معاناة برمضان لذوي أسرى فلسطين

أم احمد زوجة الأسير نافذ حرز مع ابنها الأصغر محمد وأحفادها
أم أحمد زوجة الأسير نافذ حرز مع ابنها الصغير وأحفادها (الجزيرة نت)

أحمد فياض-غزة

 
في الوقت الذي يستمتع فيه الصائمون في مشارق الأرض ومغاربها بلم الشمل مع عائلاتهم حول موائد الإفطار، يغيب هذا المشهد عن الكثير من الأسر الفلسطينية التي لازال أحد ذويها في غياهب سجون الاحتلال الإسرائيلي.
 
وفي قطاع غزة يعيش ذوو الأسرى هذه الأيام مرارة مضاعفة تتجدد صورها لدى اجتماع الأهل على مائدة الإفطار، فيطغى لهيب الشوق ولوعة البعد على المجتمعين حسرة على أحبة لهم حرموا الجلوس معهم ومنعوا من زيارتهم في السجون منذ أكثر من ثلاث سنوات.
 
ولا تخرج عائلة الأسير نافذ حرز (54 عاما) من غزة عن هذه القاعدة فإلى جانب لوعة البعد التي رافقت العائلة على مدار 24 عاما تسيطر عليها حالة من الترقب في انتظار الإفراج عن معيل العائلة ضمن صفقة تبادل الجندي الإسرائيلي الأسير بغزة جلعاد شاليط، التي تتناقل وسائل الإعلام أخبارها بين الفينة والأخرى.
 
وفي منزل الأسير بحي الدرج وسط مدينة غزة جلست زوجته أم أحمد وحولها ستة من أبنائها و21 من أحفادها جميعهم لم يروا جدهم إلا من خلال الصور.
 
وقالت أم أحمد للجزيرة نت "ما أصعب هذه الأيام علينا ونحن نتفقد أبو أحمد مع كل إفطار ونتمنى أن يكون بيننا حتى نشعر بحلاوة رمضان".
 
غربة وعزلة
وأضافت وملامح الحزن بادية على تفاصيل وجهها "رمضان شهر الرحمة والتواصل، لكننا في المنزل نشعر بالغربة والعزلة في ظل غياب رب العائلة، ونصبر نفسنا بالصلاة وتلاوة القرآن والأذكار والتضرع إلى الله أن يفرج كربتنا وكربات كل الأسرى ".
 
وتعكس معاناة عائلة الأسير حرز صورة ذوي الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي خلال الشهر الفضيل.
 

"
تعكس معاناة عائلة الأسير حرز صورة ذوي الأسرى والمعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي خلال الشهر الفضيل
"

وعلى أمل أن يكون زوجها ضمن الأسرى الذين تشملهم صفقة التبادل، تتوقع أم أحمد فرجا قريبا لزوجها، ليضع حدا للوعتها ويجمعها مع أحفادهم على مائدة إفطار واحدة، تعيد للأسرة من جديد نكهة رمضان الجميلة.

 
ولا تخفي أم أحمد الإحساس بلوعة الفراق وهي تتذكر ثماني سنوات مع زوجها نافذ، بقولها " كانت حياة جميلة بدون مشاكل، مليئة بالتفاهم والود، كنا نحل مشاكلنا بهدوء دون علم أحد حتى الأقرباء، حتى أقدم الاحتلال علي اعتقال نافذ وحرمني من تلك الحياة السعيدة".
 
تعطش للحنان
أما محمد الابن الأصغر للأسير نافذ الذي تزوج قبل ثلاثة أعوام، فقال للجزيرة نت "لطالما حلمت بأن يكون والدي بجواري لحظة زواجي، فيوم عرسي لم أشعر بفرحة العرس لغياب والدي الذي كنت متعطشا لحنانه واحتضانه في ذاك اليوم".
 
أما سناء (سبعة أعوام) حفيدة الأسير، التي بادرت الجزيرة نت بسؤالها إن كان سبق أن رأت جدها فقالت "أنا سمعت كثيرا عن جدي وأنا مشتاقة له، خاصة أن الجميع يكون حزينا لحظة الإفطار بدونه".
 
وهنا بدأت دموع الجدة أم أحمد تسيل من عينيها وهي تحتضن حفيدتها، وتقول "والله كل شيء في رمضان يذكرنا به، ويزداد ألمي وهو بعيد عنا، وأحس بمرارة وأنا أشاهد نساء الحي برفقة أزواجهن متوجهين إلى صلاة التراويح، وأنا محرومة من ذلك".
 
يذكر أن الأسير الفلسطيني نافذ حرز معتقل في سجون الاحتلال منذ العام 1985، ومحكوم بالسجن مدى الحياة بتهمة قتل أحد جنود الاحتلال، تنقل خلال هذه الفترة بين سجون عسقلان ونفحة والنقب والرملة وهداريم.
المصدر : الجزيرة