية جنوبيي السودان في القرى والمدن، حيث تجد قبائل الدينكا والنوير والشلك الأنواك والزاندي ومئات القبائل والإثنيات التي يحمل الناس علامة انتمائهم إليها في أزيائهم وطقوسهم بل وحتى على وجوههم.
 
والتعدد الإثني والقبلي يحول دون الحديث بصيغة المفرد عن جنوب السودان إلا حين مقابلته بشمال البلاد، ذلك أن الوحدة الظاهرة تخفي -وفق المتابعين- تناقضات قبلية مرشحة لتطفو على السطح أكثر في حال الانفصال المحتمل في الاستفتاء على تقرير مصير الإقليم، وفق موفد الجزيرة إلى جنوب السودان محمد البقالي.
 
فالصراع بين قبائل الجنوب كثيرا ما اصطبغ بلون الدم، والطرف الثابت في معادلة الصراع الإثنية هو قبيلة الدينكا التي ينحدر منها أبرز القادة الجنوبيين ومنهم أبيل ألير نائب الرئيس السوداني في الثمانينيات وجون قرنق وسلفاكير ميارديت وفرانسيس دينق ودينق ألور.
 
صراع قديم
والصراع بين الدينكا والقبائل الجنوبية الأخرى له جذوره التاريخية، بل إن تقسيم الجنوب إلى ثلاث ولايات عام 1983 يعود لهذا الصراع، وذلك تلبية لرغبة بعض الجنوبيين خاصة جوزيف لاقو الذي كان يخشى سيطرة قبيلة الدينكا على مقاليد الأمور في الجنوب، وكان وقتها أبيل ألير نائب الرئيس السوداني جفعر النميري من قبيلة الدينكا وكان مسيطرا على جميع أمور الجنوب.
 
ومع اقتراب الاستفتاء على مصير جنوب السودان تتلمس كل القبائل نصيبها من كعكة الانفصال المحتمل، وهي في ذلك تخشى أن يذهب النصيب الأكبر من الكعكة إلى قبيلة الدينكا.
 
وتعد قبيلة الشلك واحدة من أكبر قبائل الجنوب السوداني، إذ لها نصيبها في السلطة والثروة لكن ذلك لم يمنع عن أبنائها شعورا بالضيم كلما حلت المقارنة مع قبلية الدينكا، كبرى قبائل جنوب السودان.
 
ممارسة الهيمنة
ويتهم روبرت بول كالمان، وهو شيخ قرية من قبيلة الشلك، في حديث للجزيرة فئة معينة داخل الدينكا يصفهم بضعفاء النفوس بممارسة الهيمنة، أما باقي القبيلة "فلا توجد مشكلة بيننا وبينهم".
 
وفي المقابل يقلل النافذون من قبيلة الدينكا من أهمية دعاوى سيطرتها ويحملون الشمال مسؤولية إذكاء التناقضات القبلية والإثنية.
 
يقول وزير الشباب في حكومة الجنوب جون توماس رينغ دينغ للجزيرة إنها إحدى الدعاوى الكاذبة التي ظلت تعتمد عليها القوى التي كانت مهيمنة على كل السودان و"أؤكد لكم أنها آخر كراتهم".
 
وبغض النظر عن من يتحمل المسؤولية، فمنطق القبيلة يلقي وفق المتابعين بغيوم كثيفة تهدد بتغيير معالم الصورة المرسومة لجنوب ما بعد الانفصال.
المصدر : الجزيرة