تقرير إيراني يحذر من منظمات النساء

من المسيرات التي تطالب بالمساوة بين المرأة والرجل في إيران

من مسيرة تطالب بالمساوة بين المرأة والرجل في إيران (الجزيرة نت)

فاطمة الصمادي-طهران

برز جدل في الأيام الأخيرة في إيران عن الحركات النسائية بعدما أعادت بعض الأوساط نشر تقرير سابق للقسم السياسي التابع للحرس الثوري الإيراني حدد ما اعتبرها تحديات ثقافية تهدد المجتمع الإيراني في المرحلة القادمة، وجعل على رأسها هذه الحركات.

ورأى التقرير -الذي وزع على قادة الحرس الثوري- أن هناك تحديات أخرى مثل "تيار دعاة التعدد الديني" و"الدراويش وأهل التصوف" و"تيار الحداثة الإفراطي" و"البهائية" و"عبدة الشيطان"، متهما المنظمات غير الحكومية بأنها "أهم أدوات إثارة الفوضى الاجتماعية".

وأشار التقرير إلى أن الحركات النسائية التي نشطت بإيران في السنوات الأخيرة -بما فيها تلك التي تطلق على نفسها وصف "الإسلامية"- تحمل "بذور تهديد اجتماعي لا يمكن تجاهلها".

وحذر التقرير من "الفقر والفساد والتمييز"، وأكد أنها نقاط الضعف التي "تنفذ منها هذه التهديدات"، وقال إن شعارات حقوق الإنسان عنوان "لمؤامرة يستغلها بعض السياسيين".


تقرير الحرس الثوري اعتبر أن الحركات النسائية بذور
تقرير الحرس الثوري اعتبر أن الحركات النسائية بذور "تهديد اجتماعي" (الجزيرة نت)

انتقادات عن جهل
وقد انبرت بعض الناشطات في الحركات النسائية للرد على تقرير الحرس الثوري، حيث ترجع الناشرة شهلا لاهيجي هذا "التوجه السلبي" نحو هذه الحركات إلى "الجهل بها".

وترى شهلا –التي تعد أول ناشرة في إيران- أن الكثيرين يحصرون الأنشطة النسائية في حركة "الشذوذ الجنسي" ويعتقدون اعتقادا خاطئا أن هدف هذه الحركات هو "جعل النساء يمشين عاريات في الشوارع".

وتترأس شهلا دار نشر تحمل اسم "المستنيرون ودراسات المرأة"، وواظبت في السنوات الأخيرة على نشر سلسلة من الأبحاث والكتب والترجمات عن الحركات النسائية: نشأتها وأهدافها وأقسامها، وقادت في الانتخابات الأخيرة تحركات دعت المرشحين إلى الاهتمام بمطالب النساء.

وتؤكد أن الحركة النسائية الناشطة في إيران دشنت في السنوات الأخيرة تعاونا وتنسيقا بين النساء الإيرانيات اللواتي يحملن توجهات فكرية وسياسية مختلفة، بمن فيهن نساء من التيارين المحافظ والإصلاحي.


شهلا لاهيجي أرجعت انتقاد الحركات النسائية إلى الجهل بها (الجزيرة نت)
شهلا لاهيجي أرجعت انتقاد الحركات النسائية إلى الجهل بها (الجزيرة نت)

تحرك مسالم
وتصف شهلا هذا التحرك بأنه "مدني مسالم" يطالب بمجموعة من الحقوق المتعلقة بالنساء، ويرى أن الكثير من القوانين "تحتاج إلى مراجعة لأنها تتضمن ظلما وإجحافا بحق النساء".

وتبدي أسفها لأن هذا التحرك قوبل بالعنف، وتم الزج بعدد من ناشطاته في السجن، في إشارة إلى اعتقال عدد من الناشطات في حملة "مليون توقيع لإزالة التمييز القانوني ضد المرأة".

ومن جهتها تصر الدكتورة زهرا رهنورد على أن الحركة النسائية في إيران نبعت من الثقافة الإيرانية "وإن كانت تفاعلت في مرحلة من تاريخها مع الحركة النسائية العالمية"، وترجع جذورها التاريخية إلى ثورة التبغ في فترة الحكم القاجاري.

لكنها ترى أن العناوين الأولى لهذه الحركة لم تكن نسائية، بل كانت سياسية تحمل شعارات مقاومة للاستعمار، فـ"ثورة التبغ احتجت على النفوذ البريطاني وسعت لاستعادة القرار الوطني".

وتضيف زهرا -التي يرجع إليها الفضل في إطلاق برامج دراسات المرأة في عدد من الجامعات الإيرانية- أن مشاركة المرأة في الشأن العام بعناوينه السياسية وضد الاستعمار مهدت شيئا فشيئا لبدء النساء بطرح قضايا تتعلق بحقوقهن وبالمساواة.

المصدر : الجزيرة